أخبار

تقرير: تركيا بنت 131 سجنًا جديدًا منذ محاولة انقلاب 2016 لاستيعاب آلاف المعارضين

قالت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية إن تركيا بنت، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، نحو 131 سجنًا جديدًا لاستيعاب آلاف معارضي نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكشفت المجلة عما أسمتها تحديثات واسعة النطاق قام بها نظام أردوغان في السجون التركية، التي يختفي فيها المعارضون للحكومة.

وقالت المجلة، في تحقيق استقصائي نشرته، اليوم الأحد، على موقعها الإلكتروني: ”على مدار سنوات، كان أحد أبرز النشطاء الأتراك في مجال حقوق الإنسان، وهو عمر فاروق جيرجيرليوغلو، يتحدث أمام البرلمان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حول الانتهاكات والتعذيب، وعمليات الاعتقال التي تتم في توقيت متأخر من الليل، على أيدي حكومة الرئيس أردوغان“.

مأساة نائب معارض

وأضافت المجلة: ”لكن وفي توقيت بعد منتصف الليل، في الثاني من نيسان/أبريل الماضي، فإن عمر فاروق جيرجيرليوغلو، عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، وجد أن دوره قد حان، فقد انتظرته الشرطة على باب منزله، ومعها أمر الاعتقال“.

ونقلت المجلة عن ”صالح جيرجيرليوغلو“، نجل المعارض البارز، قوله: ”بدأ الأمر بقدر كبير من الأدب، ولكننا وجدنا أنفسنا نصرخ عندما بدأت الشرطة بجر والدنا بعيدًا.. اختفى فجأة، وأدركنا بعد ذلك أنهم لم يمهلوه حتى ليرتدي حذاءه“.

وأشارت المجلة إلى أنه بعد تجريده من حصانته، في آذار/مارس الماضي، فإن النائب البالغ من العمر 55 عامًا تم اتهامه بنشر ”أجندة إرهابية“، من خلال سلسلة من التغريدات التي نشرها على موقع التواصل الاجتماعي ”تويتر“ العام 2016، عندما انتقد انسحاب الحكومة التركية من مباحثات السلام مع الأكراد، في إشارة إلى مفاوضات السلام التي أجرتها أنقرة مع حزب العمال الكردستاني التركي.

وبحسب التقرير، قال نجل المعارض: ”كانت جريمة والدي إذاعة تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان أمام البرلمان، لقد كان واحدًا من القلة التي كانت قادرة على نشر روايات ضحايا التعذيب داخل السجون“.

ومضت ”فورين بوليسي“ تقول: ”بعد اعتقاله، فإن عمر فاروق جيرجيرليوغلو انضم إلى سلسلة من السجناء السياسيين في تركيا، الذين تضخمت أعدادهم منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، ليلة 15 يوليو 2016، ما أدى إلى مقتل المئات، وإثارة الرعب في المجتمع التركي، وتسبب أيضًا في حملة القمع ضد الأصوات المعارضة“.

صور الأقمار الصناعية تفضح حكومة أردوغان

وكشفت المجلة الأمريكية أن صور الأقمار الصناعية أكدت بناء تركيا لـ 131 سجنًا، خلال الفترة من يوليو 2016 إلى مارس 2021، في الوقت الذي أشارت فيه وثائق وزارة العدل التركية وتقارير إعلامية أخرى إلى أن هناك أكثر من 100 سجن آخر يتم النظر في بنائها من جانب حكومة الرئيس التركي أردوغان.

وأردفت قائلة: ”معدل البناء الحالي أكثر من ضعف ما كان عليه خلال السنوات الأربع التي سبقت الانقلاب الفاشل، في الوقت الذي كانت فيه الاعتقالات الجماعية، والسجن السياسي، في تركيا تثير القلق الدولي“.

وذكرت المجلة: ”ازداد حجم السجون وعددها.. ارتفعت المساحة الأرضية للسجون التي تم بناؤها بعد 2016 بنسبة 50% في المتوسط، مقارنة بالفترة السابقة“.

وقالت: ”مع الصور التي نشرتها الحكومة ووسائل الإعلام المحلية، فقد ظهرت كتل السجون المكونة من 3 طوابق لتحل محل التصاميم المكونة من طابقين والتي كانت منتشرة قبل الانقلاب، بالإضافة إلى منشآت جديدة وقديمة وفق ما أظهرته الأقمار الصناعية“.

وأشارت المجلة إلى أن تركيا لا تخفي على الإطلاق مخططاتها للتوسع في بناء السجون، وإقامة منشآت مترامية الأطراف في مناطق نائية من البلاد“، لافتة إلى خطط لبناء واحدة من أكبر مجمعات السجون في العالم، مع سطوة حكومية واسعة في معاقبة المعارضين“.

ارتفاع كبير في القدرات الاستيعابية للسجون

وأضافت المجلة الأمريكية بقولها: ”سمحت السجون الجديدة للحكومة التركية برفع عدد نزلاء السجون من 180 ألفًا إلى 300 ألف بنهاية العام 2019.

وللمرة الأولى، أصبح عدد السجناء في تركيا، العام الماضي، الأكبر على الإطلاق ضمن دول المجلس الأوروبي البالغ عددها 47 دولة“.

ومضت تقول: ”لم يرد ممثل من وزارة العدل التركية على طلبات مقابلة متعددة للرد على ما ورد في هذا التحقيق، ولكن وزير العدل ”عبدالحميد غول“ وصف علانية السجون التركية الجديدة بأنها مطلوبة بشكل عاجل، من أجل حل مشكلة الاكتظاظ المزمن للسجناء، والمساعدة في إغلاق عشرات المنشآت القديمة“.

وتابعت بقولها: ”في أعقاب محاولة الانقلاب، العام 2016، أعلنت تركيا حالة الطوارئ، ومنحت أردوغان سلطات واسعة لفصل مئات الآلاف من الموظفين العموميين، وحظر التجمعات العامة، واعتقال المعارضين“.

ونقلت المجلة عن الصحفي التركي الاستقصائي ”سيجديم توكر“ قوله: ”بشكل أقل وضوحًا، ساعد قانون الطوارئ على إزالة قيود الميزانية، وتقسيم المناطق لبناء السجون، مما سمح لأنقرة بإصدار عقود بناء سجون سريعة للشركات المقربة من الحكومة التركية“.

وأضاف ”توكر“: ”الحكومة التركية تقول ببساطة إنه يتم القيام بإحلال السجون القديمة، ولكن المنشآت القديمة والمتهالكة أصبح يتم التعامل معها على أنها مجمعات سجون واسعة النطاق، وتأتي في ظل الخطة القائمة على سجن عدد أكبر من الناس“.

وبحسب التحقيق الاستقصائي الذي أجرته ”فورين بوليسي“، فإن مجمع سجن ”سينكان“، الواقع خارج العاصمة التركية أنقرة، هو المكان الذي سجن فيه ”جيرجيرليوغلو“، في أبريل الماضي.

ومنذ العام 2016، ارتفع حجم سجن ”سينكان“، وازدادت طاقته الرسمية بنحو 60%، من 6500 إلى حوالي 10 آلاف و900 نزيل، وتمت إضافة 4 مجمعات كبيرة إلى الموقع، ما يضع الحجم الإجمالي لسجن ”سينكان“ على 420 فدانًا، أي نصف مساحة الحديقة المركزية أو ”سنترال بارك“ في نيويورك.

استثمارات هائلة

وقالت المجلة إن هناك مجمعات سجون تنتشر في جميع أنحاء تركيا، وعلى سبيل المثال مدينة ”أكساراي“، التي يسكنها 423 ألف مواطن، شهدت بناء سجن يتسع إلى 6 آلاف سجين، باستثمارات تصل إلى 145 مليون دولار، بحسب قيمة الليرة التركية العام 2017، في أكبر استثمار تشهده المدينة في تاريخها.

وأشارت إلى أن المزيد من السجون في الطريق، حيث يخطط المسؤولون لإنشاء مرفق يضم 15 ألف سجين في مقاطعة ”بورصا“ الشمالية الغربية.

وقالت المجلة إنه سيكون المجمع من بين أكبر المجمعات في العالم، مساويًا في قدرته سجن ”رايكرز أيلاند“، أكبر مجمع للسجون في الولايات المتحدة، وسيكون أكبر من مجمعات الاعتقال التي قامت الحكومة الصينية ببنائها للأقليات المسلمة في مقاطعة ”شينغ يانغ“.

وبحسب ”فورين بوليسي“، فإن الطفرة التي شهدها بناء السجون في تركيا، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، العام 2016، رفعت القدرة الاستيعابية للسجون في تركيا بنسبة 70%، لتصل إلى 320 ألف سجين، مقارنة بـ160 ألف سجين العام 2016.

المصدر: إرم نيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى