في ذكرى “مذابح الأرمن”.. الإدارة الذاتية: لتركيا سجل حافل بالمجازر والإبادات
أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بياناً في ذكرى الإبادة الجماعية التي ارتكبها العثمانيون ضدَّ الأرمن منذ أكثر من قرن، واصفةً تلك الإبادة بأنها «الأكثر إجراماً في القرن العشرين»، مؤكدةً أن لدى تركيا سجل حافل بالمجازر والإبادات سواء في أيام السلطنة العثمانية البائدة أو في أيام الدولة التركية الحديثة، داعيةً الشعوب إلى النضال معاً ضد مخططات التصفية والإبادة التي تريدها تركيا، مطالبةً المجتمع الدولي بمحاسبة تركيا على الأفعال والممارسات التي اقترفتها ولا تزال تقترفها في المنطقة.
وقالت الإدارة الذاتية في بيانها: «لدى الدولة التركية سجل حافل بالمجازر والإبادات التي قامت بها في المنطقة ضد الشعوب سواء أيام السلطنة العثمانية البائدة، أو في أيام الدولة التركية الحديثة التي تأسست على يد أتاتورك ولا يزال كل من تولى سدة الحكم في تركيا سائراً على ذات النهج والفكر».
وأضافت: «يُصادف الرابع والعشرين من نيسان ذكرى مؤلمة لعموم المنطقة كونها شهدت جينوسايد وإبادة حقيقية بكل همجية للشعب الأرمني- السرياني الآشوري على يد العثمانيين في فترة الحرب العالمية الأولى. هذه المجازر التي أدت إلى التهجير والقتل والنفي والاعتقال ما يعتبر من المجارز الأكثر إجراماً في القرن العشرين».
وتابعت: «إضافة لذلك، وبما أن العثمانية سلطنة قائمة على الإبادات، فإن لها تاريخ في الكثير من المجازر بحق الكرد أيضاً من مجزرة زيلان التي قامت بها الدولة التركية ضد الكرد في باكور كردستان عام 1930، كذلك مجزرة ديرسم حيث وقعت بين عام 1937 و1939 والتي دمرت المدينة بشكل كامل، بالإضافة لمجازر اشتهرت بها العثمانية ضد العرب من مجزرة المرجة 1916، إلى مجزرة ذبح عشرة آلاف مصري في يوم واحد عام 1517، كذلك مذبحة كربلاء بحق الثوار ضد العثمانية 1842 أيضاً مجازر الجوازي في مدينة بنغازي في ولاية برقة وقتها شرقي ليبيا وذلك في سنة 1816 حيث قتل فيها أكثر من عشرة آلاف فرد من قبيلة واحدة على يد العثمانيين».
وأردفت: «هذه المجازر اليوم تتكرر بذات الوتيرة في سوريا والمنطقة عامة، وما تفعله تركيا ومرتزقتها اليوم ما هو إلا إحياء فعلي لذلك الموروث التاريخي الذي يتوارثه حكام تركيا، حيث يجهدون في إثبات تاريخهم الدموي، لذا كانت تركيا سباقة في التحالف مع داعش ودعمها في الفترة التي ظهر فيها وحتى الآن، كون داعش تمثل الوجه الحقيقي لتركيا وتترجم أفعالها لذا التقت تركيا وداعش على وحدة الهدف وهو الإبادة والقتل والتدمير».
وقالت: «في ذكرى مجازر الأرمن التي استهدفت الأرمن والسريان الآشور عام 1915 نستذكر جميع الضحايا ونؤكد على أن كل الشعوب الأصيلة في المنطقة قد مرت بهذه المجازر، لذا فوحدة هذه الشعوب اليوم حاجة ماسة من أجل الصمود ومنع حدوث هكذا مجازر من جديد».
واستطردت الإدارة الذاتية بالقول: «تركيا تحارب كل الشعوب التي تناضل اليوم من أجل قرارها وإرادتها، لذا فالحل الأمثل هو أن تناضل الشعوب معاً ضد مخططات التصفية والإبادة التي تريدها تركيا وإلا فإنها ستسعى لتكرار ما حدث في التاريخ وبنفس العقلية والمنهج».
وتابعت: «كما ندعو المجتمع الدولي لمحاسبة تركيا على كامل الأفعال والممارسات التي اقترفتها ولا تزال في المنطقة من تلك المجازر التي مرت عليها مئات السنوات إلى المجازر التي تفعلها اليوم في كل مكان تطاله يدها، خاصة في الفترة الحديثة والتي تحالفت فيها علناً مع القوى والمنظمات الإرهابية من داعش ومثيلاتها وتقوم بعمليات القتل والتهجير القسري والإبادة وعلى كافة المستويات، حيث عفرين وسري كانيية- رأس العين وكري سبي- تل أبيض تتعرض اليوم للمجازر ذاتها وتتشارك مع الأرمن والعرب والكرد في باكور بأنها تُباد ويتم تهجير أهلها على يد ذات الجلاد وذات المجرم».
وقالت: «نؤكد أيضاً بأن نموذج الإدارة الذاتية المستند في جوهره على التعايش المشترك وأخوة الشعوب ومشروع الأمة الديمقراطية كفيل بتحقيق وحدة الشعوب وتكاتفها والنضال المشترك ضد كل المخططات التي تريد التصفية والإبادة بحق أي شعب أو مكون».
وختمت الإدارة الذاتية بيانها بالقول: «في حضرة الملايين من الضحايا الذين قضوا على يد العثمانية وأسلافها اليوم نؤكد مضينا على خط النضال من أجل وحدة الشعوب وحقوقها في محاسبة كل من له يد في هذه الإبادات قديماً وحديثاً».
المصدر: آدار برس.