اضطراب القلق الاجتماعي (SAD)، المعروف أيضًا باسم “الرهاب الاجتماعي”، هو حالة صحية عقلية سائدة تؤثر على ملايين الأفراد في أنحاء العالم أجمع.
وعلى عكس التوتر العرضي الذي يصيب الإنسان قبل إلقاء عرض تقديمي أو الدخول إلى حشد اجتماعي، يظهر اضطراب “القلق الاجتماعي” على شكل خوف عميق من المواقف الاجتماعية، ما يؤدي إلى ضيق كبير يؤثر على الحياة اليومية.
وبحسب تقرير نشرته “مؤسسة هارفارد للصحة”، يتميز اضطراب القلق الاجتماعي بالخوف الشديد من التعرض للتدقيق أو الحكم من قبل الآخرين في البيئات الاجتماعية.
ويمكن أن يكون اضطراب القلق الاجتماعي مؤثرًا لدرجة أنه يؤدي إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية تمامًا.
ويؤثر الاضطراب العاطفي الموسمي على ما يقرب من 7% من البالغين سنويًا، ما يمثل تحديًا كبيرًا لأولئك الذين تم تشخيصهم به.
أعراض اضطراب القلق الاجتماعي
السمة المميزة لاضطراب القلق الاجتماعي هي الخوف الشديد من التدقيق الاجتماعي.
ويمكن أن يظهر هذا الخوف من خلال أعراض جسدية مختلفة، بما في ذلك التعرق الزائد، واحمرار الوجه خجلًا، وضربات القلب السريعة، والارتجاف، والغثيان، وضيق في التنفس.
يمكن تصنيف اضطراب القلق الاجتماعي إلى نوعين:
القلق الاجتماعي العام:
وهو الخوف من معظم المواقف الاجتماعية، مثل الاجتماعات أو الحفلات.
وتبدأ أعراضه غالبًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويمكن أن تتفاقم بمرور الوقت.
القلق الاجتماعي المتعلق بالأداء:
ويقتصر على الخوف في المواقف التي يكون فيها الفرد هو مركز الاهتمام، مثل التحدث أمام الجمهور.
وهذا النوع أقل شيوعًا وعادة ما يكون أقل تأثيرًا على باقي أحداث الحياة.
الأسباب وعوامل الخطر
يُعتقد أن تطور اضطراب القلق الاجتماعي ينبع من مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية، وتشمل:
العوامل البيولوجية:
مثل فرط نشاط الجهاز العصبي، واختلال توازن الناقلات العصبية كالسيروتونين والغلوتامات، وزيادة حساسية مناطق الدماغ المتحكمة بالمزاج والعاطفة.
العوامل البيئية:
يمكن أن تساهم الصدمات في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل سوء المعاملة أو الإهمال، وأساليب الأبوة والأمومة الحرجة أو المفرطة في الحماية، في ظهور اضطراب القلق الاجتماعي.
وتشمل عوامل الخطر الإضافية كون المتحدث أنثى، أو أن يكون لديه تاريخ عائلي من اضطراب القلق الاجتماعي، والشخصية الخجولة، وإظهار الخوف الشديد من الأشخاص أو المواقف الجديدة في أثناء الطفولة.
ويتضمن تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي تقييمًا شاملاً من قبل مقدم الرعاية الصحية، الذي يقوم بتقييم المعايير التالية:
– الخوف المستمر من التفاعلات الاجتماعية، أو المراقبة، أو الأداء أمام الآخرين.
– القلق المفرط بشأن التعرض للحكم أو الإحراج أو الإذلال.
– تجنب المواقف الاجتماعية بسبب الخوف والقلق.
– وجود الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل، ما يؤثر بشكل كبير على الحياة الاجتماعية والشخصية.
أما خيارات العلاج فتتضمن الإدارة الفعالة للاضطراب، وتشمل عادةً مزيجًا من العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والأدوية.
ويعتبر العلاج السلوكي المعرفي حجر الزاوية في العلاج، إذ يساعد الأفراد على تحديد أنماط التفكير السلبية وتحديها وتطوير استراتيجيات المواجهة.
ويمكن إجراء العلاج السلوكي المعرفي بشكل فردي أو في مجموعات، مع تقليل تكرار الجلسات تدريجيًا مع تحسن الأعراض.
أما الأدوية، فيمكن وصفها بمفردها أو بالاشتراك مع العلاج السلوكي المعرفي، وتشمل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومثبطات إعادة امتصاص النورإبينفرين.
وتساعد هذه الأدوية على موازنة مستويات الناقلات العصبية، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 3 أشهر لملاحظة آثارها الكاملة.
وبالنسبة لقلق الأداء، فيمكن استخدام أدوية قصيرة المدى مثل حاصرات بيتا أو البنزوديازيبينات.
وعلاوة على العلاجات الرسمية، يمكن لتقنيات المساعدة الذاتية أن تعزز بشكل كبير الثقة الاجتماعية والرفاهية العامة.
وتشمل الاستراتيجيات الفعالة ممارسات اليقظة الذهنية، وتحسين النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتقليل تناول الكافيين، والاشتراك مع مجموعات الدعم لتبادل الخبرات وتخفيف مشاعر العزلة.
وعلى الرغم من أن اضطراب القلق الاجتماعي يمثل تحديًا، فيمكن التحكم فيه للتخفيف من آثاره؛ لذا، على الأفراد الذين يعانون من الأعراض طلب المساعدة المهنية لتحسين نوعية حياتهم وصحتهم العقلية بشكل عام.
المصدر: إرم.