أخبار

إبراهيم أحمد: خطر إيران قد يدفع “ترامب” إلى تعزيز الوجود الأميركي في سوريا وليس العكس

أثارت عودة “دونالد ترامب” إلى البيض الأبيض مجدداً، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسيّة، حالة من القلق في الشارع الكردي في شمال وشرق سوريا، إذ هناك مخاوف من احتمالية عقده صفقات مع تركيا على حساب الكرد كما حدث خلال ولايته الأولى، فضلاً عن وجود مخاوف من إمكانية سحبه لقوات بلاده من سوريا، الأمر الذي سيعرّض المنطقة لتهديدات وهجمات من أطرافٍ عدّة أبرزها تركيا.. فما مدى واقعية هذه المخاوف في ظلّ الظروف الإقليميّة والدوليّة الحالية؟

عضو المكتب السياسيّ في حزب السلام الديمقراطيّ الكُردستاني، إبراهيم أحمد، يجيب على هذا السؤال بالقول: «معروفٌ عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة خلال فترته الرئاسية الأولى من عام 2016 إلى عام 2020 أنه صاحب الصفقات، وقد ذكرنا أكثر من مرة أن السياسة الأمريكية لم تكن واضحة سابقاً كما وضحت خلال فترة ترامب، لأنه رجل صريح في كلامه، وحتى جارح في بعض تعبيراته بخصوص الرؤساء والدول، وقد لاحظنا الإبهام في السياسة الأمريكية خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن».

ويضيف في تصريحٍ لصحيفة “السلام”: «ترامب هو رجل المفاجئات صراحةً، لكن حتى مفاجآته وقرارته لا تكون اعتباطية، فالولايات الأمريكية كدولة لا تكون قراراتها محصورة بشخص الرئيس فقط، إنما هناك مؤسسات تدير هذه الدولة، وبالتالي لا يمكن لترامب أن يتصرف أي تصرف دون تنسيق مع هذه المؤسسات».

ويردف: «في فترته الرئاسية الأولى، صرّح ترامب في أكثر من موضع، أنه يعتزم سحب القوات الأمريكية من سوريا، لكن هذا لم يحصل، رغم أن الظروف الإقليمية في ذلك الوقت كانت – إلى حدّ ما – متوافقة مع تصريحاته، خاصة أنه تم القضاء جغرافياً على تنظيم داعش الإرهابي، لكن لو عدنا إلى الوراء قليلاً، سنعلم أن الوجود الأمريكي في سوريا كان متعلقاً ببنود رئيسية أخرى منها إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، لذلك بقي جزءٌ من هذه القوات رغم تصريحات ترامب».

ويرى “إبراهيم أحمد” أن «الظروف تغيّرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، فالقضية لم تعد قضية تنظيم إرهابي كداعش يجب مكافحته، بل ظهر على السطح تنظيمات جديدة تهدد الحليف الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية، أي إسرائيل».

ويقول: «تخوض إسرائيل اليوم حرباً على عدة جبهات، سواءً في غزة متمثلة بحركة حماس، أو لبنان متمثلة بحزب الله، و حتى الحوثيين، وكل هؤلاء مدعومين من إيران، وتُعتبر أذرعاً لها في المنطقة. لذلك، ولمواجهة هذه الأذرع، يتحتم على الرئيس الأمريكي إبقاء قواته في سوريا، بل حتى زيادة هذه القوات، ليس لأجل الكرد ومناطق شمال وشرق سوريا، بل لموجهة خطر أكبر من داعش، وهو الوجود الإيراني في المنطقة».

وفيما يخصّ تركيا، يقول عضو المكتب السياسيّ في حزب السلام الديمقراطيّ الكُردستاني: «بالنسبة لتركيا، فالظروف أيضاً تغيرت، ويجب ألا ننسى أولاً أن هناك اتفاقيات حصلت في الفترة التي احتلت فيها تركيا مناطق سريه كانية (رأس العين)، وكري سبي (تل أبيض)، هذه الاتفاقيات كانت بين تركيا وأمريكا وروسيا، بحيث تنسحب قوات سوريا الديمقراطية من الشروط الحدودي، شريطة ألا تقوم تركيا بأي عملية عسكرية جديدة، وهذا ما حصل بالفعل. ويجب ألا ننسى أيضاً أن تركيا من الداعمين الأساسيين لحركة حماس، وبالتالي لا يمكن أن يكون هذا غائباً عن الرئيس ترامب في ولايته الرئاسية الثانية».

ويختتم “إبراهيم أحمد” حديثه بالقول: «لا يمكن التنبؤ بالتطورات التي قد تحدث على الساحتين الدولية والإقليمية، فكل شيء معرّضٌ للتغيير، إذ لم يكن أحد يتوقع أن تقوم حركة حماس بعملية أكتوبر في السنة الماضية، وبالتالي كانت النتيجة حرب على أذرع إيران في الشرق الأوسط».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى