وجه أطباءُ الأطفال الأهالي إلى تغيير قانون تأديب أطفالهم، وعدم اللجوء إلى الضرب على الإطلاق، حتى لو كان خفيفًا.
وتقول الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل (RCPCH) في إنجلترا، إن تعرض الطفل للضرب أو الصفع قد يسبب أذى جسديًًا ونفسيًّا خطيرًا على حياته.
وأكدت جوانا باريت، من الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية: “لقد اتضح منذ فترة طويلة أن العقاب الجسدي لا يفيد الأطفال ولا يدير سلوكهم بشكل فعال”.
وأضافت “العقاب الجسدي يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية والعاطفية للطفل، ويضر بالعلاقة بين الوالدين والأبناء. ولدى الآباء مجموعة من الأساليب المتاحة لإدارة سلوك أطفالهم، ولكن العنف ضد الطفل لا ينبغي أن يكون واحدًا منها”.
إذن، كيف يمكنك تأديب طفلك بشكل فعال دون صفعه؟
لا تتفاعل بنفس اللحظة
الأمر ليس سهلاً بالطبع، لكن الرد عندما تتصاعد مشاعرك أو عندما يسيء طفلك التصرف، يمكن أن يكون الوقت الذي يهاجم فيه الآباء أطفالهم. وهنا تقول باريت: “تجنب اتخاذ قرارات متهورة عندما تكون غاضباً”.
تواصل
يحتاج الأطفال إلى أن يفهموا لماذا لا ينبغي لهم أن يسيئوا التصرف، ويتعين على الآباء أن يشرحوا لهم هذا بلطف ــ وليس أثناء نقطة الاشتعال، ولكن قبل ذلك بوقت طويل. تقول باريت: تحدث مع طفلك عن مكافآت سلوكه وعواقبه، وافعل ذلك قبله، وليس بعده”.
استمع لطفلك
بالإضافة إلى التحدث مع طفلك عن سلوكه، من المهم أن يستمع الوالدان إليه بشكل صحيح أيضًا، لمحاولة فهم ما يشعرون به ولماذا يتصرفون بطريقة معينة. وهنا تنصح باريت “خصص وقتًا للاستماع حقًا إلى ما يقوله طفلك، واشرح له ما تشعر به”.
وتضيف “أن الأطفال ما زالوا يتعلمون كيفية إيصال احتياجاتهم ومشاعرهم، فكل ما يفعلونه أو يقولونه هو عبارة عن تواصل، سواء كان ذلك فرحًا أو رضا أو غضبًا أو خيبة أمل”.
كن قدوة
يتعلم الأطفال من والديهم، لذا تأكد من أنهم يرونك تتصرف بالطريقة الصحيحة بنفسك. وتحذر باريت “كن قدوة ولا تفعل أشياء لا تريد أن يفعلها أطفالك”.
وتتابع “يتعلم الأطفال من خلال تقليد ما يفعله آباؤهم – سيتعلمون أن يكونوا طيبين ولطيفين عندما يرون ذلك. وعندما يتم صفع الأطفال بسبب سلوكهم السيئ، ولكن تقول لهم “كن لطيفًا”، فسوف يشعرون بالارتباك وسيقلدون تصرفات والديهم، وليس كلماتهم”.
وجه لهم الكثير من الثناء
في بعض الأحيان، يمكن أن ينسى الآباء الثناء على السلوك الجيد، خاصة عندما يتعلق الأمر فقط بالأشياء الصغيرة، مثل: التزام الصمت عندما تحتاج إليهم، أو مشاركة ألعابهم. لكن باريت تؤكد أهمية “الثناء على الأطفال كلما أمكن ذلك على كل ما يفعلونه”.
وتوضح: “على المدى الطويل، من الأفضل مدح سلوك طفلك الجيد وتشجيعه أكثر من معاقبته على الأشياء التي لا تريدها. لقد تبين أن مجرد قضاء الوقت مع طفلك في القيام بالأشياء التي يستمتع بها كلاكما يساعد الأطفال على التصرف بشكل أفضل.
كافئ السلوك الجيد
بالإضافة إلى الثناء، فإن مكافأة السلوك الجيد ستشجع الأطفال على تكرار السلوك في المستقبل.وهنا تقترح باريت “كافئ السلوك الإيجابي، وفكر في السؤال عن المكافأة الجيدة”.
كن واقعيًّا
تقول باريت “من غير الواقعي أن تتوقع من طفلك أن يتصرف بشكل مثالي طوال الوقت.. إن سوء السلوك أو عدم التعاون لا يمثل مشكلة إلا إذا بدأ في الحدوث بشكل متكرر وبدرجة كافية لإثارة الضغوط في الأسرة أو عرقلة العلاقات الإيجابية. إن التصرف بسرعة قبل تفاقم المشكلات، وتركيز الاهتمام على السلوك الإيجابي، سيحدِث فرقًا كبيرًا.
المصدر: إرم.