ناجون من هجوم قوات حكومة دمشق على دير الزور يروون لحظات الدم والدمار
من بين أنقاض الدمار، والجدران والأسقف المنهارة، في حي سكني في بلدة أبو حمام نتيجة قصف ليلة الاثنين الماضية، يقول المواطن جميل حسين الحمود، إنهم كانوا نائمين عندما بدأت قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني” بقصف الأحياء السكنية ومنازل المدنيين، مستذكراً تلك اللحظات “انهارت علينا قذائف من طرف النظام وسقطت بعضها في منزلي”.
في الـ 12 من آب الجاري، قبل أيام قليلة، تعرضت بلدة أبو حمام، والكشكية، لقصف بقذائف الهاون، من قبل قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني” منذ الفجر، ونتج عن القصف على البلدتين إصابة 14 مدنياً، وعلى إثر إصابة اثنين منهم البليغة، استشهدت المواطنة رسمية الصالح العيد (40 عاماً)، والمواطن عمار الصالح العلي.
يشير إلى مكان نوم أطفاله وعائلته الذي لا يبعد سوى مترين من مكان سقوط القذيفة، والذي يحيطه آثار الدمار والأضرار، قائلاً: “خرجنا فور سماع أصوات القصف، وإلا لكانت قد وقعت مجزرة بحق عائلة مكونة من 9 أشخاص، ومع ذلك أصيبت طفلة تبلغ من العمر سنتين في ظهرها بشظايا”.
مشاهد ما خلفه القصف التي رصدته وكالتنا، تظهر الأضرار في المنازل ودور العبادة والأشجار، وألعاب أطفال وأثاث المنازل المتناثر، والذي كان مغطى بما نتج عن القصف.
وعلى بعد أمتار غرباً، يتنقل عبد الرحمن الأحمد بين منزله والمنازل المحيطة به، وكذلك مسجد الدهموش في البلدة ذاتها، الذي أيضاً تعرض لقصف من قبل قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني”، ويقول: “تعرّضت المنازل في حينا إلى قصف عنيف من قبل النظام، حيث دمّر قصفهم منازلنا، هناك ضحايا استشهدوا وأطفال ونساء مصابون وإصاباتهم بليغة”.
“تركنا منازلنا، قتلوا أهلنا، وأرهبوا أطفالنا، أطفالنا لا يريدون العودة إليها من هول ما شهدوه، ومن شدة الخوف”، هذه هي الكلمات التي تطغى على حديث كل من التقتهم مراسلتنا في الريف الشرقي لدير الزور، الذي شهد على مدار 7 أيام قصفاً وهجوماً من قبل قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني”.
واستشهد إثر الهجمات التي شنتها قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني”، على مدار 7 أيام على الريف الشرقي لمقاطعة دير الزور 15 مدنياً وإصابة 24 آخرين، غالبيتهم في المجزرة التي وقعت في بلدة أبو حمام، والكشكية، وقرية الدحلة.
من داخل مشفى البلدة، يتحدث عبد القادر الخليف، العسكر الذي يقف بين جريحين هما أخوه علي الخليف، وابن عمه عبدالرزاق العلي، عن كيفية تعرضهم للإصابة وما شهدته عائلته من هول القصف، مشيراً لتعرض البلدة للقصف لمدة 5 ساعات.
وقال: “تعرضوا لشظايا في ظهرهم وعمودهم الفقري وبطونهم، ما ذنبا ليقصفونا؟ إنهم لا يريدون أن نعيش بسلام وأمن في مناطقنا، النظام بعدوانه المستمر يتعامل معنا كمستعمر وليس كمواطنين، فقد قُتل وهُجر الآلاف بسببهم، ولا زال يمارس نفس العقلية الهجمية تجاه المواطنين العزل”.
المصدر: ANHA.