بعد تقدم أوكرانيا ميدانيًّا.. 4 كروت باقية في يد بوتن
بعد تأكيد التقدم الأوكراني المباغت جنوبا وشرقا، تتجه الأنظار لموسكو لمعرفة خطواتها للرد، وما الكروت الباقية في يدها أمام استمرار غزارة تدفق الشحن العسكري الغربي لكييف.
وأعلن جهاز الأمن الأوكراني، السبت، أن وحداته دخلت بلدة كوبيانسك، التي تحتلها روسيا شمال شرق البلاد، في عملية مضادة مفاجئة، تجاوزت بعمق الخطوط الروسية؛ ما يهدد بقطع الإمدادات للقوات الروسية وانهيار جبهتها.
وقبل ذلك، أعلن الأوكرانيون أنهم دمروا مستودع ذخائر وجسرًا عائمًا واستعادوا بلدات في الجنوب.
ويرجع خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” هذا التقدم الأوكراني إلى التشجيع والتسليح الغربي الآونة الأخيرة، مشيرين في نفس الوقت لكروت باقية في يد موسكو داخل وخارج الميدان، مثل صواريخ “زيركون”، و”الطاقة”، و”اتفاقية الحبوب”، و”السلاح النووي التكتيكي”.
مكاسب أوكرانيا ميدانيًّا
يقول الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية باسل الحاج جاسم إنه من الواضح الآن استفادة أوكرانيا من الدعم الغربي، وهو ما تجلى في:
- أصبح لدى كييف إمكانية القيام بهجمات واستعادة مناطق من القوات الروسية.
- ارتفاع الروح المعنوية لدى أوكرانيا.
- التقدم الأوكراني شجَّع الغرب على استمرار شحناته العسكرية لكييف.
في ظل التقدم الأوكراني، زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أوكرانيا بالتزامن مع اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، الذي استضافه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في قاعدة رامشتاين بألمانيا.
ويتوقع جاسم بأن هذا التقدم قد يحرج موسكو التي لا تستعجل الحسم العسكري؛ لأنها تخوض حربًا أخرى تراها أهم، وهي حربها الاقتصادية مع الغرب في الطاقة، والتي إن حسمتها لصالحها ستنعكس تلقائيًّا على الميدان.
وعلى هذا، فإن “الواضح أنه مع استمرار غياب أفق لنهاية الحرب، لا يُستبعد أن مراحل استخدام أسلحة نووية تكتيكية تقترب أكثر فأكثر”، بحسب جاسم.
حرب شائعات حول الصفقات
التقدم الأوكراني جاء في وقت تتزايد فيه الاتهامات بين موسكو وواشنطن حول صفقات السلاح الموجهة للحرب.
وتحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن تراجع قدرة الصناعة العسكرية الروسية، وشراء موسكو القذائف والصواريخ من كوريا الشمالية، كما تشير واشنطن إلى استيراد موسكو طائرات مسيرة من طهران.
ونفت موسكو هذا، واتهمت بدورها واشنطن بالتسبب في تأزيم الوضع نتيجة صفقات السلاح لأوكرانيا.
وحول هذه الاتهامات، تقول الباحثة في الشؤون السياسية سمر رضوان إن ما يمرره الغرب حول صفقات أسلحة تستوردها موسكو هدفه الآتي:
- تحقيق انتصار إعلامي بالتشكيك في قدرات الجيش الروسي، مستدلة بأن هذه الشائعات ظهرت عقب معارض الأسلحة واستعراض روسيا لقواتها الأيام الماضية.
- إعطاء أوكرانيا دفعة معنوية لإثنائها عن أي مفاوضات مع موسكو؛ للاستفادة من صفقات السلاح التي تأخذها كييف.
كروت بوتن الباقية
في تلك الزاوية، أوضحت نائبة رئيس تحرير مركز “رياليست” للدراسات ومقره موسكو، أن الوضع في الجبهات الجنوبية اليومين الماضيين صعب؛ حيث انسحبت القوات الروسية من عدة نقاط ومدن تحت قصف مدفعي مكثف بالأسلحة الغربية التي تستخدمها كييف.
أما عن كروت روسيا لصد هذا الهجوم، فاعتبرتها “كثيرة”، ومنها:
- عسكريًّا، استقدمت موسكو احتياطيًّا كبيرًا لساحات المعارك الساعات الأخيرة، وسبق أن أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو أن احتمال إدخال صواريخ “زيركون” المتطورة المعركة سيكون قريبًا، وإن دخلت ربما يتحقق توازن بنوعية أسلحة الجانبين.
- جيوسياسيًّا، وهو ورقة الغاز والحبوب، فانسحاب موسكو من اتفاقية الحبوب سيضع أوروبا بين فكي كماشة الطاقة والغذاء، وذلك بعد اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، للغرب بأنهم يستولون على شحنات الحبوب الخارجة من أوكرانيا بدلًا من ذهابها للدول النامية.
المصدر: سكاي نيوز.