صحف عالمية: أوروبا تطالب بدور في الأزمة الأوكرانية.. وتحذيرات من حرب “كارثية” مع إيران
تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء، أهم القضايا على الساحتين الدولية والعربية، حيث حذرت صحف من خوض حرب مع إيران في الشرق الأوسط، بالدعوة إلى اتفاق دبلوماسي، فيما سلطت صحف الضوء على طلب الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى طاولة المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية.
ونشرت صحف أخرى تقارير ترصد تزايد عنف سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.
دور أوروبي في الأزمة الأوكرانية
ذكرت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية أن ”الاتحاد الأوروبي يطالب بمقعد في محادثات الأزمة الأوكرانية أسوة بالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، حيث تستعد روسيا لعقد مباحثات مع الأخيرين في الأسبوع المقبل“.
ورأت الصحيفة أن ”الطلب الأوروبي يأتي بسبب تهميشه مع استمرار الانقسامات الداخلية للتكتل المنقسم بشأن الدفاع ودور التحالف العسكري، بعد أن نجح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في التنكيل بدور الاتحاد لصالح المحادثات مع واشنطن والأطلسي فقط“، على حد تعبيرها.
وقالت الصحيفة البريطانية إن ”مسؤولي الاتحاد الأوروبي يعربون عن إحباطهم من الطريقة التي تم بها ترتيب المفاوضات في جنيف وبروكسل، حيث من المقرر أن يناقش المسؤولون الروس أمن أوكرانيا والقارة الأوروبية بأكملها، مع نظرائهم من كل من واشنطن والتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، دون وجود أي دور للتكتل“.
وأضافت: ”يرى مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن التهميش سلط الضوء على افتقار بروكسل للنفوذ في السياسة الخارجية، وسط وجهات نظر متباينة حول كيفية التعامل مع روسيا والخلافات الداخلية حول السياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، مشيرين لعدم قدرة أعضائها الـ27 على الاتفاق على بيان مخطط منذ فترة طويلة للتعاون مع حلف الأطلسي“.
وتابعت: ”يقول وزير رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي عن الجدل حول التعاون مع الأطلسي، إن هذه ليست ممارسة نظرية في الوقت الحالي، بل إنها تتعلق بالتهديدات الحقيقية“.
وأشار إلى أن ”السياق الحالي يكشف الانقسامات داخل الاتحاد ويجعله أقل قدرة على الرد على روسيا كوحدة واحدة“.
وكانت موسكو، التي حشدت أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، أصدرت قائمة بالمطالب الأمنية للغرب وهددت بعمل عسكري إذا تم تجاهلها، من بينها عدم عرض ”الأطلسي“ وواشنطن عضوية لأوكرانيا، بالإضافة لتقييد انتشار الحلف في دول الاتحاد الأوروبي القريبة من روسيا.
وأردفت الصحيفة: ”يرى محللون أن الدور المحدود للاتحاد الأوروبي في المناقشة مع موسكو هو انعكاس طبيعي لافتقاره إلى الوحدة، موضحين أن موسكو ليس لديها أي مصلحة حرفيًا في التعامل مع التكتل على هذا النحو“.
ودعت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية لضرورة الاهتمام بالتحركات الروسية علي الحدود الأوكرانية، حيث تتعمد موسكو إظهار قوتها للعالم أجمع، بالإضافة إلى أنها على دراية بأنه يتم رصد صور عبر الأقمار الصناعية لاحتشاد الجيش على مناطق متفرقة من الحدود مع كييف.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين استخباراتيين، قولهم ”إن عمليات الانتشار الروسية شمال أوكرانيا تبدو مهمة، لأنها ليست في موقع للرد على الهجمات التي يقول الجيش الروسي إن القوات الأوكرانية تستعد لتنفيذها في منطقة دونباس، جنوب شرق أوكرانيا“.
وذكرت الصحيفة، وفقا للمحللين، أن التدريبات الواسعة النطاق التي أجرتها القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا في الربيع الماضي ربما كانت محاولة لإجبار المراقبين على وجود القوات الروسية في المنطقة ”حتى يواجهوا صعوبة في معرفة الفرق بين التدريب والاستعدادات للحرب“، مشيرين إلى أن ”الغزو“ قد ينفذ في أي وقت وسيكون مفاجئا.
”كارثة“ الحرب مع إيران
رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أنه ”لا يزال لدى الإدارة الأمريكية والإيرانية الحاليتين حوافز للتوصل لاتفاق، وبالأخص لدي إيران التي تحتاج لتخفيف العقوبات الاقتصادية الضارة“، معتبرة أن ”الديناميكية المؤسفة بين واشنطن وطهران جعلت الاتفاق بعيد المنال“.
وذكرت المجلة أن ”إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أضاعت فرصة لإبرام صفقة مع الإدارة الإيرانية البراغماتية السابقة لحسن روحاني، عندما كانت بطيئة في صياغة موقفها التفاوضي ثم حاولت إضافة مسائل غير نووية إلى جدول الأعمال“.
وأضافت أن ”حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أعطت سببًا إضافيًا لعدم الثقة في واشنطن، وفي موقف يعكس جزئيًا الموقف الذي اتخذه الرئيس السابق، دونالد ترامب، تجاه عمل سلفه باراك أوباما“.
وتابعت المجلة أنه مع ”استئناف المحادثات في فيينا حول إعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة، لا يزال هناك سبب كافٍ للأمل في نجاح المفاوضات“.
ودعت المجلة إلى ”تبني سياسة جديدة مع طهران“، بالقول: ”أظهرت الأعوام الثلاثة التي تلت انسحاب ترامب من الاتفاقية أن سياسة الضغط الأقصى كانت فاشلة من جميع النواحي.. إن تسريع إيران في تخصيب اليورانيوم جعلها أقرب بكثير إلى القدرة على صنع سلاح نووي إذا اختارت أن تفعل ذلك.. وأصبح سلوك إيران في المنطقة أكثر عدوانية، حيث ساهم تراجع واشنطن في إقامة نظام إيراني أكثر تشددًا“.
وسلطت المجلة الضوء على ”كارثة“ أكثر خطورة من امتلاك إيران لسلاح نووي، وقالت ”إن حربا جديدة في الشرق الأوسط بمشاركة الولايات المتحدة لمنع وجود سلاح نووي إيراني، ستتسبب في هلاك المنطقة وتجعل العالم أسوأ حالا“.
وتابعت: ”إن شن مثل هذه الحرب سيكون عملا عدوانيًا يتعارض مع القانون الدولي والتزامات الولايات المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة.. سيموت العديد من الأبرياء، خلال العمليات العسكرية“.
وأضافت: ”سترد إيران من خلال الطرق العديدة المتاحة لها، بما في ذلك الهجمات المباشرة وغير المباشرة على الأفراد الأمريكيين في أماكن مثل العراق، وحليفها اللبناني حزب الله قادر على إطلاق الصواريخ على إسرائيل.. ستتراجع الخطوات الواعدة نحو تخفيف حدة التوترات في المنطقة، وستتضاعف احتمالات انتشار الأعمال العدائية“.
واختتمت: ”تجنب امتلاك إيران لسلاح نووي هو هدف جدير بالاهتمام، لكنه يجب أن يتم من خلال اتفاق دبلوماسي جديد يستغل انفتاح إيران على التخلي عن مخططها النووي مقابل رفع العقوبات التي تضر بها أكثر من نفعها.. مثل هذا الاتفاق سيكون مربحاً لجميع الأطراف“.
تزايد العنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين
نقلت صحيفة ”إندبندنت“ البريطانية عن منظمة ”بتسليم“ الإسرائيلية، قولها إن ”قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت أكثر من 300 فلسطيني في العام الماضي، بينهم أكثر من 5 أطفال، في أكثر عام دموية على الإطلاق منذ 2014، بسبب سياسة فتح النار الفتاكة والمتعسفة“.
وذكرت الصحيفة، نقلا عن المنظمة الإسرائيلية، أن ”ما يقرب من 900 فلسطيني، بينهم 463 طفلا، شردوا في عام 2021 بعد أن دمرت قوات الاحتلال مئات المباني السكنية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وهي أعلى حصيلة منذ عام 2016“.
وأضافت: ”تقول المنظمة إن المسؤولين الإسرائيليين يدافعون عن سياسة إطلاق النار، من خلال الإصرار على استخدامها كملاذ أخير وفقًا للقانون الإسرائيلي والدولي، وهذا يعني أنه يجب أن يكون متناسبًا أو يتم نشره على سبيل المثال عندما تكون الأرواح في خطر داهم“.
وأوضحت الصحيفة أن ”السلطات الإسرائيلية تهدم بانتظام منازل الفلسطينيين، بزعم عدم وجود تصاريح بناء إسرائيلية“، ومع ذلك، تقول المنظمة الحقوقية إن ”تأمين التصاريح شبه مستحيل على الفلسطينيين، حتى لو تم البناء على أرض مملوكة ملكية خاصة، مما يترك العائلات بلا خيار سوى البناء دون إذن“.
وقالت إنه، بحسب المنظمة، فإن ”عمليات الهدم هذه ليست مسألة إنفاذ قانون كما تدعي إسرائيل، ولكنها مصممة لتغيير التركيبة السكانية.. إن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي يعيق التنمية الفلسطينية في أجزاء شاسعة من الضفة الغربية المحتلة، بينما يبني بشكل مكثف للمستوطنين“.
وأضافت: ”تقول المنظمة في تقريرها إنها سجلت تصاعدا في عنف المستوطنين العام الماضي.. فقد حققت في 336 حادثة“.
وتشير المنظمة إلى أن ”الحوادث توضح بجلاء أن عنف المستوطنين ليس مبادرة خاصة بل أداة أخرى أقل رسمية يستخدمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي للسيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية“.
المصدر: إرم.