عقد جديد لتصدير الغاز الأذربيجاني إلى تركيا.. إنذار خطير لإيران
ينتهي العقد الحالي لتصدير الغاز الإيراني إلى تركيا في عام 2026، رغم عدم وجود حديث حتى الآن بشأن تمديده؛ بعدما رأت تركيا أن إيران لم تعد مورداً موثوقاً.
وأشار تقرير نشرته هيئة الاذاعة البريطانية باللغة الفارسية، الأحد، بعنوان ”عقد جديد لتصدير الغاز الأذربيجاني إلى تركيا: إنذار خطير لإيران“، إلى أن ”أنقرة رفعت دعوى قضائية ضد إيران مرارا وتكرارا في المحاكم الدولية بسبب ارتفاع الأسعار أو انقطاعه في الأشهر الباردة من العام، وفي الوقت نفسه تحاول روسيا وأذربيجان زيادة حصتهما في سوق الطاقة التركي، الأمر الذي يجعل مستقبل صادرات الغاز الإيراني إلى تركيا في خطر؟“.
وأضاف التقرير الذي كتبه الخبير الإيراني في شؤون الطاقة ”أميد شكري“: ”يلعب تنويع موارد الطاقة دورا مهما في سياسة الطاقة وأمن الطاقة في تركيا“، مبيناً أن ”الأخيرة قامت في السنوات الأخيرة، بالاستثمار بكثافة في البنية التحتية للطاقة، بالإضافة إلى الاهتمام بالطاقة المتجددة من خلال الاستثمار في الغاز الطبيعي و ”LNG“ (الغاز الطبيعي المسال) لزيادة السعة التخزينية للغاز الطبيعي وكذلك البناء، وقد قام الغاز الطبيعي المسال بذلك في بعض المدن الساحلية“.
ولفت أميد شكري إلى أن ”تركيز الحكومة على قطاعي الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال، جعل أنقرة واحدة من أكبر مستوردي الغاز الطبيعي المسال الأمريكي في المنطقة“.
وتعتبر روسيا وإيران وأذربيجان من الدول المزودة الرئيسية للغاز الطبيعي التركي، ومع إطلاق مشروع ”ترك ستريم“، تحاول روسيا ليس فقط الحفاظ على حصتها في سوق الغاز الطبيعي التركي، ولكن أيضا زيادة حصتها في السوق قدر الإمكان.
كما تقوم شركة روسيا أتوم ببناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا.
وتحدث التقرير عن تعويض تركيا للغاز الإيراني الذي حدث العام الماضي، بعد انفجار خط أنابيب الغاز الإيراني إلى تركيا، الذي قيل إن قوات حزب العمال الكردستاني المعارضة هي التي نفذته.
وقال ”في إجراء جذري، قطعت أنقرة واردات الغاز من إيران لمدة ثلاثة أشهر وتمكنت من تعويض نقص الغاز الإيراني في سوق الغاز الطبيعي من خلال زيادة واردات الغاز الطبيعي من جمهورية أذربيجان“.
وأضاف التقرير أن ”اكتشاف تركيا لموارد الغاز الطبيعي في البحر الأسود الصيف الماضي يعد إنذارا خطيرا لإيران، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل صادرات الغاز الإيراني إلى تركيا“.
عقد الغاز الجديد
وتحدث التقرير عن عقد جديد بين تركيا وجمهورية أذربيجان بشأن الغاز، وذكر أن ”تركيا استوردت حوالي 3.479 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب و 568 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في يوليو/ تموز الماضي“، وفقا لهيئة تنظيم سوق الطاقة التركية.
وخلال هذه الفترة، زادت واردات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب بنسبة 33.7٪ وواردات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 11.8٪.
وبذلك ارتفع إجمالي واردات الغاز الطبيعي في يوليو/ تموز الماضي بنسبة 1.30 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وبلغ 4 مليارات و 47 مليون متر مكعب.
وفي يوليو/ تموز الماضي، كان أكبر استيراد للغاز الطبيعي من روسيا 2 مليار 305 ملايين متر مكعب، وبعد روسيا، جاءت إيران بـ 633 مليون متر مكعب والجزائر بـ 568.5 مليون متر مكعب في المرتبة التالية.
وخلال هذه الفترة، زادت الواردات من روسيا والجزائر بنسبة 173.5 في المئة و 46.6 في المئة على التوالي، وانخفضت واردات الغاز من إيران بنسبة 4.7 في المائة.
وفي الآونة الأخيرة، أشار وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونمز، في مقابلة مع إحدى قنوات التلفزيون التركي(NTV)، إلى الخطط المستقبلية للحكومة التركية في قطاع الطاقة.
وقال ”إن تركيا ستبدأ عمليات التنقيب بالقرب من حقل غاز ساكاريا في البحر الأسود العام المقبل وستكتشف على الأرجح موارد غاز جديدة من هذا الحقل“.
وفي إشارة إلى الدور المهم لجمهورية أذربيجان في أمن الطاقة لتركيا، أشار الوزير دونمز إلى إبرام اتفاقية جديدة مدتها ثلاث سنوات بين البلدين لزيادة واردات الغاز من هذا البلد.
ووفقا للاتفاقية، وافقت أذربيجان على توريد 11 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا بحلول عام 2024.
وسيتم توفير هذه الكمية من الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب الغاز باكو – تبيليسي – أرزروم، وتم التوقيع على الاتفاقية في وقت تواجه فيه معظم الدول الأوروبية أزمة طاقة، وسيزداد حجم الأزمة في الأشهر المقبلة.
وبالنظر إلى العلاقات الجيدة بين حكومة رجب طيب أردوغان وروسيا وأذربيجان، من المتوقع أنه إذا احتاجت تركيا في شتاء هذا العام، فإن هذه الدول ستزود تركيا بالغاز الذي تحتاجه ولن تواجه أنقرة أزمة طاقة خطيرة.
ومع ذلك فقد تضاعف سعر الغاز الطبيعي في البلاد منذ يناير الماضي، ومن الطبيعي أنه في الأشهر المقبلة ستكون هناك إمكانية لزيادة الغاز الطبيعي في هذا البلد.
مستقبل صادرات إيران إلى تركيا
وتناول تقرير ”بي بي سي“ باللغة الفارسية مستقبل صادرات الغاز الإيراني إلى تركيا، مشيراً إلى أن ”صناعة الطاقة الإيرانية تواجه حاليا العديد من المشاكل، بسبب استمرار العقوبات وارتفاع مستوى الاستهلاك المحلي للغاز الطبيعي وسط مخاوف بشأن عجز الحكومة عن توفير الغاز المطلوب خلال الأشهر الباردة من العام“.
وأعلن وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، عن عجز يومي قدره 200 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في الشتاء، ما يعني نقصا في الغاز في الشبكة الوطنية وزيادة انقطاع التيار الكهربائي في الأشهر المقبلة.
وبالنظر إلى الشروط المذكورة أعلاه، من المتوقع أن تنخفض كمية صادرات الغاز إلى تركيا والعراق، وهما المقصدان الرئيسيان لصادرات الغاز الإيراني، في الأشهر المقبلة.
وخلص التقرير إلى أن ”إيران لم تكن مورداً موثوقا لتركيا، ورفعت أنقرة دعوى قضائية ضد إيران مرارا في المحاكم الدولية بشأن سعر الغاز المستورد والغاز المقطوع في الأشهر الباردة من العام. وبحسب حكم المحاكم الدولية، اضطرت إيران أيضا إلى دفع تعويضات لتركيا“.
وأضاف التقرير أن العقد الحالي لتصدير الغاز الإيراني إلى تركيا ينتهي في عام 2026، وحتى الآن كانت هناك عدة محادثات بين الجانبين لتمديد العقد الحالي، لكن هذه المحادثات لم تكن ناجحة“.
ورأى التقرير أنه ”من أجل الحفاظ على حصتها في سوق الغاز التركي، يتعين على إيران إدراج الشروط التي وضعتها تركيا في العقد الجديد“.
المصدر: إرم.