مجلس سوريا الديمقراطية في ذكرى ثورة 19 تموز: نواصل النضال لتحقيق الحل الديمقراطي
وجاء في البيان:
تمر علينا الذكرى السنوية الثامنة لثورة 19 تموز، ونحن ندخل في مرحلة نضالية جديدة ترتكز على الحفاظ على المكتسبات التي حققتها هذه الثورة من إنجازات عسكرية واقتصادية وسياسية ومؤسساتية في ظل جوار تطفو عليه معالم الاستبداد والاقتتال القومي والطائفي، كما لا يزال الحل السياسي بعيد المنال في سوريا.
ونحن كمجلس سوريا الديمقراطية كنا وما زلنا نخوض مراحل النضال لتحقيق الحل الديمقراطي في سوريا، ولكن الأطراف الأخرى المتصارعة لا تزال ترفض الحلول الديمقراطية حتى أنهت مقومات هذا الحل للآسف.
فما بين ما تسمى معارضة وحكومة يستمر الاقتتال السوري، لكن هذه المرة ليس من أجل الأراضي السورية، بل أصبح الأمر مسيء للسوريين بشكل أكبر، حيث حولت هذه الأطراف السوريين إلى مرتزقة يقاتلون لصالح القوى الإقليمية والدولية بدءاً من ليبيا واليمن وصولاً إلى آذربيجان كما تتحدث المصادر.
أما وبفضل هذه الثورة، بات الوضع في شمال وشرق سوريا مختلف، حيث وعلى الرغم من نقص الإمكانيات، هناك منجزات على أرض الواقع، ففي ظل أزمة اقتصادية تعم البلاد، تمكنت المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية من تخفيف أعباء هذه الأزمة على المواطنين عبر إجراءات عديدة.
كما تستمر المرأة في شمال وشرق سوريا بتكريس دورها في طليعة الثورة، حيث وعلى الرغم من محاولات ترهبيها عبر ارتكاب الانتهاكات بحق العديد منهم وأبرزهن استهداف السياسية هفرين خلف، إلا أن ذلك لم ينقص من عزيمتهن.
هذه الإجراءات والنجاح بالخروج من الأزمات الاقتصادية والأمنية والصحية الناجمة عن انتشار جائحة كورونا، دفع البعض للجنون ورأينا بعض المحاولات الرامية لضرب هذه النجاحات عبر تكثيف الهجمات عبر الطائرات المسيرة من قبل الاحتلال التركي، بالإضافة إلى محاربته للسوريين بالمياه، وهناك إشارات استفهام حول مواقف الحكومة السورية وروسيا من هذه المحاولات.
وهنا أيضاً لابد أن نذكر بالتضحيات الجسام التي قدمها أبناء وبنات شمال وشرق سوريا في قوات سوريا الديمقراطية؛ التي كانت من نتاج وامتداد لثورة 19 تموز، قاتلت الإرهاب والفكر المتطرف وحافظت على قيّم العيش المشترك والتعددية في المجتمع.
لم تقتصر ثورة 19 تموز على الجانب السياسي، الإداري والعسكري بل امتدت لتكون ثورة سياسية ثقافية، اقتصادية واجتماعية وجسّدت طموحات وآمال الشعب السوري التي انتفض من أجلها قبل تسعة أعوام، وهي تحمل مقومات تحقيق سوريا ديمقراطية تعددية وفق الهوية الوطنية السورية الجامعة.
ومن هذا المنطلق ما تزال الثورة مستمرة وتقع على عاتقنا الكثير من المهام الكبيرة التي يتطلب تأديتها في هذه المرحلة، كما ندعو السوريين بمختلف انتماءاتهم للنظر والمقارنة بين إنجازات هذه الثورة، وما حصل في المناطق الأخرى، كما ندعو الجميع للتوحد ضد المحاولات الهادفة لاحتلال المزيد من الأراضي السورية.
المصدر: آدار برس.