أخبار

الإدارة الذاتية.. تكامل اقتصادي في التصنيع والإنتاج وخطوات نحو الاكتفاء الذاتي

تسعى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر تنفيذ مشاريع اقتصادية بطاقات وخبرات ومواد أولية محلية، لكسر الحصار والحد من احتكار التجار، وتخفيض أسعار المنتجات.

منذ انطلاق ثورة روج آفا، وتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية بمشاركة كافة مكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان وأشور وكلدان وإيزيديين، تتعرض المنطقة إلى شتى وسائل الحصار “الدبلوماسي، السياسي، والاقتصادي”، لإفشال تجربة الإدارة الذاتية.

وما يجعل الإدارة الذاتية في مرمى الحصار الاقتصادي وتحكم دول الجوار بأوضاعها الاقتصادية، إنها لا تملك أي منفذ مع الخارج، سواء بعض المعابر التي تربطها مع أطراف إقليمية، رامية لإفشال مشروع المنطقة، واقتصار حركة التجارة على معابر حدودية مع الداخل السوري، وباشور كردستان، والتي تغلق أيضاً بين الحين والآخر، لأغراض سياسية.

ويربط مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مع باشور كردستان معبر سيمالكا/ فيش خابور ومعبر الوليد اللذان أغلقا من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني في الـ 16 والـ 19 كانون الأول من العام المنصرم بحجج واهية. إضافة إلى معبر تل كوجر الذي أغلق بفيتو صيني- روسي في حزيران/ يونيو عام 2021 والذي يربط شمال وشرق سوريا مع العراق.

وفي ظل الحصار المطبق الذي تشهده شمال وشرق سوريا، أوضح الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في شمال وشرق سوريا، سلمان بارودو، في تصريح لوكالتنا، تداعيات تطبيق الحصار على المنطقة، قائلاً: “إن استمرار الحصار المفروض على مناطقنا ينذر بعواقب وخيمة ليس من الناحية الاقتصادية فقط وإنما من الناحية الإنسانية أيضاً”.

الإدارة الذاتية تبذل جهوداً كبيرة لفك الحصار

وأكد بارودو “أن الادارة الذاتية بذلت وتبذل جهوداً كبيرة للحصول على الدعم الدولي والأممي لفك هذا الحصار المفروض وفتح معبر تل كوجر كونه يعد شريان شمال وشرق سوريا”.

وبالرغم من الحصار المفروض على شمال وشرق سوريا تمكنت الإدارة الذاتية طوال سنوات الأزمة السورية من إدارة مناطقها بالاعتماد على مبدأ الاكتفاء الذاتي وتطوير الإنتاج المحلي من خلال الاعتماد على الثروات الموجودة في المنطقة.

حيث تعتبر الزراعة مورداً أساسياً للاقتصاد في المنطقة، وبشكل خاص القمح والشعير والقطن نتيجة خصوبة أراضيها وتوفر الظروف المناخية المناسبة، إلى جانب الثروة الحيوانية والثروات الباطنية التي تتمتع بها المنطقة، وتعتبر أهم المواد الأولية الكافية لإنشاء صناعات متعددة لتحقيق اكتفاء ذاتي في منطقة تتعرض لحصار اقتصادي.

 الاكتفاء الذاتي

وعملت الإدارة الذاتية التي تعتمد في مبادئها على الاكتفاء الذاتي على افتتاح عدد من المصانع والمعامل لتطوير الإنتاج المحلي والسعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج السلع محلياً، وتقليص الاستيراد من الخارج.

وفي هذا الإطار نفذت الإدارة في شمال وشرق سوريا عدة مشاريع لدعم مربي الثروة الحيوانية، ومن أبرزها:

افتتاح الإدارة العامة للزارعة والثروة الحيوانية مفقس للبيض في مدينة الحسكة في 22 أيار/مايو عام 2021، وذلك لرفد الأسواق المحلية بالبيض، ولحوم الدجاج، وكسر غلائهما في ظل إغلاق المعابر الحدودية.

وساهم هذا المفقس في توفير وتأمين فرص عمل للكثيرين من الفئة الشابة، وساعد مربي الدجاج في زيادة الإنتاج، إضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنطقة.

ويتم توزيع إنتاج مفقس البيض في مدينة الحسكة على المداجن في شمال وشرق سوريا والبالغ عددها ما يقارب 1500 مدجنة، وتقدر الطاقة الإنتاجية لمفقس البيض في مدينة الحسكة بحوالي 120 ألف بيضة شهرياً، وبهذا ينتج ما يقارب 100 ألف صوص في الشهر الواحد، حسب ما أكده مدير المشروع عبد القادر حوبان.

ولفت حوبان إلى أهمية هذا النوع من المشاريع في ظل إغلاق المعابر مع شمال وشرق سوريا ومنع التجار من الاحتكار في الأسواق.

في تشرين الأول من العام نفسه فتحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا معمل (ماي سن my sun) لتعبئة المياه المعقمة والصحية في ناحية تربه سبيه، باعتماده على أجهزة حديثة ومتطورة، وبطاقة إنتاجية كبيرة، بالإضافة إلى صناعة عبوات المياه بالأحجام المختلفة، ذاتياً داخل المعمل.

وبيّن الإداري في معمل مياه ماي سن، أيوب حسن في تصريح سابق لوكالتنا أهمية المعمل التي تكمن في سد حاجة السوق من المياه وتوفير فرص العمل.

وعلى مستوى شمال وشرق سوريا افتتحت الإدارة الذاتية معمل زوزان للألبان والأجبان في منطقة ديرك في الـ 30 من أيار عام 2021 بطاقة إنتاجية تصل إلى 4 طن من الحليب يومياً، ويسهم في دعم الثروة الحيوانية وتشجيع الأهالي على تربية الحيوانات، والقضاء على البطالة.

وفي الـ 26 كانون الثاني 2021 افتتحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أول معمل لصناعة الزيت النباتي والسمن والصابون بطاقة إنتاجية تصل 300 طن يومياً في مدينة قامشلو.

وأعادت الإدارة الذاتية لشمال وشرق وسوريا تأهيل معمل الغزل والنسيج بمدينة الحسكة، في الـ 5 من كانون الأول من العام الفائت، في خطوة أخرى من الإدارة، الاعتماد على إمكانياتها الذاتية لكسر الحصار المفروض على مناطقها، وللوصول إلى الاكتفاء الذاتي.

وحول آلية تطوير المشاريع الاقتصادية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المنطقة، قال الرئيس المشرك لهيئة الاقتصاد والزراعة، سليمان بارودو “إن تطوير المشاريع سيتم من خلال معالجة المواد الخام وتوسيع الرقعة الزراعية وربط مخرجات العملية الزراعية بمدخلات العملية الصناعية لتحقيق تشابك قطاعي كامل”.

وأشار بارودو إلى أن سياسة الاكتفاء الذاتي واحدة من الاستراتيجيات الاقتصادية التي تلجأ إليها الإدارة الذاتية، قائلاً: “الوصول إلى الاكتفاء الذاتي ولما هو مخطط له من خلال الاعتماد على مواردنا وإمكانياتنا المحلية، التي تؤدي إلى تقليص حركة الاستيراد التي تتحول تدريجياً إلى تصدير الفائض من المنتجات المحلية”.

وتسهم المشاريع التي نفذتها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بالتوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليص الاستيراد، والقضاء على البطالة، وتوفير فرص العمل لمختلف الفئات العمرية، وتشجيع الأهالي على تأمين مواد الخام عن طريق الزراعة وتربية الحيوانات لتطوير الإنتاج.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى