أخبار

مجزرة داعش في البادية.. حلقة جديدة في تعرية حقيقة حكومة دمشق

عرت المجزرة الأخيرة في البادية السورية حقيقة حكومة دمشق مجدداً، في عدم قدرتها على توفير الأمن بمناطق سيطرتها، لتكون المجزرة حلقة جديدة ضمن سلسلة المجازر التي ارتكبت ضد المواطنين في مناطق دمشق، واستمراراً لخطر داعش الذي لا يدخر جهداً وفرصة لينشط ويعود من جديد.

لا يخفى على العالم وخاصة المتابعين للشأن والأزمة السورية، مدى الخطورة التي لا يزال داعش يشكلها على المجتمع السوري والعالم بأسره، ومحاولاته للعودة والانتعاش في سوريا والعراق منتهزاً كل الفرص، حيث تمارس خلاياه الترهيب وترتكب جرائم القتل في البلاد، آخرها مجزرة مروّعة بحق عشرات المدنيين في البادية السورية.

إذ شن مرتزقة داعش في الـ17 من شباط/ فبراير الجاري، هجوماً جديداً في البادية السورية، استهدف مواطنين يعملون على جمع الكمأة، وحاجزاً لقوات حكومة دمشق، ما أدى إلى مقتل 68 شخصاً، منهم 61 مدنياً.

هذا الهجوم يعد الأعنف والأكثر دموية منذ بداية العام الجاري، والخامس من نوعه ضمن البادية السورية في مثلث “حمص، حماة، ودير الزور”، وجاء في وقت انشغل فيه العالم وحكومة دمشق بالزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وتأثرت به مناطق واسعة من سوريا، في 6 شباط/فبراير الجاري.

اقتصرت جهود مكافحة خلايا داعش على قوات سوريا الديمقراطية، التي واصلت مكافحة وملاحقة الخلايا في شمال وشرق البلاد، مستندة إلى ما اكتسبته من خبرة في التعامل مع ملف داعش على مدار 9 أعوام الفائتة.

حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية، من تفكيك 3 خلايا والقضاء على 4 مرتزقة بينهم متزعمين اثنين في ثلاث عمليات أمنية بالريف الشرقي والشمالي لمدينة دير الزور، وفق ما أكدته قسد عبر معرفاتها الرسمية.

العملية الأولى نفذت في 9 شباط الجاري في ناحية “الصور” بالريف الشمالي لدير الزور، وانتهت بمقتل اثنين من مرتزقة خلية لداعش، بعد رفضهم الاستسلام واللجوء إلى الاشتباك.

والثانية تمت في 16 من الشهر نفسه، في ناحية “الصبحه” بريف دير الزور الشرقي، وانتهت بالقضاء على متزعم لداعش يدعى “مهند الساري الفدغم”، الذي يعد أحد الأمنيين الخطيرين لداعش والمشرف على عمليات اغتيال مقاتلي قسد.

أما العملية الثالثة فتزامنت مع العملية الثانية، ونفذت في قرية “الحاجنة” بريف دير الزور الشرقي أيضاً، وانتهت بالقضاء على المتزعم “حمزة الحمصي”، الذي فجر نفسه بعد محاصرته.

في المقابل فشلت حكومة دمشق مجدداً في توفير الأمن والاستقرار ضمن مناطقها، ما أتاح الفرصة لمرتزقة داعش لمهاجمة المدنيين وارتكاب المجازر فيها.

أثبتت مجزرة 17 شباط الأخيرة، وما سبقها من نشاط كبير لداعش في درعا خلال الربع الأخير من العام الفائت، وقبلها في السويداء في تموز عام 2018، واستغلاله لتهديدات دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا، مدى قدرة داعش على استغلال الثغرات والفرص لصالحه، وإصراره في العودة مجدداً.

في العموم يعود استمرار نشاط داعش في الساحة السورية، وفق محللين سياسيين وباحثين في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهابية، لأسباب وعوامل عديدة، أبرزها:

* تخاذل القوى الدولية في معالجة ملف داعش كحزمة واحدة واقتصار جهودها في الدعم الاستشاري لقوات سوريا الديمقراطية، دون معالجة ما خلفته الحرب على داعش من مخلفات سواء حيال المرتزقة في المعتقلات أو أسرهم في المخيمات.

* غياب الدعم الاقتصادي لإعادة الإعمار، وغض القوى الدولية النظر عن ممول داعش والمتمثل بدولة الاحتلال التركي وتمويلها المستمر لداعش، واستهدافها المستمر لشمال وشرق سوريا ولقوات سوريا الديمقراطية التي لعبت دوراً ريادياً في مقارعة داعش في سوريا.

* تعنت حكومة دمشق في التعاطي مع قوات سوريا الديمقراطية، بدل التعامل معها على أسس وطنية تخدم وتضمن وحدة سوريا أرضاً وشعباً، في وجه جميع الأطراف المتدخلة في الأزمة السورية ومحتلي الأراضي السورية وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى