أخبار

صحف عالمية: روسيا تعتزم إنهاء الحرب الأوكرانية بـ”جسر بري”

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الخميس، آخر تطورات اليوم الرابع من المرحلة الثانية للحرب الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن رغبة روسية في إنهاء القتال بإقامة ”جسر بري“ يربطها بالمناطق التي ستسيطر عليها في شرق أوكرانيا.

وأفادت تقارير أخرى بأن الطائرات دون طيار ستمنح روسيا اليد العليا في معركة دونباس، حيث يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه الصين تحذيراً شديد اللهجة على خلفية رسائل دعم متبادل بين أوكرانيا وتايوان.

جسر بري

وذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن موسكو ربما تعتزم إنهاء الحرب في أوكرانيا ببناء ”جسر بري روسي“، معتبرة أن الخطوة ستكون في غاية الصعوبة، حيث يعتمد ذلك على مساحة الأراضي التي تريدها موسكو، وما إذا كان يمكنها الاحتفاظ بها على المدى الطويل.

وقالت المجلة إنه بعد ”الفشل“ في تحقيق أهدافها الرئيسية المتمثلة في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية، اتجهت روسيا الآن إلى التركيز على شرق البلاد وأعلنت إطلاق المرحلة الثانية من الحرب في منطقة دونباس يوم الاثنين الماضي، حيث قصفت القوات الروسية آلاف الأهداف في المنطقة عبر الخطوط الأمامية في دونيتسك ولوهانسك وشنت هجومًا واسع النطاق للاستيلاء على المناطق الشرقية بأكملها.

وأضافت أن القوات الروسية حاصرت أيضاً مصانع الصلب في آزوفستال بمدينة ماريوبول الاستراتيجية، وهي آخر مدينة تقف في طريق ”ممر بري روسي“ يمتد من المدن الروسية على الحدود الأوكرانية مباشرة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

ورأت المجلة الأمريكية، أنه بالرغم من أن إنشاء مثل هذا الجسر البري سيشبع رغبة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وينهي الحرب، إلا أنه قد يتسبب في تكلفة إنسانية واقتصادية ضخمة لأوكرانيا، وقد يكون من الصعب على الروس السيطرة عليه على المدى الطويل.

وأوضحت أن مثل هذا الجسر سيكلف الأوكرانيين مساحة كبيرة من أراضيهم ويفرض انتكاسة مدمرة لاقتصادهم الذي يعتمد إلى حد كبير على التجارة التي تتم عبر موانئ المنطقة المطلة على البحر الأسود.

في المقابل، ذكرت المجلة أن الروس أيضًا سيدفعون ثمناً باهظاً في ”شكل أرواح ومعدات وعقوبات لاحقة“.

وأضافت أنه حتى لو كسبوا المنطقة الآن، ”فمن المرجح أنهم سيكافحون للاحتفاظ بها على المدى الطويل في مواجهة المقاومة الأوكرانية وتراجع شعبيتهم بين الأوكرانيين الناطقين بالروسية“.

وقالت المجلة، في تحليل لها: ”إذا حققت روسيا فوزًا في ماريوبول وحصلت على جسر بري، فستضمن بذلك السيطرة على أكثر من 400 كيلومتر من ساحل البحر الأسود، وستمنع أوكرانيا من الوصول إلى 80% من سواحلها، مما يزيد من تدمير اقتصادها“.

ونقلت عن محلل عسكري قوله: ”سيكون النجاح في إقامة جسر بري بمثابة نصر كبير لبوتين، الذي من المرجح أن يقبل بهذا الجسر إلى شبه جزيرة القرم والسيطرة الكاملة على ولايتي دونيتسك ولوهانسك“.

في غضون ذلك، يتساءل بعض المحللين، وفقاً للمجلة الأمريكية، عما إذا كان الجسر البري سيشجع بوتين على توسيع العمليات لعزل أوكرانيا تمامًا عن البحر، وذلك في وقت واصلت فيه القوات الروسية قصف مدن في جنوب أوكرانيا بهدف ربط مناطق أوكرانيا الخاضعة بالفعل للسيطرة الروسية بترانسنيستريا، وهي منطقة انفصالية في مولدوفا تخضع للسيطرة الروسية متاخمة للحدود الغربية لأوكرانيا.

وقالت المجلة إن الرئيس الروسي أشار مراراً إلى هذا الامتداد الهائل للأراضي الأوكرانية من الشرق إلى الجنوب على طول ساحل البحر الأسود، باسم ”نوفوروسيا“ أو روسيا الجديدة، التي كانت جزءًا من روسيا القيصرية في القرن الثامن عشر.

واختتمت ”فورين بوليسي“ تحليلها بالقول: ”يرى المحللون أن روسيا لديها فرصة للاستيلاء على دونباس بأكملها، لكن سيكون ذلك صعبًا نظرًا للحالة المنهكة لقواتها، التي عانت من استنزاف كبير، مشيرين إلى أنه إذا طال أمد الصراع، فسوف نتوقع تعبئة روسية أوسع“.

بين التخاذل والرغبة

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية مقالاً للرأي زعم أن الكتل العسكرية والاستخباراتية الروسية، تعترف بأنها خذلت الرئيس بوتين، وأنها بحاجة ماسة إلى استمرار الحرب والانتصار بأي ثمن.

وذكر المقال أن الحرب لم تسر بحسب الخطة الموضوعة، التي كانت تهدف إلى الاستيلاء على كييف في غضون يومين من بدء العملية العسكرية والإطاحة بنظام فولوديمير زيلينسكي، إلا أنه في غضون شهرين تقريباً على بدء القتال، خسرت روسيا ستة جنرالات وما بين 15 و 20 ألف جندي، وفشلت في تحقيق أي مكاسب ملموسة، مشيراً إلى أن غرق السفينة ”موسكفا“ كان بمثابة ”القشة التي قسمت ظهر البعير لموسكو“.

وأوضح المقال: ”تتكون القاعدة السياسية المحلية لبوتين من كتلتين متنافستين؛ هما جهاز المخابرات والجيش، وكلاهما عانى من ضربات كبيرة لمصداقيتهما خلال الحرب. ومع ذلك، مع استمرارهما في المناورة لصالح بوتين، فإن كليهما لهما أيضًا مصلحة راسخة في إطالة أمد الصراع بشكل ما“.

وأضاف: ”لقد ألقت النكسات غير المتوقعة التي حدثت أثناء الغزو وجعًا في ديناميات القوة المعتادة بين الكتلتين والزعيم الروسي. وبالنسبة لبوتين، كشفت الحرب الوضع الحقيقي داخل كل من الجيش وجهاز المخابرات. ونتيجة لهذه الإخفاقات، علم بوتين أن بعض أقرب أصدقائه وحلفائه كذبوا واختلسوا الأموال وزوروا تقارير، وقد لا تكون دائرته الداخلية جديرة بالثقة كما كان يعتقد“.

وتابع المقال: ”بشكل عام، استمرار الحرب يجب أن يحمي موقف الجيش. وبغض النظر عن استيائه، لا يستطيع بوتين تطهير قيادته العسكرية أثناء الحرب. وطالما استمرت هذه الحرب، فلن يحاسب قادة الجيش، على الرغم من ضعف أدائهم. ومن ثم، فإن القيادة العسكرية لديها تصميم قوي لإطالة أمد الحرب“.

وعن موقف الاستخبارات الروسية، أردف المقال أن ”أفضل سيناريو ممكن لكبار مسؤولي المخابرات هو حرب مجمدة، مع قتال ضئيل ولكن دون حل دائم. وسيسمح لهم ذلك بإعادة ترسيخ مكانتهم مع الزعيم الروسي بالطريقة التي يعرفونها بشكل أفضل، من خلال العمليات السرية في الأراضي المحتلة“.

”الدرونز“.. ودونباس

بدورها، رأت صحيفة ”التايمز“ البريطانية، أن المعركة في دونباس قد تعتمد على الطائرات دون طيار بنسبة كبيرة لعمليات الاستطلاع، حيث يتوقع المحللون أن روسيا سيكون لديها اليد العليا نظراً لتقدمها في هذه التكنولوجيا.

وقالت الصحيفة في تقرير لها: ”كثف الجيش الروسي استخدامه للاستطلاع لتوجيه نيران المدفعية في شرق أوكرانيا، حيث حذر خبراء دفاع من أن المرحلة التالية من الحرب يمكن أن تتوقف على الجانب الذي لديه المزيد من الطائرات دون طيار“.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن تقارير أفادت بأن روسيا تستخدم طائرات دون طيار من طراز ”Orlan-10“ التي تُستخدم لاستكشاف المواقع الدفاعية مع احتدام المعركة فوق سهول دونباس المسطحة، حيث تبلغ تكلفة هذه الطائرة حوالي 75 ألف جنيه إسترليني (97893 دولاراً) وهي مجهزة بكاميرات الأشعة تحت الحمراء التي يمكنها تحديد الأهداف بدقة عالية، بالإضافة إلى أنها متصلة بالقوات المدفعية الروسية عبر شبكة خلوية.

وقالت الصحيفة إنه على الجانب الأوكراني، يعتقد خبراء الدفاع أن الطائرات التركية دون طيار، ”Bayraktar TB2″، التي أثبتت فاعليتها خلال المرحلة الأولى من الحرب، من غير المرجح أن تثبت فاعليتها في تدمير الدبابات الروسية في دونباس، مشيرين إلى أن العامل الرئيسي في المرحلة الثانية من الحرب هو ما إذا كان بإمكان روسيا الاستمرار في توريد طائرات ”Orlan-10“.

يأتي ذلك، في وقت أعلن فيه الغرب أنه سيرسل أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، بما في ذلك الطائرات، لمساعدتها في معركة دونباس.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الأربعاء، إن القوات الجوية الأوكرانية لديها ما لا يقل عن 20 طائرة مقاتلة أخرى متاحة لها بعد تدفق أجزاء منها في الأسابيع القليلة الماضية.

ونقلت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية عن مسؤول دفاعي أمريكي رفيع المستوى – طلب عدم الكشف عن هويته – أن أوكرانيا ”حصلت على طائرات هليكوبتر كاملة، بما في ذلك طائرات هليكوبتر من الولايات المتحدة“.

ونقلت الصحيفة أيضاً عن وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، قولها إن بلادها سلمت أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ ”ستينغر“ المضادة للطائرات إلى كييف، بالإضافة إلى ”أشياء أخرى لم نتحدث عنها علنًا حتى يمكن تنفيذ عمليات التسليم بسرعة وأمان“.

ووفقاً للصحيفة الأمريكية، يرى الخبراء أنه بالرغم من أن المعدات التي يرسلها القادة الغربيون إلى أوكرانيا في غاية الأهمية، إلا أنها تظل أقل تطوراً من الأسلحة الموجودة في ترسانة روسيا.

تحذير صيني

من ناحية أخرى، أطلع مسؤول صيني كبير في الولايات المتحدة مجلة ”نيوزويك“ على تحذير شديد اللهجة وجهته بلاده من قيام ”دول أخرى“ بتعزيز الاتصالات مع تايوان، وذلك بعد أن أعرب البرلمان الأوكراني عن امتنانه لدعم الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي في الحرب المستمرة مع روسيا.

ووفقاً للمجلة، جاءت الرسالة من كييف في شكل منشور على الحساب الرسمي للبرلمان الأوكراني عبر تطبيق ”تيليغرام“، حيث نشرت الهيئة التشريعية صورة يوم الاثنين الماضي من تظاهرة نُظمت مؤخرًا في العاصمة التايوانية تايبيه، تأييداً للمقاومة الأوكرانية.

وقالت الرسالة الأوكرانية، وفقاً للمجلة: ”الكفاح من أجل مستقبل أوكرانيا مستمر، ونحن ممتنون للدعم من جميع أنحاء العالم! العالم معنا لأن الحقيقة وراءنا!“.

ونقلت ”نيوزويك“ عن ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، قوله: ”فيما يتعلق بدعم تايوان لأوكرانيا، فإن سياسة (الصين الواحدة) هي الأساس السياسي للصين لتنمية العلاقات الودية مع الدول الأخرى، مشدداً على أن بلاده تعارض بشدة الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان أو إجراء أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية معها“.

والجدير بالذكر، أن الصين لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الدول التي تعترف بتايوان، التي تربطها اليوم علاقات رسمية مع 13 دولة فقط ومدينة الفاتيكان.

المصدر: العين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى