أخبار

طلال محمد: رفض دمشق لمخرجات مؤتمر وحدة الصف لا يلغي قيمته السياسية والمعنوية

صرّح رئيس حزب السلام الديمقراطي الكُردستاني، طلال محمد، بأن انعقاد المؤتمر الوطني الكردي في شمال وشرق سوريا يُعد خطوة استراتيجية في مسيرة النضال الكردي، معتبراً أن الوحدة الكردية لا تعني فقط حلاً داخلياً للمشكلة الكردية، بل تُعد ركيزة أساسية في بناء سوريا تعددية ديمقراطية، لافتاً إلى أن رفض سلطة دمشق لمخرجات المؤتمر يعكس استمرار الذهنية المركزية التي ترفض الاعتراف بالتعددية القومية والسياسية في سوريا.

وقال طلال محمد في تصريحٍ نشرته وكالة “روز برس” تعليقاً على انعقاد المؤتمر الوطني الكردي في شمال وشرق سوريا إن: “انعقاد المؤتمر يُعد خطوة استراتيجية في مسيرة النضال الكردي، لأنه يعكس حالة من الوعي السياسي والنضج التنظيمي، ويُظهر رغبة واضحة في تجاوز الانقسام والتشتت الذي عانى منه الشعب الكردي لعقود”.

وأضاف أن المؤتمر هو بمثابة منصة لتوحيد الرؤية وتحديد الأولويات الوطنية والقومية، كما يمنح الكرد موقعاً تفاوضياً أقوى في أي تسوية مستقبلية تتعلق بسوريا أو بالمنطقة عموماً، فضلاً عن أنه يعزز الحضور الكردي في الساحة الإقليمية والدولية كلاعب سياسي فاعل، لا كأقلية مهمشة.

وتابع: “نداء القائد الكردي لطالما ارتكز على مفاهيم الأمة الديمقراطية، التعايش السلمي، وحل القضية الكردية في إطار الدولة الديمقراطية اللا-مركزية. انعقاد المؤتمر في هذا السياق يُعتبر استجابة عملية لهذا النداء، إذ عكس رغبة فعلية في تجسيد مشروع الأمة الديمقراطية من خلال الحوار الكردي-الكردي، والانفتاح على باقي مكونات المجتمع السوري، وتحقيق وحدة الصف كأحد الشروط الأساسية لأي مشروع ديمقراطي ناجح”.

واعتبرَ رئيس حزب السلام الديمقراطي الكُردستاني أن “الوحدة الكردية لا تعني فقط حلاً داخلياً للمشكلة الكردية، بل تُعد ركيزة أساسية في بناء سوريا تعددية ديمقراطية”، مضيفاً: “حين يقدم الكرد نموذجاً ناجحاً في التفاهم السياسي والتنظيمي، فإنهم يطرحون أنفسهم شركاء في بناء مستقبل البلاد، لا مجرد أصحاب مطالب”.

وذكرَ طلال محمد أن : “المؤتمر يُمكن أن يكون قاعدة لحوار أوسع بين مكونات سوريا الأخرى، ويساهم في إنهاء عقلية الإقصاء المركزية التي حكمت البلاد لعقود”.

كما تحدّث رئيس حزب السلام الديمقراطي الكُردستاني عن رفض حكومة دمشق لمخرجات المؤتمر، قائلاً: “إن رفض سلطة دمشق لمخرجات المؤتمر ليس مفاجئاً بل يعكس استمرار الذهنية المركزية التي ترفض الاعتراف بالتعددية القومية والسياسية في سوريا”.

وأضاف: “هذا الرفض يكشف عن أزمة عميقة في فهم الدولة لطبيعة المرحلة، ويؤكد أن النظام لا يزال يرى في أي حراك كردي تهديداً لوحدته المصطنعة، بدل أن يراه فرصة لبناء شراكة وطنية حقيقية”.

وقال: “مع ذلك، فإن هذا الرفض لا يلغي القيمة السياسية والمعنوية للمؤتمر، بل يدعو إلى مزيد من التنظيم والضغط السياسي والدبلوماسي لمواجهة هذه العقلية المتصلبة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى