أخبار

خمسة ​​​​​​​أعوام من التدخل في سوريا.. ماذا حققت روسيا؟

تدخلت روسيا عسكريًّا في الأزمة السورية في نهاية أيلول/سبتمبر عام 2015 والتي كانت قد بدأت قبل ذلك بسنوات. فماذا تغير على الساحة السورية وهل حققت ما سعت إليه؟

وجاء التدخل الروسي بعد زيارة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني آنذاك، قاسم سليماني، تمكَّن خلالها من إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير دفاعه سيرغي شويغو، بأن التدخل بات ضروريًّا حيث كانت حكومة دمشق تتلقى ضربات موجعة من الجماعات المسلحة في البلاد.

وكانت روسيا في ذلك الوقت تعيش مرحلة اشتباك عنيفة مع الغرب، بشأن الوضع في شبه جزيرة القرم، ونتيجة ذلك فرضَ عليها الغرب عقوبات اقتصادية قاسية أرهقت اقتصادها، كما كانت تشعر بأنها خُدعت من قبل الغرب في ليبيا التي تم إسقاط نظام معمر القذافي فيها.

نتائج التدخل الروسي

ومع بداية التدخل العسكري الروسي في سوريا كانت مهمتها الحفاظ على ما تسمى سوريا المفيدة، وعلى الرغم من الدعم العسكري الكبير لحكومة دمشق إلا أنها لم تستطع أن تحقق تقدمًا كبيرًا بسبب دعم تركيا وقطر ومن خلفهما بريطانيا وأمريكا السخي للمجموعات المسلحة.

ولكن روسيا تمكنت من إنهاء ما تسمى “المعارضة السورية والمجموعات المسلحة التابعة لها”، وذلك بعد إبرام اتفاقية ما تسمى خفض التصعيد خلال الجولة الرابعة من اجتماعات استانا مع تركيا وإيران في أيار/مايو من عام 2017.

ونجحت روسيا جزئيًّا في تحويل الملف السوري من يد الأمم المتحدة وقرارات جنيف وحصره بيد حلف أستانا (روسيا – تركيا – إيران).

ونتج عن ذلك توسع سيطرة حكومة دمشق في البلاد، بينما انسحبت المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا من مناطق واسعة، فبعد أن كانت تقاتل في ضواحي العاصمة دمشق وعلى مقربة من القصر الجمهوري انحصرت في مناطق حدودية قريبة من تركيا في محافظة إدلب.

كما تحولت المجموعات المسلحة التابعة لتركيا إلى مرتزقة للأخيرة، واستخدمتها في احتلال مناطق سورية كجرابلس والباب وعفرين وسريه كانيه وكري سبي، إلى جانب استخدامهم في القتال لتحقيق مصالحها في ليبيا وأذربيجان حاليًّا.

هل حققت روسيا ما تريد؟

وعلى الرغم من الدعم العسكري والسياسي الروسي الكبير لحكومة دمشق وسيطرة كبيرة على الميدان، إلا أن المكاسب الروسية كانت غير مرضية لعدة أسباب.

فمع توسع سيطرة حكومة دمشق، ازدادت الضغوط السياسية والاقتصادية الغربية عليها وعلى داعميها (روسيا وإيران)، وبحسب المراقبين فإن روسيا أصبحت عاجزة عن تصريف نجاحها العسكري سياسيًّا، فهي بحاجة إلى اعتراف دولي بحكومة دمشق، كما أنها لا تستطيع أن تبدأ بمشاريعها الاستثمارية وإعادة الإعمار بسبب العقوبات الاقتصادية وخصوصًا بعد قانون قيصر الذي بدأ تطبيقه في حزيران 2020.

وعلى جانب آخر، دخلت روسيا في حرب تنافس مع حلفاء الضرورة (تركيا وإيران) على الساحة السورية.

ماذا جنى السوريون؟

وخلال سنوات التدخل الروسي، فإن روسيا مكّنت تركيا من احتلال مناطق سورية عديدة، كما أنها سمحت لإيران بالتوسع.

كما وضعت روسيا يدها على جميع المرافق السورية الحيوية كالمطارات والمعابر والطرق الدولية، في وقت يعيش فيه السوريين الموجودين في مناطق حكومة دمشق أزمة اقتصادية خانقة.

ما مصير الوجود الروسي؟

الآن ومع الذكرى السنوية الخامسة للتدخل الروسي، تسعى موسكو إلى ترتيب أوراقها في مناطق نفوذها، وذلك من خلال إبعاد إيران وإيقاف التدخل التركي ومحاولة ترميم بنية حكومة دمشق المتهالكة.

وبحسب المراقبين، فإن روسيا باتت مضطرة للتفاوض مع الغرب وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية لحل الأزمة السورية التي سعت خلال فترة سابقة إلى الانفراد بذلك.

المصدر: ANHA

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى