تقرير: 3 احتمالات قد تحول أزمة أوكرانيا إلى حرب شاملة
اعتبرت وكالة ”أسوشييتدبرس“ الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن شبح اندلاع حرب في أوروبا ”لا يزال قائما“ على الرغم من التقارير التي تحدثت عن سحب بعض القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، معتبرة أن تلك الحشود أوجدت حالة دائمة من الخوف في دول سوفييتية سابقة.
ورأت الوكالة أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون مدمرًا وستكون حربًا أوروبية أوسع نطاقًا وأسوأ بكثير، مشيرة إلى أن احتمال اندلاع حرب أكبر يعتمد جزئيًا على طموحات الرئيس فلاديمير بوتين، وعلى رد الغرب العسكري وعلى ”الحظ الواضح“.
وأوضحت أنه لا يمكن التنبؤ بالحرب بطبيعتها، وأن المخاطر هائلة، ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا ولكن أيضًا لأوروبا والولايات المتحدة.
النظام الأمني الأوروبي
ولفتت ”أسوشييتدبرس“ إلى أنه أصبح هناك خطر على النظام الأمني الأوروبي الذي تم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية ثم تغير سلميًا مع إعادة توحيد ألمانيا، وزوال الشيوعية في أوروبا الشرقية وانهيار الاتحاد السوفييتي وتوسع حلف ”الناتو“.
وذكّرت بتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي قال فيها إنه ”لن يقاتل روسيا في أوكرانيا“، ما يعني أن ”الغزو الروسي لن يؤدي تلقائيًا إلى اندلاع حرب أوسع“. مضيفة أنه ”إذا وجه بوتين هجومه خارج حدود أوكرانيا أي على أراضي حلف الناتو، فقد تنجر الولايات المتحدة إليه… لأن معاهدة شمال الأطلسي تلزم واشنطن بالدفاع عن حلفائها الذين يخشى بعضهم أن يكونوا أهدافا روسية“.
توسيع الغزو
وإلى جانب السيناريو غير المحتمل على ما يبدو والمتمثل في قيام بوتين بتوسيع الغزو بشكل متعمد إلى ما بعد أوكرانيا، هناك خطر من انتشار حرب محدودة نتيجة لحادث أو سوء تقدير أو سوء فهم، وفقا للوكالة، التي قالت:“بمجرد بدء القتال، قد يؤدي القليل من الحظ السيئ إلى مزيد من الصراع.“
وتابعت: ”حتى لو تراجع بوتين في الأيام المقبلة، واتبع طريقًا تفاوضيًا لتحقيق أهدافه الأمنية، فإن التوتر الهائل الناجم عن حشده لقواته على حدود أوكرانيا، يمكن أن يكون له تأثير دائم في أماكن أخرى من أوروبا، وقد يضغط حلفاء الولايات المتحدة على الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي، ولا سيما دول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا التي كانت ذات يوم جزءًا من الاتحاد السوفييتي من أجل وجود عسكري أمريكي أكبر وأكثر ديمومة“.
وأعربت الوكالة عن اعتقادها أنه بصرف النظر عن خطر وقوع حادث غير مقصود أو غير متوقع على طول الحدود الغربية لأوكرانيا، فإن نطاق الحشد العسكري الروسي وخياراته لتعطيل الاتصالات الأوكرانية والغربية يوفر احتمالات لتصعيد يمكن أن يجتذب الولايات المتحدة.
الحرب الإلكترونية
ونقلت ”أسوشييتدبرس“ عن جيمس ستافريديس، القائد العام السابق لقوات ”الناتو“ في أوروبا، قوله: ”يوجد عاملان خطران في أزمة أوكرانيا، هما احتمال تصعيد الحرب الإلكترونية وإمكانية حدوث تصعيد غير مقصود في البحر الأسود، حيث الأسطول الأوكراني الصغير عالق بين القوات البحرية الكبيرة لروسيا ودول حلف الناتو“.
وقال ستافريديس: ”إذا انحرف صاروخ عن مساره وضرب وحدات غير هجومية، على سبيل المثال مدمرة أمريكية، فإن ذلك يمكن أن يؤدي الى انفجار كبير.“
ورأى ستافريديس أن ”الحرب الإلكترونية ستكون سمة مركزية لأي هجوم روسي على أوكرانيا، حيث تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها حماية قدرة الجيش الأوكراني على التواصل مع القوات وقيادتها في الميدان، والحفاظ على الشبكة الكهربائية والبنية التحتية المدنية الأخرى“، مضيفا: ”يمكن أن يؤدي ذلك بسهولة إلى انتقام روسي في عالم الإنترنت، ما يوسع الصراع بسرعة وخطورة“.
بدوره، قال جيم تاونسند، المسؤول السياسي الكبير في وزارة الدفاع الأمريكية عن أوروبا وحلف شمال الأطلسي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إنه ”لا يرى فرصة كبيرة في أن يوسع بوتين عمدًا هجومه خارج أوكرانيا ما لم يعتقد أن بايدن لن يكون مستعدًا لخوض الحرب للدفاع عن حلفاء الناتو“.
وأضاف: ”الأرجح هو سيناريو غير مقصود، مثل إسقاط طائرة عسكرية غربية على طول الحدود.. خوفي الكبير هو أن ننزل إلى منحدر زلق لا يريده أحد“.
المصدر: إرم.