أخبار

المكتبة الوطنية في الرقة.. حارس التراث الثقافي للأجيال القادمة

تُعدّ المكتبة الوطنية التي أُسِّست من قبل هيئة الثقافة والآثار في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الرقة، ومجموعة من المثقفين والأدباء في الرقة، من أهم التشكيلات الثقافية الّتي يرون أنها ستحافظ على ثقافة القراءة والابتعاد عن التطوّر الإلكتروني في الأيام المقبلة في ظل الغياب التام لهذه الثقافة منذ سنوات.

لطالما كانت المكاتب الثقافية ركناً أساسياً في الحفاظ على التراث الثقافي لأهالي الرقة وعموم سوريا خلال القرن الماضي. ومع ذلك، فإن التقدم التكنولوجي والرقمي قد أدى إلى خلق هوة بين القارئ وعالم الكتب، ما يستدعي إعادة التفكير في كيفية تعزيز العلاقة بينهما في عصر المعلوماتية.

وفتحت المكتبة الوطنيّة أبوابها أمام المثقفين، والقراء في 3 تشرين الأول، وتزامن افتتاحها مع الذكرى السادسة لتحرير الرقة من مرتزقة داعش.

تم إنشاء المكتبة الوطنية في مدينة الرقة ضمن أحياء المدينة القديمة، بالقرب من متحف الرقة لتضم المكتبة 17 ألف عنوان باللغات العربيّة والكرديّة والأجنبية، كما تحتوي المكتبة على صالتين للقراءة، وساحة، وفندق صغير“.

للحديث عن المكتبة، التقت وكالتنا مع أحد روّادها، المثقف مصطفى المصطفى، الذي قال “المكتبة اليوم من خلال الكتب الموجودة فيها تستقطب جميع الفئات، إذ يأتي إليها الشعراء والكتّاب بالإضافة إلى عقد فعاليات، وأمسيات شعريّة؛ كي تكون وسيلة إعلام في المجتمع“.

وأشار إلى أهمية القراءة في تعزيز الثقافة، ودورها في تطوير الفرد من جميع الجوانب، وكسب المعلومات إذ قال: “تحوي هذه المكتبة الآلاف من الكتب، ولها دور فعّال على الرغم من قلّة الروّاد، ولكنّنا على ثقةٍ تامة بأن يكون هُناك ازدحام في هذا المكان في الفترة المقبلة”.

وعن دور المثقفين في إحياء ثقافة القراءة قال: “مهمتنا جذب المثقفين وغيرهم، في سبيل زيادة الوعي، والثقافة من خلال قراءة الكتب، وسيكون لدنيا خطط لعرض بعض الأفلام الوثاقيّة، والسينمائيّة العالميّة الّتي تعدّ نمطاً للتطور، والحضارة البشرية“.

وحول أهمية المكتبة الوطنيّة تحدث لوكالتنا الرئيس المشترك لهيئة الثقافة والفن في الرقة حسن مصطفى الذي قال: ” تمّ افتتاح المكتبة عام 2023 من قبل هيئة الثقافة والآثار بعد أن كانت محتويات هذه المكتبة ضمن مكتبة المركز الثقافي، ولكن نظراً لزيادة عدد الكتب اضطررنا للانتقال إلى هذا المكان وتمّ تأمين بعض الكتب، والمراجع الأدبية، والأجنبية عن طريق ممثلات الإدارة الذاتية في الدول الأوروبية، وبعض الدعم من جهات فرنسية التي تهتم وتدعم الأدب والثقافة إضافة إلى كتب علم النفس، ونأمل في الأيام القادمة أن نزيد عدد الكتب من خلال حملات التبرع التي نقوم بها، ونأمل أن يصل عدد الكتب إلى 100 ألف كتاب في السنة المقبلة”.

وأضاف: “لا شك أن افتتاح المكتبة له خصوصية بالنظر لكون الرقة كانت عاصمة الثقافة الإسلامية والثقافة السورية والقصة السورية على مدى سنوات، لذلك كنا حريصين على افتتاح المكتبة لأهالي الرقة لاهتمامهم بالجانب الثقافي.

وأشار ” شهدت الرقة العديد من المهرجانات التي كانت تنظم ليس فقط على مستوى سوريا بل مستوى الوطن العربي، وكانت تستضيف الكثير من المبدعين، والكتّاب والقرّاء ليس من سوريا فقط، وإنّما من دول الجوار، والوطن العربي، لذلك نحن حريصون على أن نعيد ألق مدينة الرقة ودورها الثّقافي“.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى