مسلم عباس: لا أتوقّع حرباً إقليميّة كبرى في المنطقة.. ولابدَّ من وحدة الصف الكرديّ
خاص- السلام
استبعدَ عضو المكتب السياسيّ لحزب السلام الديمقراطيّ الكُردستانيّ، مسلم عباس، احتمالية نشوب حرب إقليميّة “تقليديّة” في المنطقة على خلفيّة حرب إسرائيل في غزّة وجنوب لبنان، كما استبعد نشوب حرب “تقليديّة” بين إسرائيل وسوريا، معتبراً أن الأولى ستكتفي باستهداف المواقع العسكريّة والتحرّكات الإيرانيّة على الأراضي السوريّة، داعياً مختلف القوى السياسيّة الكُرديّة إلى ضرورة وضع الخلافات جانباً والعمل على توحيد الصف والخطاب السياسيّ في ظل التطوّرات العسكريّة الجارية.
وقالَ مسلم عباس ردّاً على سؤالٍ حول مدى إمكانيّة نشوب حرب إقليميّة كبرى في المنطقة على خلفيّة حرب إسرائيل في غزة وجنوب لبنان: “لا أتوقّع نشوب حرب إقليّمية تقليدية كبيرة مثلما يتوقّع البعض».
وأضاف: «في الواقع منطقة الشرق الأوسط برمتها تعيش حالة حرب، لكن ليس بالأسلحة التقليديّة التي اُستخدمت في الحروب الدوليّة والعالميّة سابقاً، وإنما من خلال التكنولوجيا والمسيّرات وعمليات الاغتيال، وحادثة تفجير أجهزة بيجر التي كانت تُستخدم من قبل أعضاء حزب الله اللبنانيّ خير دليل على ذلك».
وتابع: «في ظل التطوّر التكنولوجيّ الهائل، لم تعد هناك حاجة إلى نشوب حروب تقليديّة، إلا إذا كان الهدف هو احتلال الأرض».
وفيما إذا كان من الممكن أن تمتدّ حرب إسرائيل إلى سوريا كما يتوقّع بعض المحللين، قال مسلم: «إسرائيل لا تحارب الدول، وإنما تحارب التنظيمات المدعومة من إيران، كحركة حماس وحزب الله، كونها تشكّل خطورة كبيرة على أمنها، وبالتالي فإنها تسعى لإبعادها عن حدودها أو القضاء عليها، بمعنى قصقصة أجنحة إيران في المنطقة».
وأضاف: «إسرائيل كانت ولا تزال تستهدف المواقع العسكريّة والتحرّكات الإيرانية على الأراضي السورية، وأتوقّع بأنها ستكتفي بذلك، دون أن تخوض أي حرب مباشرة مع سوريا، كون سوريا دولة ذات سيادة ونظام حكم».
وبشأن مستقبل شمال شرق سوريا في ظلّ التطوّرات العسكريّة الجاريّة في المنطقة، قالَ عضو المكتب السياسيّ: «الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة حقّقت إنجازات عظيمة خلال السنوات الماضية على المستوى المؤسساتيّ وفرض الأمن والاستقرار، كما أن قوات سوريا الديمقراطيّة، استطاعت تحرير كامل جغرافية شمال وشرق سوريا من أعتى التنظيمات الإرهابية “داعش”».
وأضاف: «لكن هذا غير كافٍ في ظل التطوّرات الجارية، وفي ظلّ محاولات تركيا تطبيع العلاقات مع نظام الأسد بهدف ضرب مشروع الإدارة، لذا لابدَّ من العمل والتحرّك بصورة أكبر، على مستوى تمتين الجبهة الداخليّة وتقوية العلاقات الخارجيّة».
وقال: «المرحلة تفرض على مختلف القوى السياسيّة ضرورة وضع الخلافات الحزبية جانباً، والعمل على وحدة الصف الكرديّ، وتوحيد الخطاب السياسيّ، ففي الوحدة خلاصنا، وفي التشتت دمارنا».