تقرير: هكذا وسّع بوتين نفوذه في محاور الصراع من سوريا إلى أفريقيا الوسطى
قال تقرير نشره موقع ”فرنس أنفو“ الفرنسي إن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسط نفوذه على مناطق حساسة وواسعة من العالم وأصبح المحرك الرئيسي لقواعد اللعبة على أكثر من محور، من سوريا إلى أرمينيا إلى أفريقيا الوسطى.
وأشار التقرير إلى زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى موسكو يوم الأربعاء 12 مايو / أيار، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وكان اللقاء فرصة لبحث النفوذ الروسي في العالم والوسائل التي يستخدمها نظام فلاديمير بوتين في توسيعه، وفق قوله.
واعتبر التقرير أن ”روسيا أصبحت ”سيد اللعبة المطلق“ في سوريا، مشيرا إلى تراجع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في 2013 عن التهديد بالخيار العسكري لردع النظام السوري، ما فسح المجال لروسيا التي تدخلت بعد ذلك لإنقاذ بشار الأسد والدفاع عن وجوده في المنطقة عبر قواعدها في سوريا.
ومنذ ذلك الحين تملي روسيا جدول الأعمال، فهي التي سمحت للنظام باستعادة 80٪ من أراضيه وهي التي تجاوزت الدبلوماسية الغربية بفرض عملية أستانا مع تركيا وإيران، ومرة أخرى هي التي تلعب دور المحكمين وتتفاوض على الهدنة لإجلاء المعارضين من الغوطة أو لانتزاع وقف إطلاق النار في إدلب مع تركيا كشريك أو للتوصل إلى اتفاق مع الأكراد، واليوم لا حل في سوريا من دون موسكو.
وتابع التقرير أنه ”في ناغورنو كاراباخ الواقعة بين أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، يبدو الوضع خاصا، فهذه الجمهورية المعلنة من جانب واحد في عام 1991 عند سقوط الاتحاد السوفييتي لم يعترف بها أي عضو في الأمم المتحدة وكان الروس هم الوحيدين القادرين على حل النزاع بإرسال جنود في نهاية عام 2020“.
وأوضح التقرير أنه ”منذ تفكك الكتلة السوفييتية قبل 30 عاما، احتلت موسكو عشرات القواعد العسكرية في أرمينيا وتقوم الآن ببناء قواعد جديدة بما في ذلك في ناغورنو كاراباخ التي وجهت إليها أسلحة تتجاوز تماما تفويض قوة حفظ السلام، أسلحة هجومية في الأساس يمكن أن تهدف إلى ترهيب الدول الأخرى ومنها جورجيا على سبيل المثال التي لديها فرصة جيدة للانضمام إلى ”الناتو“، وباختصار تعمل موسكو على توسيع وجودها في أرمينيا“، بحسب تعبيره.
واعتبر التقرير أن عودة الروس لهذه المنطقة تُعدّ انتصارا لفلاديمير بوتين، حيث كان الأذربيجانيون يودون الانتصار في حرب ناغورني كاراباخ بأنفسهم لكنهم لم يفعلوا ذلك، وإلى اليوم على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان التي لا تزال مسرحا للمناوشات يتدخل الجنود الروس لإعادة الاستقرار، مضيفا أنه ”بالإضافة إلى الوجود العسكري فإن لهذه القضية أيضا جانبا سياسيا للغاية، حيث يخدم فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بعضهما البعض“.
وأكد التقرير أن روسيا وفرنسا تخوضان معركة من أجل النفوذ في جمهورية أفريقيا الوسطى، المستعمرة الفرنسية السابقة، وتتضمن هذه المعركة حملات تضليل خاصة على الشبكات الاجتماعية.
وأوضح التقرير أنه ”في ديسمبر / كانون الأول 2020 أعلن موقع ”فيسبوك“ أنه حذف حسابات ”ترول“ التي تدار مباشرة من روسيا وفرنسا، وفي الآونة الأخيرة أثار تحقيق مفصل للغاية في إذاعة ”فرنسا الدولية“ جمع شهادات مختلفة تورط المدربين الروس الموجودين في جمهورية أفريقيا الوسطى غضب السفارة الروسية في بانغي التي نددت بـ ”الأخبار الكاذبة“.
المصدر: إرم نيوز.