حصار دمشق يجبر الأهالي إلى اللجوء لوسائل بديلة للتدفئة
يلجأ أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية إلى استخدام قصاصات الأقمشة للتدفئة في ظل قساوة الجو، كبديل عن مادة المازوت بسبب الحصار المفروض من قبل حكومة دمشق على الحيين.
تتعمق معاناة أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، بسبب الحصار الجائر الذي تفرضه قوات حكومة دمشق على الحيين، فقد شددت حصارها مع قدوم فصل الشتاء، ومنعت دخول المواد الأساسية والضرورية إليهما وخاصة المحروقات، الأمر الذي دفع الأهالي إلى البحث عن وسائل بديلة للتدفئة.
والوسائل البديلة التي اعتمدها معظم أهالي الحيين لا توفر سوى الحد الأدنى من الدفء، إلا أنهم مضطرون لذلك لعدم وجود حلول أخرى في ظل الوضع المعيشي الصعب أساساً.
فقد وجدت أمينة مسلم لبقايا الأقمشة من أجل تدفئة أسرتها. حيث تجمع بقايا الأقمشة لاستخدامها كوقود لمدفئتها الحطبية الموضوعة في زاوية الغرفة.
ولا يختلف حال أمينة مسلم (60 عاماً) المهجرة من عفرين المحتلة والقاطنة حالياً في حي الشقيف بالشيخ مقصود، عن حال سائر الأهالي المحرومين من مقومات الحياة كافة، نتيجة الحصار. أوضحت: “ركبنا مدفأة خشب، لحرق القصاصات (بقايا أقمشة)؛ لأن يد حكومة دمشق طالت أبسط حقوقنا كمواطنين”.
أمينة مسلم جدة لـ 5 أطفال استشهد والدهم أثناء سيطرة مرتزقة داعش على مدينة الرقة عام 2014.
وتشتكي الأم أمينة من الحال الذي يرثى له: “أعيش مع أحفادي ووالدتهم، أكبرهم يبلغ من العمر (14 عاماً)، جميعهم ما زالوا صغاراً لا يقوون على مقاومة برد الشتاء، لذلك تقصد والدتهم ورشات صناعة الملابس لتحصل على كمية من القصاصات لنحرقها ونؤمن بعض الدفء للأطفال”.
ويتراوح سعر الكيلو من بقايا الأقمشة سريعة الاشتعال بين (2500 – 3500) ليرة سورية، ولأنها سريعة الاشتعال فإن الدفء يزول مع انطفاء النار.
وتأمل أمينة مسلم في الحصول على بضع الكيلوغرامات من بقايا الأقمشة بالمجان، مرة أسبوعياً، وتعلل ذلك بقولها: “الكمية التي نبتاعها لا تكاد تكفي إلا لساعات قليلة، نقوم بإشعالها فقط عند البرد القارس، نلتحف بعد ذلك بالبطانية كآخر حل لتأمين بعض الدفء”.
وأكدت أمينة مسلم أن: “الحكومة صعّبت علينا عيشتنا، جعلت كل شيء صعب المنال، لو أنها سمحت بإدخال مواد التدفئة إلى الحيين لما عانينا ما نعانيه الآن وكنت أمنت بعض الدفء لأحفادي بكل سهولة”.
وطالبت أمينة مسلم بفك الحصار عن الحيين، وحصول الأهالي على مخصصاتهم من مادة المازوت، وقالت: “نتيجة سياسة حكومة دمشق التعسفية، أزمة المازوت تطاردنا كل شتاء، يجب أن تنتهي هذه المهزلة”.
المصدر: ANHA.