أخبار

الفاشية التركية تتجه نحو الانهيار

الأساليب الوحشية للدولة التركية بقيادة حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية وسياسات الإبادة الجماعية والقضاء على الشعب الكردي، تظهران أن حزب العدالة والتنمية قد دخل مرحلة الانهيار.

بعد أن خسرت حكومة حزب العدالة والتنمية السلطة كحزب خلال انتخابات 7 حزيران 2015، شكلت ائتلافًا مع حزب الحركة القومية في انتخابات 1 تشرين الثاني واستولى على السلطة. أطلق تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشي سراح العديد من أعضاء عصابة أرغنكون لاستخدامهم في حرب الاستنزاف وصعد من عملية الإبادة الجماعية ضد الكرد.

كان حزب الحركة القومية، الذي غالباً ما يشير إلى نفسه باسم “حزب الدولة”، أحد الأحزاب التي عمّقت الصراعات بين اليمين واليسار بشكل أكبر خلال مراحل 12 آذار 1971 و12 أيلول 1980. بدأ حزب الحركة القومية (MHP) مسيرته السياسة في معارضة الشيوعية.

وتعليقاً على العلاقة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، قال القائد عبدالله أوجلان: “القومية التركية العنصرية، التي اعتمدت على الاتحاد والترقي خلال الحقبة الجمهورية، أصبحت أكثر تخلفاً. الهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية بسبب الأزمات الاقتصادية المتصاعدة، ونمو اليسار ساهما في تشكل هذه الموجة القومية أعوام الستينيات وتم تنظيمها في حزب الحركة القومية وتنظيم أولكو أوجاكل . كانت هذه القومية أيضاً جزءاً من فروع أخرى وأصبحت اليوم فرعاً للسلطة ولعبت دوراً مهماً في القضاء على اليسار. إن صراعها مع تحديثات أتاتورك، وعدم تسامحها مع التحول الديمقراطي وسلطتها الفاشية هو العقبة الرئيسية القائمة على أسس العنصرية”.

اتحدت الفاشية ضد الشعب الكردي

كان السبب الآخر الذي جعل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أقرب إلى بعضهما البعض هو أن الشعب الكردي يمثل إرادة عظيمة في جميع أنحاء العالم. خلال الأزمة السورية التي اندلعت في عام 2011، توجت الإرادة الثورية لحركة التحرر الكردية مع الثورة في روج آفا وجعلت أنظار العالم كلها تتجه إلى حرب التحرر الكردية. قررت الكتلة الفاشية التابعة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية التحالف لتدمير إرادة الشعب الكردي.

تحالف حزب العدالة والتنمية مع مجموعات مافيا مختلفة وأطلق “خطة إبادة” ضد الشعب الكردي في تشرين الأول عام 2014. ووفقاً للخطة، كان سيتم قتل 10-15 ألف شخص وتشريد 150 إلى 300 ألف شخص.

نفّذت حكومة حزب العدالة والتنمية الفاشية العديد من المجازر بين 7 حزيران و1 تشرين الثاني. وكان سادات بكر أحد قادة تلك المجازر. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أشار في ديلوك إلى الاستعدادات لـ “خطة تدمير”. وقال أردوغان في 7 آذار 2015 في ديلوك: “أعطونا 400 برلمانياً ودعوا هذا الأمر يمر بسلام. كما أظهر أنه إذا لم يستطع الوصول إلى السلطة بمفرده، فسوف تمر البلاد بمرحلة من الفوضى وسياسات الإبادة الجماعية.

سياسة الدولة التركية وداعش

بعد هذا الخطاب، في 18 ايار 2015، أقدم مرتزقة داعش، بدعم من المخابرات التركية، على مهاجمة مباني حزب الشعوب الديمقراطية في أضنة ومرسين. دخلت تركيا انتخابات 7 حزيران بعد مجزرة 5 حزيران في آمد. حصل حزب العدالة والتنمية على 40.8٪ من الأصوات وخسر أغلبيته في البرلمان. حصل حزب الشعوب الديمقراطي HDP على 13.1 في المائة من الأصوات وفاز بـ 80 مقعداً. لم يقبل زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي التحالفات بدون حزب العدالة والتنمية. وهكذا بدأت الشراكة الرسمية بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

وحول تأسيس حزب العدالة والتنمية، قال القائد آبو: “كانت فاشية الأتراك البيض بعيدة كل البعد عن الجماهير بسبب بنيتها العلمانية والقديمة. وكانت أيضاً غير منفتحة. لم تكن منفتحة جداً على الرأسمالية العالمية. نظراً لعدم وجود حركة اشتراكية وديمقراطية جادة ضدها، لم تكن الولايات المتحدة بحاجة إلى الفاشية العرقية. الأهم من ذلك، أن حركة التحرر الديمقراطي الكردي كانت تتقدم، وخطت خطوات كبيرة في كل من كردستان التي تحتلها تركيا وفي جميع أنحاء كردستان. لذلك، بالنظر إلى حالة الأيديولوجيات الفاشية البيضاء والعنصرية، من الواضح أن هناك حاجة لنخبة فاشية تركية خضراء.”

الذين عززوا الآمال ضد المجازر

بين 7 حزيران و1 تشرين الثاني، وقعت العديد من المجازر، بدءاً من الهجوم على تجمع حزب الشعوب الديمقراطية، إلى مذبحة سروج ومذبحة أنقرة. رد الشعب الكردي على أجواء الانقلاب بعد انتخابات 1 تشرين الثاني بمقاومة الإدارة الذاتية. تم اختيار المرتزقة وتنظيمها باسم “فريق الخنجر” وكانت متورطة في العديد من الجرائم ضد الشعب الكردي. في هذه الفترة، شن نظام عصابات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشي هجمات إبادة جماعية في جزير ونصيبين وسور في محاولة لتدمير تاريخ الشعب الكردي.

كانت محاولة الانقلاب الفاشل في 2016، وكذلك انقلاب حالة الطوارئ بمثابة الفرصة الذهبية لفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. مع هذا الانقلاب، تم فجأة إيقاف العمل بدستور 12 كانون الأول الفاشي. كان الهدف الرئيسي لحالة الطوارئ الانقلابية هذه هو الشعب الكردي.

الطريقة المعروفة التي تستخدمها الدول والحكومات الفاشية هي قمع الشعوب وخلق الاضطهاد والخوف. لقد وجّه الشعب الكردي ضربة كبيرة لحزب العدالة والتنمية في 7 حزيران، وفي هذه المرحلة واجه مرة أخرى الإرهاب الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

تم إطلاق سراح أعضاء أرغنكون، أولئك الأشخاص تحالفوا مع حزب الحركة القومية ومع العصابات الأخرى ضد الشعب الكردي. لقد اكتسب حزب الحركة القومية مكانة وقوة في الحكومة أكثر من أي وقت مضى وقدم كل شيء إلى حزب العدالة والتنمية. من أجل القضاء على المافيات المقرّبة من حزب العدالة والتنمية، تم إطلاق سراح عصابة تسمى علاء الدين جاكيجي، والتي كانت قد تورطت في العديد من المذابح، من السجن وذلك بموجب قانون. كانت هذه أيضاً إشارة واضحة على الخطط الجديدة للكتلة الفاشية ضد الشعب.

تصعيد الفاشية

تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومي، الذي تلقّى ضربات شديدة في السياسة الداخلية والخارجية أثبت من خلال إطلاق سراح علاء الدين جاكجي أنه سيتم فتح ميادين جديدة للمرتزقة، كما كان الحال في التسعينيات. وبدأت العصابات والمافيات، التي اجتمعت تحت مظلّة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بتنفيذ جميع أنواع الأعمال القذرة تحت رعاية السلطات.

استغل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الصراع في سوريا ونظّم مرتزقته. وأحد هؤلاء المرتزقة كان الفاشي والجهادي أونور كنجر الذي هاجم مبنى حزب الشعوب الديمقراطي في إزمير وقتل دنيز بويراز. تم تنظيم العديد من المرتزقة في تركيا، مثل أونور كنجر، من قبل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بصفة  “حراس”.

كيف يدعمون ويحمون هؤلاء المرتزقة؟

تقودهم شركات مثل سادات وعثمانلي أوجاكلري الذين ذكرهم سادات بكر عدة مرات. تقوم هذه الجمعيات والمنظمات شبه العسكرية مؤخراً بتنفيذ الأعمال القذرة لصالح حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. كما تتم تجارة المخدرات بين تركيا وأوروبا أيضاً من خلال هذه العصابات. سادات هو التصميم الجديد للمخابرات التركية.

يبدو أن التحالف الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، كلف هؤلاء المرتزقة بأدوار جديدة وفتح أمامهم ميادين جديدة بالهجوم على الشعب الكردي نيابة عن الدولة التركية، وخنق الثورة الكردستانية وفتح مناطق جديدة للدولة التركية.

سوف يهزمون، لكن المهم هو؛ كيف؟

كتب صلاح الدين إردم في مقاله في صحيفة يني أوزكور بوليتيكا في 28 حزيران: “لكن النساء لسن خائفات، والناس لا يخافون، وحزب الشعوب الديمقراطي لا يتراجع. ونتيجة كل هذا سيكون عقد مؤتمر ديمقراطي كبير والبحث عن مفهوم إدارة بديلة. من الواضح أن الفاشية تُهزم وأن نظاماً ديمقراطياً يجري بنائه. لقد بقي القليل، لم يبق سوى القليل لتحل تلك الأيام التي تنتهي فيها فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وتحقيق دمقرطة تركيا على أساس حرية الشعب الكردي”.

ويقول زعيم المافيا سادات بكر إن أفعال قذرة تتم باسم الوطن والشعب، وحتى لو استخدمت أساليب قذرة في الحرب ضد الكرد فإنها تعتبر طبيعية ومشروعة. قبل بضع سنوات فقط، طلب طيب أردوغان من الجيش والشرطة والمحافظين والقائمقامات أن لا يهتموا بالقوانين حين يتعلق الأمر بالشعب الكردي. مثل هذه التصريحات تكشف أيضاً عن عداء الكتلة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ضد الكرد.

الشعب يبحث عن الحرية

الأزمة الاقتصادية الحالية المستمرة في تركيا، وسياسات الترهيب ضد الشعب الكردي تظهران أن تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشي يحاول إطالة أمد حكمها من خلال شن هجمات إبادة سياسية على النضال الكردي من أجل الحرية وقواه الطليعية. في هذا السياق تسعى إلى كسب الدعم مرة أخرى. لكن حزب العدالة والتنمية نسي أن العمال المضطهدين يرمون الحركات العنصرية الفاشية إلى مزبلة التاريخ. إن مصير كتلة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، سيكون مثل مصير الحركات العنصرية الفاشية في الشرق الأوسط والعالم، إلا وهو الانهيار.

تعليقاً على سياسات حزب العدالة والتنمية، قال القائد عبد الله أوجلان: “إن الهيمنة الجديدة لا تقوم فقط بمواصلة ارتكاب هذه الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، بل إنها تقوم بواسطة جيوشها العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية والدبلوماسية وباسم مكافحة الإرهاب، بمحاصرة إرادة الشعب الكردي في الحياة الحرة، ووضعها بين سبعة جدران. لقد حشدوا كل إمكانيات الدولة والدول الحليفة ويحاولون القضاء على الشعب الكردي. هناك مساعي إلى استكمال إرث حزب الشعب الجمهوري (وهو ميراث البرجوازية البيروقراطية) المعادي للديمقراطية والاشتراكية والمكونات الثقافية، الذي ورثه عن الاتحاد والترقي في القرن العشرين، ومواصلة هذا الإرث في القرن الحادي والعشرين عبر حزب العدالة والتنمية”.

لقد قال الشعب كلمته “استقالة الحكومة”. والكلمة من الآن فصاعداً ستكون للشوارع والنشاطات والحرية.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى