مع تمشيط مخيم الهول انتهاء عملية “الأمن الدائم”… ما الذي حققته القوات المشاركة؟
أدلت غرفة العمليات المشتركة لعملية “الأمن الدائم”، بيان إعلان نهاية عملية “الأمن الدائم”، التي نفذتها قوّات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي، في الجهة الشرقية ممن الحسكة ومخيم الهول، قرئ باللغتين الكردية من قبل مديرة المركز الاعلامي لوحدات حماية المرأة روكن جمال، والعربية من قبل عضو القيادة العامة لقوى الامن الداخلي في مقاطعة الجزيرة، العقيد محمود الحسين.
وجاء في نص البيان:
“على مدار سبعة أيام، أجرت القوّات المشتركة في غرفة عمليات “الأمن الدائم” المتشكلة من قوّات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي وبريادة وحدات حماية المرأة YPJ وقوى الأمن الداخلي – المرأة، عملية تمشيط وتفتيش واسعة النطاق في مناطق الريف الجنوبي والشمالي لمدينة الهول وكذلك مخيمه، إلى جانب العمليات الأمنية الدقيقة التي استهدفت أوكار خلايا تنظيم داعش الإرهابي في المناطق المذكورة.
لقد سارت العمليات على محورين أساسيين، حيث استهدفت خلال اليومين الأولين؛ تمشيط أكثر من 200 قرية من قرى الريف الجنوبي والشمالي، بما فيها مسافة 70 كم من الحدود العراقية – السورية والمناطق الصحراوية التابعة لها، وواصلت بعد ذلك عمليات تفتيش مخيم الهول وكذلك المدينة نفسها، وشارك فيها خمسة آلاف مقاتل ومقاتلة من القوّات المشتركة، بدعم ومساندة من قوّات التحالف الدولي.
إلى جانب عمليات التمشيط الأساسية، داهمت قوّات العملية أكثر من 60 موقعاً ومخبأً لخلايا التنظيم الإرهابي داخل وخارج مناطق التمشيط في الهول وتل حميس وريف تل كوجر وشرق مدينة الحسكة.
لقد كانت قوّات عملية “الأمن الدائم” واضحة وملتزمة منذ بداية العملية في توفير جميع الظروف لنجاح العملية وتحقيق الأهداف المخططة لها، لا سيما القضاء على أوكار الإرهاب وتجفيف البيئة المساعدة له بما يحقق المستوى العالي المطلوب من الأمن في المنطقة، والذي ينعكس بشكل إيجابي على حياة الأهالي وأعمالهم، حيث تطلّب تحقيق ذلك تقديم الكثير من الجهود والتضحيات من قبل قوّات العملية التي أكدت استعدادها لمواصلة هذا المسار خلال الفترة المقبلة أيضاً ودون تردد.
بانتقال عمليات التمشيط والتفتيش إلى مخيم الهول والتي استمرت خمسة أيام، كان واضحاً التحسينات الأمنية والتنظيمية الحاصلة في المخيم نتيجة العمليات الأمنية والإنسانية السابقة وجهود قوى الأمن وإدارة المخيم المستمرة، ولكن، لم يكن ذلك في صالح تنظيم داعش الإرهابي الذي واصل محاولات إعادة تنظيم نفسه داخل وخارج المخيم، ومحاولة التخطيط للهجمات وكذلك إعادة تنظيم جهاز ما يسمى “الحسبة النسائية” و”أشبال الخلافة”، حيث فشل في تحقيق ذلك نتيجة العمليات الأمنية المستمرة لقوّاتنا.
ونظراً لأهمية مخيم الهول، الذي يضم 40,000 من عوائل التنظيم والنازحين الآخرين، كان لا بد من القيام بهذه العملية لضمان الأمن وحماية حياة القاطنين ومنع داعش من الوصول إليه بما يسهم في نجاح الكفاح المشترك ضد التنظيم الإرهابي، وعلى أساس ذلك، تم تمشيط كامل المخيم وبشكل خاص قسم “المهاجرات” الذي لا يزال يعوّل عليه داعش لبناء تنظيمه ضمن المخيم، حيث كان واضحاً مستوى الوحشية والتشدد لدى عوائل التنظيم ولا سيما تعذيب وقتل إحدى النساء وإخفاء جثتها، حيث تم كشفها من قبل القوّات بناء على اعترافات إحدى النساء المشاركات في عمليات التعذيب.
إلى جانب عمليات التفتيش، أجرت القوّات عملية إحصاء وتدقيق في سجلات القاطنين، وإزالة المخالفات فيما يخص تقديم الأسماء والهويات غير الحقيقية.
كحصيلة للعمليات الأمنية والعسكرية في الريفين الشمالي والجنوبي وكذلك مدينة الهول ومخيمه، ألقت قوّات عملية “الأمن الدائم” القبض على 79 مرتزقاً من خلايا التنظيم الإرهابي والسيطرة على كمية كبيرة من الأسلحة بما فيها القنابل والألغام، والتحقيق مع 17 امرأة، تورطن خلال الفترة الماضية بأعمال تعذيب وتقديم المساعدة للخلايا الإرهابية، إضافة إلى مصادرة العديد من الأجهزة الالكترونية كانت تُسهل عمليات التواصل بين خلايا التنظيم مع المتعاونين معه ضمن المخيم، إلى جانب رموز وأعلام لداعش.
لقد تأجلت هذه العملية عدة مرات نتيجة هجمات الاحتلال التركي المتكررة قبل العملية وخلالها، وكان واضحاً أن تلك الهجمات الصريحة كانت تهدف إلى عرقلة العملية لأجندات خاصة بالاحتلال التركي.
إن قوّات العملية التي أظهرت احترافية ومسؤولية عالية في عمليات التفتيش والملاحقة، تعبّر عن امتنانها لأهالي المنطقة الذين أبدوا كل الاحترام والتعاون مع القوّات، وتؤكد التزامها الدائم بحمايتهم وضمان الاستقرار والتعامل بحزم مع جميع محاولات الإخلال بالأمن من قبل داعش والعناصر الإجرامية الأخرى، كما تتوجه بالشكر لقوّات التحالف الدولي التي قدمت الدعم والمساندة في كافة مراحل العملية.
كما ندعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه القاطنين في مخيم الهول وتقديم الدعم الكافي للقوّات الأمنية والمؤسسات الخدمية والإدارية في مناطق شمال وشرق سوريا بما يضمن تأمين جميع الاحتياجات، بعيداً عن التسييس والأنماط التقليدية في التعامل مع النازحين والمهجرين في المنطقة”.
المصدر: ANHA.