بدعوة رسمية من المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، شاركَ وفدٌ من حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، يوم الثلاثاء، في احتفالية نظمتها الإدارة الذاتية في منتجع بيلسان في ناحية عامودا بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لتأسيس الإدارة. وتألف وفد الحزب من الرئيس المشترك، طلال محمد، وعضو الهيئة السياسية، سليمان علي، ورفاق آخرين.
وحضر الاحتفالية الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا عبد حامد مهباش وبيرفان خالد، ورئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، والرؤساء المشتركين لهيئات الإدارات السبع في شمال وشرق سوريا، إضافةً إلى رؤساء مجالس الأعيان العربية والكردية، وجرحى الحرب، وممثلي الأحزاب الكردية والعربية والسريانية، والقوات العسكرية، وقوى الأمن الداخلي.
وبدأ برنامج الاحتفالية بالوقوف دقيقة صمت، تلاها تقديم الفرقة الموسيقية (اوركسترا روج افا) عدّة مقطوعات غنائية. وبعدها ألقيت كلمة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة من قبل طلعت يونس باللغة الكردية ونظيرة كورية باللغة العربية.
ورحبت الرئاسة المشتركة بكافة الحضور، واستذكرت شهداء الحرية، وقالت: “ننحني إجلالاً وإكراماً امام عظمة شهدائنا الأبرار، الذين كانوا سبباً لوصولنا إلى هذه المرحلة، ونحن صامدون على خطى جميع الشهداء الذين دافعو عن الارض والوجود”.
وبيّنت إنهم يحيون اليوم ذكراها السادسة وهذا نتيجة الإرث النضالي والمعرفي لدى أبناء شمال وشرق سوريا الذين أسسوا نموذجاً يستطيع حل الأزمات المتراكمة تاريخياً وسياسياً واجتماعياً، في ظل التطورات التي يشهدها العالم والمنطقة وسوريا بوجه التحديد، ونوهت بأن الإدارة استطاعت وسط الدمار والاقتتال والحرب أن تبني نموذج الحياة المشتركة في كل مكان، حيث وحدت إرادة وأهداف جميع المكونات نحو مستقبل أفضل.
ولفت الرئاسة المشتركة الانتباه إلى أن أبناء شمال وشرق سوريا استطاعوا عبر تضحياتهم الجسام دحر “الإرهاب” المتمثل بداعش وجبهة النصرة المدعومين من الدولة التركية، وتمكنت الإدارة ايضاً من كسر الحاجز المتمثل بفقدان الأمل في الذات والقدرة على التغيير وإحلال السلم الأهلي بين مكونات المجتمع السوري، وغيرت على الصعيد الخارجي نظرة الخارج من خلال المقاومة التي أبداها أبناء المنطقة، وتمكنت من اظهار حقيقة الشعب وإيمانه بالحياة الحرية الديمقراطية، وبذلك تحولت الادارة الذاتية إلى لاعب فعال في الساحة السورية، وتمكنت من تنسيق العلاقات على المستوى العالمي من أجل حل الأزمة السورية.
واستنكرت هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا التي تسبب في هجرت آلاف المدنيين من سكان المنطقة الأصليين، وبيّنت بأن هذه الهجمات أدت لتفاقم الأوضاع الأمنية وضرب استقرار المنطقة، وبأن الاحتلال التركي أحدث تغييراً ديمغرافياً في المناطق التي احتلتها.
واختتمت كلمتها بالقول :”اليوم نترك ورائنا ستة أعوام من النضال المشترك في مختلف الأصعدة، دون أن ننسى الظروف الصعبة التي تمر بها مناطقنا في هذه المرحلة الحساسة، ومدى خطورتها خاصة بأن تركيا احتلت ارضنا ولازالت هذه الخطورة مستمرة على مناطقنا، وأمام هذه التحديات الصعبة نؤكد مجدداً معاهدين شعبنا بأننا سنعمل بكل ما أوتينا به من عزم وإصرار وإرادة للقيام بواجباتنا اتجاه شعبنا، من خلال مسؤولياتنا الإدارية والأمنية والسياسية والخدمية، وكل ما يترتب علينا من واجبات تجاه شعبنا والمكتسبات التي أتت بفضل دماء الشهداء”.
وبعدها تم عرض سنفزيون عن أعمال الإدارة الذاتية الديمقراطية في اقليم الجزيرة بثلاث لغات “الكردية والعربية والسريانية”، تلتها عروض وفقرات غنائية بالكردية والعربية والسريانية.
وعلقت في صالة الاحتفالية صور شهداء ثورة شمال وشرق سوريا، وصورة الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف التي استشهدت في 12 تشرين الأول 2019 على يد إرهابيي “الجيش الوطني السوري” التابعين لجيش الاحتلال التركي.