لماذا يعارض بايدن تصنيف مجموعة فاغنر “منظمة إرهابية”؟
تدور مواجهة بين الكونغرس والرئيس الأمريكي جو بايدن، حول ما إذا كان سيتم تصنيف مجموعة فاغنر الروسية الخاصة كـ”منظمة إرهابية أجنبية”.
فبينما عاقبت إدارة بايدن مجموعة فاغنر بتصنيفها كمنظمة إجرامية عالمية، يدفع المشرعون، وزارة الخارجية الأمريكية للمضي قدمًا لتصنيف المجموعة الروسية “منظمة إرهابية أجنبية” (FTO).
وسبق أن انتقد الكونغرس إدارة بايدن باعتبارها تسير ببطء في دعمها لأوكرانيا، بينما تقول الإدارة إنها تدير عملية الدعم بشكل دقيق للحيلولة دون حدوث أي انتكاسات محتملة، بحسب تقرير لصحيفة “The Hill”.
وانتقد عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جين شاهين، طريقة الدعم التي تقدمها الإدارة الأمريكية للأوكرانيين، مشيرا إلى أنه كان قد دعا في 2014 لدعم أوكرانيا بأسلحة فتاكة تحسبا لوقوع الغزو.
وشاهين هو الراعي، إلى جانب ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين، لتشريع يسمى قانون محاسبة “المرتزقة الروس” (HARM) ، والذي من شأنه أن يجبر وزارة الخارجية على تصنيف فاغنر “منظمة إرهابية أجنبية”.
يقول مؤيدو تصنيف FTO إنه يفرض تكاليف أكبر بكثير على شركة فاغنر مقارنة بعلامتها الحالية كمنظمة إجرامية عابرة للحدود.
ويرون أن تصنيف FTO سيزيد من موارد الولايات المتحدة لاستهداف أنشطة فاغنر وتعطيلها، وسيكون بمثابة رادع قوي ضد الأشخاص أو الحكومات الذين يتعاملون مع المجموعة ويفتح مسارات جديدة لاتخاذ إجراءات قانونية.
وقال السناتور ليندسي غراهام، العضو البارز في لجنة مجلس الشيوخ للشؤون القضائية وأحد الرعاة المشاركين لمشروع القانون: “سيكون هذا بمثابة تغيير لقواعد اللعبة” .
لكن مسؤولا في الكونغرس، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قال لصحيفة “The Hill” إن الإدارة تعارض التشريع بسبب مخاوف من أنه قد يعيق جهود الولايات المتحدة لإقناع الدول الأفريقية والعمل معها لإنهاء ارتباطها بفاغنر أو الاعتماد عليها.
وربطت تحليلات الخبراء أنشطة مجموعة فاغنر ببلدان تشمل جمهورية إفريقيا الوسطى وموزمبيق ومالي وبوركينا فاسو والكاميرون وتشاد، والتي غالبًا ما تستخدم شركات الأمن الخاصة كقوة مكملة لـ”جيوشها الضعيفة”.
وأضاف المسؤول أن “وزارة الخارجية قلقة من أنه في حالة تصنيف فاغنر كمنظمة إرهابية أجنبية بشكل مفاجئ، فإنه ستتم معاقبة تلك الحكومات، حيث يوجد العديد من المسؤولين الذين يتعاملون مع فاغنر، والذين سيتم حظرهم جميعًا، على الفور من السفر إلى الولايات المتحدة كما ستتم مصادرة أصولهم بسبب اتصالهم بالمنظمة الإرهابية الأجنبية…هذه هي طبيعة مخاوفهم”.
وتابع “إنهم يزعمون أنهم لا يعارضون ذلك لأسباب تتعلق بأوكرانيا ، لكنهم يعارضون ذلك لأسباب أفريقية”.
ويقول مؤيدو تصنيف FTO إن “علاقات فاغنر الوثيقة مع الكرملين تجعلها أكثر من مجرد منظمة إجرامية تعمل من أجل الربح، على عكس الجماعات الإجرامية الأخرى العابرة للحدود الوطنية مثل عصابات المخدرات في أمريكا الوسطى والجنوبية” على حد تعبيرهم.
وقالت جوستينا جودزوفسكا، المسؤولة السابقة في عقوبات وزارة الخزانة، أمام المشرعين يوم الخميس، خلال جلسة استماع للجنة هلسنكي، إن فاغنر “جماعة خاصة ظاهريًا، لكنها في الواقع تعمل كوكيل وذراع للكرملين”.
وأضافت للمشرعين إن هذا “يوضح أن المجموعة ليست موجودة فقط من أجل الغنائم الاقتصادية، ولكن أيضًا لإبراز القوة الروسية في الخارج”.
ومع ذلك، حذرت من أن إدراج FTO على فاغنر قد يضر بالمجموعات الإنسانية العاملة في البلدان التي تتواجد فيها المجموعة الروسية، وهي نتيجة أخرى غير مقصودة لهذا التصنيف.
من جهته قال السناتور بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ، إنه يؤيد تسمية فاغنر كمنظمة إرهابية أجنبية، لكنه قال إنه لم يطلع على التشريع.
ووافق السناتور ريتشارد بلومنتال (ديمقراطي من كونيكتيكت) ، الراعي المشارك لقانون HARM، على أن تصنيف فاغنر كمنظمة إرهابية أجنبية “يمكن أن يساعد في” تصنيف روسيا كدولة راعية لـ الإرهاب.
وأعرب بلومنتال عن ثقته في أن قانون HARM سيُعرض على مجلس الشيوخ للتصويت عليه خلال “أسبوع أو أسبوعين” ، ورأى أنه قد يتجاوز الإجراءات العادية ، على الرغم من أن زملاءه لم يوافقوا عليه بشكل كامل.
ولكن بحسب مسؤول في الكونغرس، فإن إبراز مشروع ما في لجنة العلاقات الخارجية أو تمريره على مجلس الشيوخ لا يعني على الفور أنه قانون سيتم تنفيذه، الأمر يتطلب معركة طويلة تنتهي بتوقيع الرئيس.
المصدر: إرم.