أخبار

لوبوان: أردوغان يحقق عدة مكاسب من التدخل في أوكرانيا

أكدت صحيفة ”لوبوان“ الفرنسية في تقرير، لها، الثلاثاء أنّ الموقف التركي الداعم لأوكرانيا في أزمتها مع موسكو كشف نوايا أنقرة في إضعاف جيرانها الأوروبيين والروس مع الظهور بمظهر المدافع عن الغرب والحامي للاتحاد الأوروبي.

ويسلط التقرير، الضوء على الدور التركي في الأزمة بين أوكرانيا وروسيا وتداعياتها على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وواشنطن وحلف شمال الاطلسي.

وبحسب الصحيفة الفرنسية فإنّ ”أردوغان يتظاهر بأنه يعيد بناء الإمبراطورية العثمانية ولا يبدو مدافعا عن أوروبا بل يسعى لزعزعة الاستقرار والتسلل إلى العمق، والإستراتيجية التي تتبعها تركيا هي إضعاف وتقسيم الجيران من أجل التمكن أخيرا من ترسيخ نفسه كقوة إقليمية أساسية“.

وتضيف ”بوتين ليس عدونا (وليس الأخطر على أي حال) عدونا الأخطر بكثير هو الذي يفعل أسوأ بكثير من بوتين وبفضل ميركل تركناه يفعل ذلك“ في إشارة إلى أردوغان، وتابع كاتب المقال ”في الوقت الحالي تأتي أكبر مخاطر زعزعة استقرار أوروبا من تركيا، فشبه جزيرة القرم روسية تاريخيا يسكنها الروس وكانت مرتبطة إداريا بأوكرانيا بمبادرة من الرئيس خروتشيف في أيام الاتحاد السوفيتي عندما لم يكن لهذه المبادرة أي عواقب“.

”ثلاثة عصافير بحجر واحد“

وحذّرت الصحيفة من أنّ ”الافتقار إلى الدبلوماسية الحقيقية والجيش الأوروبي يضعان الاتحاد في موقع الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة، فمنذ عام 1945 تم تحديد ورسم الحدود الأوروبية في واشنطن وفقا للمصالح العليا للولايات المتحدة التي لم تعد تندمج بشكل وثيق كما في الماضي مع مصالحنا ويجب أن نكون على علم بهذا“.

وتعتبر الصحيفة أنّ ”الرسالة التي بعثها الكرملين إلى جو بايدن والقادة الأوروبيين واضحة وضوح الشمس وهي أنّ أوكرانيا جزء من منطقة النفوذ الروسي واستقلالها هو استقلال نسبي، لقد فقدت وحدة أراضيها عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في عام 2014 وهندست انفصال دونباس لكن الوضع الراهن لم يعد كافيا بالنسبة لفلاديمير بوتين الذي يبدو أنّ هدفه أن تصبح أوكرانيا دولة تابعة مرة أخرى كما في العهد السوفياتي“.

ويقول التقرير، إنّ ”الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أظهر أنه إستراتيجي ذكي حين أقحم نفسه في اللعبة إذ دفع الرئيس التركي بيادقه ضد موسكو وقام بتسليم بضع طائرات دون طيار مسلحة من طراز ”بيرقطار TB2 إلى أوكرانيا لمدة عامين، وأثبتت هذه الأجهزة التركية الصنع فاعليتها في نهاية عام 2020 في ناغورنو كاراباخ حيث ساعدت الأذربيجانيين على هزيمة الأرمن. تتفاوض أوكرانيا الآن مع أنقرة بشأن الإنتاج المرخص لـ 48 طائرة دون طيار… وهكذا يصيب أردوغان ثلاثة عصافير بحجر واحد: فهو يوسع نفوذه السياسي شمال البحر الأسود ويكسب نظرة جيدة من قبل جو بايدن وحلف شمال الأطلسي ويتظاهر بأنه منافس لفلاديمير بوتين حتى لو كان قادرا على التوصل إلى تفاهم معه في المسارح السياسية الأخرى مثل سوريا“.

ويضيف أنّه ”بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن المساعدات التركية هي بمثابة فجوة مؤقتة، إنه يفضل انضمام بلاده إلى ”الناتو“ فضمان الأمن الجماعي الذي ينص على أن الهجوم على دولة عضو هو هجوم على الجميع سيكون في نظر كييف أفضل حماية لها ومع ذلك فإن هذا الاحتمال لا يمكن تصوره اليوم إذ لا يوجد اتفاق حول هذا الموضوع بين الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف الأطلسي وبالإضافة إلى ذلك نظرا لأن أوكرانيا دولة محتلة جزئيا فإن الأطلسي لا يجازف بضمها خشية إشعال فتيل أزمة وبوتين يدرك ذلك“.

ويتابع أنّه ”مع ذلك فإن الأوروبيين لديهم مجال للمناورة لدعم أوكرانيا وكذلك لتقديم مساعدتهم إلى أليكسي نافالني، خصم بوتين المسجون ويمكنهم أن يسيروا على خطى الأمريكيين الذين منعوا مؤسساتهم المالية للتو من شراء الديون السيادية الروسية مباشرة ويمكنهم تجميد أصول كبار القادة الروس في الاتحاد الأوروبي ويمكن للألمان أن يتنازلوا عن استكمال خط ”نورد ستريم 2″ لنقل الغاز“.

ووفق الصحيفة فإنّ ”إنشاء خط أنابيب الغاز هذا تحت بحر البلطيق خطأ إستراتيجي لأنه يزيد من اعتماد القارة على الطاقة الروسية ويضعف أوكرانيا بشكل خطير من خلال حرمانها من حقوق نقل الغاز، ويمكن لأوروبا أيضا من خلال المساعدة العسكرية المباشرة إلى كييف زيادة تكلفة المغامرة العسكرية لموسكو، والجيش الأوكراني لديه حاجة ملحة لتحديث قوته الجوية… ويمكن لعب كل هذه الأوراق باستثناء اعتبار أن على الاتحاد الأوروبي الآن أن يقرر العيش تحت ظل الرئيس أردوغان الحامي للاتحاد“ بحسب تعبيرها.

المصدر: إرم نيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى