صحف عالمية: مستقبل أوروبا “مهدد”.. وغاز إسرائيلي إلى لبنان
تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة يوم الأحد، أهم القضايا والملفات الراهنة على الساحتين الدولية والعربية، على رأسها مدى تأثر أوروبا في حال شنت روسيا حربا على أوكرانيا.
كما سلطت صحف أخرى الضوء على استغاثة إنسانية وجهها أطباء إقليم تيغراي لحكومة أبيي أحمد، للسماح بوصول الإمدادات الطبية اللازمة للمنطقة المحاصرة، إضافة لتقارير زعمت بأن إسرائيل تعتزم تزويد لبنان بالغاز كمحاولة للحد من نفوذ إيران هناك.
خطر الحرب في أوكرانيا
ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، أن خطر الحرب في أوكرانيا لا يزال يلوح في الأفق، بعد أن زادت حدة المخاوف من هجوم روسي محتمل جراء عدم إحراز أي تقدم خلال المحادثات في أوروبا الساعية لردع الحشد العسكري الروسي بالقرب من أوكرانيا وإقناع موسكو بوقف التصعيد.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه ”في حال نفذت روسيا وعيدها بغزو أوكرانيا، الدولة التي يزيد عدد سكانها عن 43 مليون نسمة والتي تقارب حجم ولاية تكساس الأمريكية، فستجبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) على مواجهة حقيقية“.
وأضافت أن ”هذا الشعور يأتي بعد أن وصف المسؤولون الروس المحادثات الأمنية التي جرت الأسبوع الماضي بالفشل، واشتكوا من الوضع المسدود، قائلين إنه من غير المجدي الاستمرار بعد أن استبعدت الولايات المتحدة والناتو بشدة المطالب الرئيسية لروسيا، ألا وهي منع أوكرانيا وجورجيا ودول أخرى بما في ذلك السويد وفنلندا من الانضمام إلى الناتو إلى الأبد“.
وتابعت أن ”الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ينتظر الآن ردودا مكتوبة من واشنطن والناتو على مطالبه التي تتضمن ضمانات أمنية شاملة، بما في ذلك اشتراطه سحب الناتو قواته من دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق“.
وتساءلت الصحيفة بشأن ما يترتب على فشل المحادثات وتأثيره على مستقبل أوروبا بالقول: ”يرى محللون عسكريون أن فشل المحادثات يعني زيادة خطر الحرب، مشيرين إلى التحركات الأخيرة لوحدات لوجستية عسكرية ووحدات هليكوبتر هجومية تشير إلى أن روسيا جادة في قتال محتمل“.
واستطردت بالقول إن ”بوتين لفت انتباه الناتو، حيث فاز بتنازلات من الولايات المتحدة التي عرضت وضع مناقشات حول نشر الصواريخ والقيود المفروضة على الصواريخ المتوسطة المدى في أوروبا على الطاولة، ما قد يؤدي إلى إحياء جوانب من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى، التي تخلت عنها واشنطن في 2019 لكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لبوتين“.
وفي تساؤل آخر بعنوان ”هل كان كل ذلك ذريعة روسية لخوض الحرب“، أفادت ”واشنطن بوست“ بأن ”هذا ما يخشاه المحللون، حيث كانت الدبلوماسية الروسية هذه المرة غريبة، فهي ليست النهج المعتاد للمفاوضات المعقدة والمطولة حول الأمن والحد من التسلح التي تتم عادة خلف أبواب مغلقة، وأن إطلاقها للمطالب الكاسحة، وإصرارها على اتفاق سريع، ووصفها للمحادثات بالفشل، كلها أسباب تختلقها موسكو لبناء ذريعة للقيام بعمل عسكري، ويقول مسؤولون أمريكيون إن روسيا لديها سجل حافل في وضع عمليات كاذبة كذريعة للغزو“.
وحول تأثير هجوم روسي كبير ضد أوكرانيا على مستقبل أوروبا، رأت أن ”مثل هذا الهجوم يمثل تحديا مباشرا للنظام الدولي الذي دعم السلام الأوروبي منذ قانون هلسنكي النهائي بمعاهدة 1975 التي أكدت أن الدول متساوية ويجب ألا تستخدم القوة أو التهديدات“.
واختتمت ”واشنطن بوست“ تقريرها قائلة إن ”روسيا هددت بالرد على الأمن الأوروبي من خلال نشر صواريخ بالقرب من أوروبا إذا تعرضت لعقوبات جديدة، ومع اعتماد أوروبا على روسيا للحصول على 41% من غازها، يمكن لموسكو أن تضغط على إمداداتها من الطاقة وتبحث عن أشكال أخرى من الضغط، مثل الهجمات الإلكترونية أو المعلومات المضللة أو استغلال الأزمات، مثل تجديد تدفق المهاجرين إلى أوروبا“.
استغاثة إنسانية من أطباء تيغراي
قالت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية إن الأطباء في مستشفى إقليم تيغراي الرئيسي ناشدوا حكومة آبيي أحمد السماح بنقل إمدادات الأنسولين جواً إلى المنطقة، محذرين من أن مخزونهم سينفد في غضون أسبوع وأن مرضى السكري من النوع الأول الذين تقدر أعدادهم بالآلاف معرضون لخطر الموت المؤلم، وسط انعدام الغذاء والوقود والأدوية في الصراع المستمر منذ 14 شهرا.
وأضافت الصحيفة أنه ”تم إبلاغ الموظفين في المستشفى بعاصمة الإقليم، ميكيلي، أنه ليس لديهم سوى 150 قارورة من الأنسولين ولا توجد أدوية لمرض السكري عن طريق الفم، حيث يحذر الأطباء من أن هذا العدد محدود للغاية وسيسمح لهم فقط بخدمة المرضى المحتاجين لأقل من أسبوع“.
ونقلت الصحيفة عن بيان نشره الاتحاد الدولي للسكري (آي. دي. إف) عبر موقعه الإلكتروني قوله: ”هناك دائما الكثير من الأخطاء في النزاعات، لكننا نشعر بأن حرمان المدنيين الأبرياء من الرعاية الطبية تحت أي ظرف من الظروف أمر غير أخلاقي. نحن نناشد المتخصصين في الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم المساعدة في تجنب هذا النقص من الأدوية المهمة للغاية والتي تنقذ الأرواح“.
وتتهم الأمم المتحدة رئيس الوزراء آبيي أحمد بفرض حصار فعلي على الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 7 ملايين شخص لحرمانه من الموارد الأساسية بما في ذلك الغذاء والوقود والإمدادات الطبية. وفي الأسبوع الماضي، هاجم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السلطات الإثيوبية واتهمها بأنها تحرم شعبها لأكثر من عام من الغذاء والدواء.
إسرائيل تورد الغاز إلى لبنان
أفادت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ العبرية بأن تقريراً نُشر في وسائل إعلام إسرائيلية السبت زعم أن تل أبيب تعتزم تزويد لبنان بالغاز الطبيعي عبر الأردن، متسائلة حول ما إذا كان النظام السوري أو حزب الله اللبناني قد يستفيدان من مثل هذه الصفقة أم لا.
وجاء في تقرير للصحيفة أن ”التقرير الذي نشر على القناة 12 الإسرائيلية ادعى أن هذه الصفقة الرفيعة المستوى كانت مدعومة من قبل الولايات المتحدة وأنها كانت سرية، ويبدو أن لروسيا رأيا أيضا، لأن الغاز قد يمر عبر الأردن ثم سوريا وصولاً إلى لبنان، وأن هذه الصفقة يمكن أن تؤدي إلى تمكين النظام السوري وحزب الله بطريقة ملتوية، لكنها رأت في الوقت نفسه أنها ستؤدي أيضا إلى استقرار المنطقة، وربط لبنان بسوريا والأردن وبالتالي تقليل الصراعات“.
وقالت إن ”جهود الولايات المتحدة لإيجاد طريقة لمساعدة لبنان على تجنب أزمة الطاقة المالية من خلال جلب الغاز ومصادر الطاقة من مكان ما كانت موجودة منذ شهور، لكن الجديد هنا هو مشاركة إسرائيل، وليس من الواضح تماما ما إذا كان مصدر بديل للطاقة للبنان خارج السيطرة المباشرة لحزب الله وإيران لا يفيدهما أيضا“.
وأنهت ”جيروزاليم بوست“ تقريرها بالقول إنه ”حتى الآن لا يوجد دليل على أن حرب المناقصات بين إيران والولايات المتحدة، أو شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، لتزويد لبنان باحتياجات الطاقة ستقضي على إيران أو تقلل من دور حزب الله، فقد أرادت دول إقليمية مثل مصر والعراق والأردن، إيجاد طريقة لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية ودعم استقرارها، وكان المغزى إبعادها عن إيران فهل تتمكن دول أخرى بمساعدة روسيا، من تطبيق نفس النهج في لبنان عن طريق الطاقة؟“.
المصدر: إرم.