مقالات

عبد الوهاب خليل: “الديمقراطية المستقلة “

بدون شك، الجميع لديه القناعة التامة بأن الديمقراطية هي نافذة الحل للشعب الكوردي في جميع الأجزاء، وهي بوابة لإطفاء الحريق الملتهب في الشرق الأوسط..

وكون القضية الكوردية هي قضية مركزية وجوهرية، كان لابد من البحث عن الحلول التي من شأنها إنهاء هذا الملف وكونه عامل في بقاء المنطقة بشكل عام على صفيح ساخن ،ولكن الديمقراطية بشكلها ومفهومها تناسب المجتمعات المتحررة التي تخلصت من عقدة الاحتلال.

لذلك كان لابد لنا من طرح الديمقراطية، ولكن بحلة تتناسب مع طموح الشعب الكوردي في التحرر والوجود، ان أفضل وسيلة لإيجاد التوسيطة والتوافق  بين القومية والوطنية هي معادلة الديمقراطية المستقلة..

ولكي نخوض أكثر في هذا المصطلح، علينا أن نعطيه تعريفاً واضحاً، ثم نحاول طرح المبادئ الأساسية له مع ذكر بعض الأمثلة عن الدول التي تبنت هذا المفهوم ونجحت إلى حدٍ بعيد.

فالديمقراطية المستقلة مصطلح يشير إلى نهج سياسي يهدف إلى تحقيق الديمقراطية في المجتمعات والدول بطريقة مستقلة عن الأحزاب السياسية التقليدية، وتهدف الديمقراطية المستقلة إلى تعزيز المشاركة السياسية وتمثيل جميع فئات المجتمع بشكل عادل وشفاف، بغض النظر عن انتماءهم الحزبي أو العرقي أو الطائفي، والديمقراطية المستقلة تعتمد على عدة مبادئ مثل الشفافية والمشاركة الموسعة والحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية، وتهدف إلى تجاوز الانقسامات الحزبية والتوجهات السياسية الضيقة وتعزيز الحوار والتعاون بين مختلف القوى السياسية والمجتمع المدني.

في الديمقراطية المستقلة، يتم تعزيز دور المواطن وتشجيعه على المشاركة الفعالة في صنع القرار السياسي والمشاركة في العملية الديمقراطية، كما يتم تحقيق التوازن والتوافق بين مصالح الأفراد والمجتمع ككل. وتتبنى الديمقراطية المستقلة مفهوم الحكم الرشيد، حيث يتم تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وتحقيق المساءلة الحقيقية للحكومة ومؤسسات الدولة.. فتجربة الديمقراطية المستقلة وتطبيقها في العديد من الدول أثرت بشكل كبير على اعتبار هذه النظرية ناجحة وقادرة على تحقيق التجانس مثل كندا وتايوان وايرلندا.

إن تطبيق الديمقراطية المستقلة يساهم في التعددية السياسية والتشاركية للجميع، كما تتبنى مفهوم الحوار والتعاون المشترك بين جميع فئات الشعب حسب المصالح سواء كانت الخاصة أو العامة، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار السياسي، وهذا الجانب مهم جداً في شرقنا الذي يعيش في حالة من الفوضى السياسية والتي تؤثر على الواقع المعاش وتحقيق التوازن بين الجميع بشكل حر ومستقل. مع ذلك يجب ملاحظة أن مفهوم الديمقراطية المستقلة يختلف في تطبيقه وفقاً للسياق السياسي والاجتماعي لكل بلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى