المناظرة المرتقبة.. هاريس تختبئ لترامب وراء الميكروفون المفتوح
لم تلتق هاريس وترامب شخصيا أو تحدثا عبر الهاتف، لكنهما يتشاجران حول شروط أول لقاء بينهما وجها لوجه
وعندما وافقت الحملتان على المناظرة المقررة بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، في العاشر من سبتمبر/أيلول المقبل، لمدة 90 دقيقة، كان ذلك بنفس الشروط التي تمت مناقشتها مع الرئيس جو بايدن في يونيو/حزيران، مع كتم الميكروفونات عندما كان المرشح الآخر يتحدث.
الآن، تتطلع هاريس إلى ترك الميكروفونات مفتوحة طوال المناظرة، في خطوة يقول مراقبون يمكن أن تؤدي إلى تبادلات أكثر حيوية ومباشرة بين المرشحين، أو الكثير من الحديث المتبادل الذي قد يواجه ملايين المشاهدين المتوقع مشاهدته صعوبة في سماع وجهات نظر المرشحين المتنافسة.
لكن لماذا لا تريد هاريس كتم صوت ترامب؟
بريان فالون، المتحدث باسم حملة هاريس، يقول إن “حملة ترامب تفضل الميكروفون الصامت لأنهم لا يعتقدون أن مرشحهم يمكنه التصرف كرئيس لمدة 90 دقيقة بمفرده”.
مضيفا “هاريس مستعدة للتعامل مع أكاذيب ترامب المستمرة ومقاطعاته في الوقت الفعلي. يجب على ترامب التوقف عن الاختباء وراء زر كتم الصوت”.
ولعبت مناظرة ترامب وبايدن في 27 يونيو دورا محوريا في الحملة الرئاسية لعام 2024. حيث تعثر الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاما بشدة. ويقول مراقبون إنه فشل في تحدي ترامب بشكل مباشر، الأمر الذي وضعه تحت ضغوط الانسحاب من السباق وهو ما حصل في 21 يوليو/تموز، لتحل هاريس بدلا منه.
وبحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في شبكة “سي إن إن” الأمريكية، يحاول معسكر نائبة الرئيس عكس القاعدة التي حصل عليها فريق بايدن لمناظرتهم المصيرية مع ترامب في يونيو والتي ضمنت كتم صوت الميكروفونات عندما لا يكون دورهم في التحدث.
ويُنظر إلى القيد على أنه محاولة لمنع تكرار مقاطعات ترامب المستمرة في مناظراتهم في عام 2020 والتي دفعت بايدن إلى التحذير في مرحلة ما “هل ستصمت يا رجل؟”.
ومن الواضح، بحسب المصدر نفسه، أن حملة هاريس تأمل في “منح ترامب الفرصة لتخريب نفسه بمقاطعة مهينة أو شخصيته المتغطرسة”.
ويسلط الخلاف، الضوء على الأهمية الهائلة المحتملة للمواجهة في تحديد السرد لبقية الحملة لانتخابات البيت الأبيض المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
ويُعتبر الأمر بالغ الأهمية بشكل خاص بالنسبة لترامب، الذي كافح للتكيف مع خضمه الجديد منذ انسحاب بايدن – الذي كان الجمهوريون واثقين من هزيمته في نوفمبر.
وقد تكون المناظرة المرتقبة أفضل فرصة له لإبطاء زخم هاريس القادم من مؤتمرها في شيكاغو، خاصة أنه وحملته يعتقدون أنها ليست مستعدة للضغط المتمثل في الرد على أسئلة السياسة والمتابعات من خصم كبير مثل ترامب.
لكن المناظرة مهمة لكل من ترامب وهاريس. هكذا يرى المحلل السياسي في شبكة “سي إن إن” سكوت جينينجز، وهو جمهوري، قائلا: “كل منهما لديه ما يثبته”.
الميكروفون المفتوح وصراعات ترامب
من شأن الميكروفون المفتوح أن يختبر انضباط المرشح الجمهوري في مناظرته مع هاريس، في وقت يتوسل إليه استراتيجيو الحزب الجمهوري التمسك بالسياسة والتوقف عن سياساته الصارخة لصالح حملته.
كما ستتاح لهاريس فرصة لإظهار قوتها في الوقوف في وجه ترامب.
يقول المتحدث باسم حملة هاريس إيان سامز لشبكة “سي إن إن”: “نائبة الرئيس تريد أن يرى الشعب الأمريكي دونالد ترامب غير مقيد لأن هذا ما سنحصل عليه إذا أصبح رئيسًا مرة أخرى”.
وتابع “أعتقد أنه من المهم في هذه الانتخابات وفي هذه اللحظة أن يرى الشعب الأمريكي الاختيار بين المرشحين على المسرح”.
وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن تحدي ترامب لمقاطعة الميكروفون المفتوح لن يكون خاليا من المخاطر بالنسبة لنائبة الرئيس. ففي عام 2016، تحدث الرئيس السابق مرارا وتكرارا مقاطعا المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وعطّل تدفق إجاباتها.
وتقدم ماريا كاردونا، المعلقة السياسية في شبكة “سي إن إن”، سببا آخر قد يجعل هاريس ترغب في ميكروفون مفتوح.
وتقول كاردونا، وهي ديمقراطية: “من خلال إلغاء كتم صوت الميكروفونات، سيعطيها ذلك القدرة على التحكم في ما تقوله، بالإضافة إلى التحقق من صحة ما يقوله ترامب على الفور”.
في مناظرتها مع نائب الرئيس آنذاك مايك بنس في عام 2020، والتي أجريت خلف الشاشات أثناء جائحة كوفيد-19، أحبطت هاريس محاولة لمقاطعتها في تبادل للآراء حول الوباء برفع يدها قائلة “السيد نائب الرئيس، أنا أتحدث… أنا أتحدث”.
التعليق، الذي بدا وكأنه لحظة معدة مسبقا يتدرب عليها المرشحون في المناظرات الوهمية، ترك انطباعا بأن بنس كان يشرح لهاريس.
المصدر: العين.