أخبار

استمرار حبس مياه الفرات منذ 32 شهراً.. البحيرات تتّجه للمنسوب الميت

قال مدير سد روج آفا (تشرين) إن البحيرات على مجرى نهر الفرات شمال وشرق سوريا في حالة استنزاف دائم وتسير باتجاه المنسوب الميت، ذلك لأن المياه التي تستنزف في التوليد والشرب والري والتبخر لا يتم تعويضها مطلقاً، جراء حبس الدولة التركية المياه من منبعها عن مجراها في الأراضي السورية.تواصل سلطات الاحتلال التركي حبس مياه نهر الفرات منذ 32 شهراً متواصلاً، ما أدى إلى تراجع منسوب مياه النهر وانحساره عن مساحات شاسعة من الأراضي، وعلى إثر ذلك خسرت البحيرات المتشكلة خلف السدود شمال وشرق سوريا ما يصل إلى 85 بالمائة من مخزونها الاستراتيجي.

وقال المهندس حمود الحمادين مدير سد روج آفا (تشرين)، في حديث لوكالة أنباء هاوار إن “واقع نهر الفرات الذي نعيشه حالياً والمستمر منذ أكثر من 30 شهراً متواصلاً، مأساوي. وصلنا إلى قاع البحيرات التخزينية تماماً؛ إذ استُنزف كامل مخزون البحيرات”.

وأضاف الحمادين: “المنسوب التخزيني لبحيرة سد الفرات يبلغ 304 أمتار عن سطح البحر، بينما وصل حالياً إلى 297 أي بنزول ما يزيد عن 6 أمتار. هذا يعني أن كل ما نسميه بالبحيرة التشغيلية للسد استنزفت بالكامل”.

والأمر ينطبق على بحيرة سد تشرين أيضاً، والتي استنزفت نحو 85 بالمائة من مخزونها، حسب الحمادين.

ويشير المهندس حمود الحمادين إلى أن “الإدارة العامة للسدود ومكتب الطاقة اتخذا مجموعة من الإجراءات وبرامج التشغيل وترشيد المياه للحد من استنزاف المياه لأي أمور ثانوية والتركيز على الأمر الأساسي الأول، وهو مياه الشرب وثانياً مياه الري وثالثاً الطاقة الكهربائية، وبالتالي فإن اتخاذ منسوب محدد لتشغيل سد الفرات يعتبر المنسوب الصفري، كي لا نصل إلى المنسوب الميت ولا نضطر لإيقاف السد كما حصل سابقاً، وتكون كمية المياه المخصصة للشرب مهددة. ولكن بسبب الانخفاض المستمر كسرنا هذه القاعدة ونزلنا تحت المنسوب الذي اتفقنا عليه وهو نقطة الصفر وبالتالي نحن نسير باتجاه المنسوب الميت والذي يعني إيقاف السد تماماً”.

وأضاف: “نحن في حالة استنزاف دائم. المياه التي نستنزفها في التوليد والشرب والري والتبخر لا يتم تعويضها من الجانب التركي مطلقاً وبالتالي نحن في حالة استنزاف مستمر على الرغم من كل برامج الترشيد وتقنين التوليد ومياه الشرب والري لتجنّب الوصول إلى المنسوب الميت وتخرج السدود عن الخدمة”.

وأوضح الحمادين أن “الوارد من الجانب التركي متذبذب وغير ثابت أو مستقر، يراوح ما بين 200 – 250 متر مكعب في الثانية، وفي بعض الأيام شاهدنا وصول الوارد إلى أقل من 200 متر مكعب في الثانية. هذا الوارد هو أقل من نصف الكمية المتفق عليها ولا يعوض مياه الري والشرب والتبخر فقط، فكامل مياه التوليد تستنزف من مخزونات البحيرات التي أصبحت شحيحة وخزان البحيرة أصبح في الحد الأدنى، حتى أن المسطحات المائية الكبيرة جداً ذات المساحات والحجوم الهائلة في بحيرة سد تشرين والفرات جفت تماماً وبالتالي تحوّل النهر من بحيرات تشغيلية وتخزينية واستراتيجية تؤمن مياه الري والشرب والتوليد وتشكّل أمن مائي وغذائي للمنطقة انحسرت تماماً، وتحوّلت إلى مستنقعات مائية وتحوّل نهر الفرات العظيم إلى جداول مائية بسيطة وخصوصاً أن سد تشرين متوقف لمدة 18 ساعة متواصلة”.

وتابع قائلاً: “الرؤية الأخلاقية للإدارة الذاتية وانطلاقاً من الإيمان بأن حق المياه هو حق لجميع السكان والمواطنين وحتى للعراق، نحن نصون هذا الحق قدر المستطاع وبالتالي عملية التوليد تكون في الحد الأدنى، سد تشرين توجد فيه 6 عنفات جاهزة للعمل نقوم حالياً بتشغيل عنفتين فقط، ولمدة 6 ساعات أو 7 ساعات حسب المتاح، وفي سد الفرات تعمل عنفتان أو عنفة واحدة من أصل 8 عنفات، وذلك لضمان جريان النهر ما بعد سد الفرات بالحد الأدنى المتاح لكي لا نستنزف استنزافاً كاملاً لبحيراتنا، وبالتالي نقع في أزمة مائية قبل الأزمة الغذائية ونحافظ على حق الفرد في الحصول على مياه الشرب”.

وقال في ختام حديثه “نحن مقبلون على فصل الشتاء، انتهى تقريباً فصل الصيف المتعب والمرهق، والذي لمس فيه كل المواطنين آثار الشح في مياه الشرب والري والجوائح والأمراض التي انتشرت عن طريق المستنقعات التي أصبحت بيئة مناسبة لتكاثر هذه الأمراض والأوبئة، نأمل أن يشعر الجانب التركي بحجم المأساة التي نعيشها ويعيد الوارد المائي حسب التفاهمات الموقعة، ليعود النهر إلى شريان للحياة للمنطقة كما كان وتجنّب الكوارث الكبيرة التي من الممكن أن تحصل في حال الاستمرار في فصل الشتاء على هذا النحو من الوارد”.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى