صحف عالمية: تحول عسكري أمريكي لتشكيل جبهة موحدة ضد إيران.. وصدام جديد بين ترامب والكونغرس

تناولت صحف عالمية صادرة، السبت، العديد من الملفات ذات الاهتمام، التي جاء أبرزها التحركات الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لتعزيز التحالف العربي الإسرائيلي ضد إيران، إضافة إلى نتائج خفض التواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان، والقلق الذي يهيمن على الهند نتيجة تفشي فيروس جديد.

مظلة أمريكية شاملة تتضمن إسرائيل لمواجهة إيران

ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن ترامب أمر القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط بالتوسع وضم إسرائيل إلى مظلتها، وذلك في إجراء تنظيمي يأتي في اللحظات الأخيرة من ولاية الرئيس الحالي، ويستهدف إعادة تنظيم هيكل الدفاعات الأمريكية، الذي دعت إليه الجماعات الموالية لإسرائيل طويلا، لتشجيع التعاون ضد إيران.

وقالت الصحيفة: ”تعني تلك الخطوة أن القيادة المركزية الأمريكية ستقوم بالإشراف على السياسة العسكرية الأمريكية التي تتضمن إسرائيل ودولا عربية، في تحول عن هيكل القيادة العسكرية الأمريكية المستمر منذ عقود، وكان سائدا نتيجة سوء العلاقات بين إسرائيل وبعض حلفاء أمريكا في العالم العربي“.

وأضافت أن ”هذه أحدث خطوة في التحركات التي تقوم بها إدارة الرئيس ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وتشكّل أجندة الأمن القومي التي سيرثها الرئيس المنتخب جو بايدن. أصدر ترامب أوامره حول هذا التغيير، لكن لم يتم الإعلان عنه حتى الآن، في الوقت الذي رفض فيه مسؤول في الفريق الانتقالي لبايدن التعليق على تلك الخطوة“.

وتابعت أن ”المسؤولية العسكرية الأمريكية لإسرائيل كان مقرها في قيادة أوروبا، وهذا الترتيب مكّن جنرالات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط من التعامل مع دول عربية دون أن يكون هناك ارتباط وثيق مع إسرائيل، التي كانت تُرى في هذا الوقت على أنها خصم في العالم العربي“.

وأردفت أنه ”في أعقاب اتفاقات أبراهام، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، كثفت الجماعات الموالية لإسرائيل مساعيها كي تتحمل القيادة المركزية مسؤولية العمليات العسكرية، والتخطيط الذي يتضمن إسرائيل، وذلك لتعزيز التعاون بشكل أكبر بين إسرائيل وجيرانها العرب“.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله: ”الآن يستطيع الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية الذهاب إلى السعودية والإمارات وإسرائيل، وزيارة كل من دخل الآن تحت مظلة الدائرة الموسعة الجديدة“.

واستطردت: ”شجّع المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، ويدعم التعاون العسكري الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، على هذا التحول في ديسمبر الماضي، كوسيلة لتشجيع الاصطفاف الصاعد بين إسرائيل ودول عربية بارزة ضد إيران“.

ورأى أنتوني زيني، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية أن ”توقيت اتخاذ تلك الخطوة كان جيدا للغاية“، مضيفًا: ”يمكن أن نرى دولا عربية أخرى تعترف بإسرائيل، وبالتالي فإنه أمر منطقي أن يكونوا جميعا تحت قيادة أمريكية موحدة“.

صدام جديد بين الكونغرس وترامب

أفادت صحيفة ”واشنطن بوست“ بأن وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، أكملت خطط خفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 2500 جندي فقط، في أقل معدل للتواجد العسكري الأمريكي في تلك الدولة منذ عام 2001.

وقالت الصحيفة: ”يأتي هذا الإجراء بالتنفيذ السريع لخفض القوات الأمريكية رغم منع الكونغرس لتلك الخطوة، والمستويات المتصاعدة من العنف في أفغانستان“.

ونقلت عن كريستوفر ميلر، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، قوله في بيان: ”تقترب الولايات المتحدة الآن من إنهاء عقدين من الحرب، واستقبال عملية السلام الأفغانية، لتحقيق التسوية السياسية والوقف المستمر والشامل لإطلاق النار“.

وأردفت: ”لكن على العكس من تصريحات ميلر، فإن العنف يتصاعد في العديد من المناطق بأفغانستان، ولم تسفر مباحثات السلام التي تجري في قطر عن تحقيق تقدم كبير منذ انطلاقها في سبتمبر الماضي“.

وتابعت: ”عارض نواب ديمقراطيون وجمهوريون خفض القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 2500 جندي، وحظروا على البنتاغون استخدام أموال ميزانية هذا العام أو العام الماضي لتنفيذ هذا الإجراء، أدرج الكونغرس هذه المادة في قانون تفويض الدفاع الوطني الذي تم إقراره في وقت سابق من الشهر الجاري“.

وأضافت: ”نصّ هذا البند على أن إدارة ترامب لا يمكنها الوصول إلى الأموال إلا من خلال تقديم تقييم لتأثير تخفيض القوات على مهمة مكافحة الإرهاب الجارية حاليا، أو من خلال تقديم إعفاء، مع تفسير مكتوب بأن هذه الخطوة مهمة لمصالح الأمن القومي الأمريكي“.

وأشارت إلى ”الصدام الجديد بين ترامب والكونغرس حول هذه المسألة، حيث ترتكز الأصوات المعارضة لخفض القوات الأمريكية في أفغانستان على مخاوف تخص عمليات مكافحة الإرهاب، والاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وحركة طالبان العام الماضي“.

وأوضحت الصحيفة أن ”بعض النواب قالوا إنه ليس من الواضح ما إذا كان عدد القوات الحالي، 2500 جندي، سيكون كافيا للقيام بعمليات مؤثرة لمكافحة الإرهاب في أفغانستان، في حين قال آخرون إن خفض القوات ينتهك الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع طالبان، والذي وضع شروطا مسبقة لاتخاذ تلك الخطوة“.

وباء إنفلونزا الطيور يشعل القلق في الهند

قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية إن وباء إنفلونزا الطيور يشعل القلق في الهند، حيث تسابق السلطات الهندية الزمن لكبح جماح هذا الوباء، في الدولة التي تعاني بالفعل من جائحة أخرى، وهي فيروس ”كورونا“ المستجد.

وأضافت: ”اكتشفت السلطات الهندية أعدادا كبيرة من الطيور النافقة مع انتشار إنفلونزا الطيور في جميع أنحاء البلاد، مما يثير قلق المواطنين الهنود، في ظل التفشي الواسع لفيروس كورونا“.

ومضت تقول إنه ”منذ أواخر ديسمبر الماضي، تم العثور على آلاف الأوز والبط والغربان وطيور أخرى نافقة في 9 ولايات، من كيرالا على الطرف الجنوبي للهند إلى ولاية هيماشال براديش في الهيمالايا شمالا، ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بشرية“.

وتابعت أن ”المسؤولين الذين يعملون على التصدي لهذا الوباء الجديد اكتشفوا وجود سلالتين مختلفتين لإنفلونزا الطيور، الأولى هي H5N1 والثانية H5N8، ويعتقدون أن الفيروس وصل إلى الهند عبر طيور مهاجرة من وسط آسيا قبل أن ينتشر في الدواجن، وهو ما أجبر المسؤولين على ذبح مئات الآلاف من الطيور في ولايات مثل ”هاريانا“، و“كيرالا“.

ونقلت الصحيفة عن بيفاش بانداف، من معهد الحياة البرية في الهند، قوله: ”لا نعلم متى سيتحول إلى وباء، بالتالي فإنه يتعين علينا أن نراقب الأمر بحرص شديد، نحن مستعدون بشكل أفضل مما كان عليه الوضع قبل 10 سنوات، ويرجع الفضل في ذلك إلى كوفيد 19“.

المصدر: إرم نيوز.