أخبارمنوعات

أفاتار في الميدان الأحمر.. هل يتحدى الإنترنت بوتين؟

في أوقات الحروب، تسيطر الضبابية على المواقف، ولا يمكن تحديد في أي مربع يقف الشخص نظرا لسيولة الأحداث، وتسارعها بشكل مربك.

حتى في داخل الدول الأطراف في المعركة، يسود الارتباك بين المؤيدين والمعارضين، مثل أي حدث كبير في التاريخ البشري، وبينما يدعو المؤيدون إلى التأييد المطلق، يحاول المعارضون الاعتراض أو رفع أصواتهم.

هذا بالتحديد ما يحدث في روسيا هذه الأيام، إذ تستعد البلاد لاحتفال غير مسبوق وعرض استثنائي في الميدان الأحمر بموسكو، في عيد النصر في الحرب العالمية الثانية الإثنين المقبل، والذي يصادف 9 مايو/أيار من كل عام.

فيما يحاول معارضون روس للعملية العسكرية الروسية في أوكرنيا، تنظيم مظاهرة، ولكن بطريقة غير معتادة في ظل انشغال الميدان الأحمر الشهير بالعرض العسكري المنتظر في عيد النصر.

ولجأت منظمة حقوق الإنسان الروسية “ميموريال”، إلى طريقة غير عادية لجعل الاحتجاج في الميدان ممكنًا، وعبر موقع إلكتروني جرى إنشاءه خصيصا لهذا الغرض، دعت المنظمة، أشخاصًا من روسيا ومن جميع أنحاء العالم، إلى مظاهرة افتراضية في الميدان الأحمر.

وبنقرة واحدة، يمكن لأي شخص إنشاء صورة رمزية له في الميدان الأحمر، للتعبير عن تضامنه مع دعوة المنظمة ومشاركته في المظاهرة الافتراضية.

والهدف هو جمع ما لا يقل عن مليون شخص افتراضي (أفاتار) في المظاهرة الرقمية بالميدان الأحمر، دون أن تتمكن الحكومة الروسية من منع الفعالية.

وفي هذا الإطار، قال إنكه جيسن، عضو مجلس إدارة ميموريال إنترناشونال، في تصريحات صحفية، “تعال إلى الميدان الأحمر وشارك في المظاهرة الافتراضية ضد الحرب واتخذ موقفًا ضد برامج الدعاية الخاصة بالكرملين”.

وبدأت الدعوة غير المعتادة للتظاهر، أمس الجمعة، بعد أن دشن اثنان فقط من المتظاهرين، وهما مؤسسا ميموريال، سفيتلانا غانوشكينا وإيرينا شيرباكوا، وجودهما الرقمي في الميدان الأحمر، حاملين لافتات احتجاجية مدون عليها “لا للحرب” و”أوقفوا الحرب”.

وحتى صباح اليوم، تم رصد، تسجيل نحو 17 ألف شخص على الموقع الرسمي للمظاهرة الافتراضية، قبل يومين فقط من موعدها المحدد، ما يعكس صعوبة جمع العدد المطلوب وهو مليون شخص.

ومنظمة ميموريال”، التي تأسست في أواخر الثمانينيات، دخلت منذ بداية التوتر مع أوكرانيا في ديسمبر/كانون أول الماضي، في صدام مع السلطات الروسية، وتحاول تأسيس مركز في برلين للعمل من خارج روسيا.

وقبيل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، دائما ما أعلنت موسكو حقها في الدفاع عن أمنها وإزاحة ما أسمتهم “النازيين الجدد” في أوكرانيا، وذلك في ظل إصرار كييف وحلفائها في الغرب بضمها إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الذي يرغب في التوسع شرقا، ما يعني إقامة قواعد عسكرية قرب حدودها.

كما قالت روسيا إن عمليتها العسكرية جاءت للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا من “الإبادة الجماعية” التي تقوم بها كييف ضد المنطقتين اللتين أعلنتا استقلالهما عن أوكرانيا واعترفت موسكو بهما مؤخرا.

وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين في خطابه الذي دشن فيه العملية العسكرية أن بلاده لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، ولا تخطط لاحتلالها، ولكن “من المهم أن تتمتع جميع شعوب أوكرانيا بحق تقرير المصير”، مشددا على أن “تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما بحماية نفسها من أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة”.

المصدر: العين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى