بعد التقدم الروسي.. هذه أولويات أوكرانيا الأيام المقبلة
مع اعتراف الجيش الأوكراني بالتقدم الروسي في الميدان، تواصل روسيا ضرباتها لإفشال محاولات كييف تشتيت قواتها بعمليات قرب الحدود، وصوبت لها اتهامات بأنها تستعين بـ”تنظيمات إرهابية” بجانب المرتزقة الأجانب.
السجناء وأجناد القوقاز
وفي إطار اتهامات موسكو لكييف بشأن المرتزقة الأجانب، يقول البروفسير هوفمان مارتشينكو، الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- كييف بدأت مؤخرًا في الاعتماد على استراتيجية خطيرة وهي الاعتماد بشكل أكثر على المرتزقة والجماعات المسلحة الإرهابية كتنظيم داعش وغيره.
- سبق وأن تحدثت صحيفة “ذا صن” البريطانية على قناتها باليوتيوب منذ أسابيع بشأن إجلاء جندي جريح على يد عسكريين من القوات المسلحة الأوكرانية أثناء معارك دونباس، ولوحظ في الفيديو أحد المقاتلين يرتدي شارات تنظيم “داعش” على صدره وكتفه، حتى أن عددا كيرا من المتابعين أشار لذلك في التعليقات.
- بعض الإرهابيين أنفسهم يتفاخرون بنشر أنباء عن مشاركاتهم في القتال مع أوكرانيا، ومنهم الإرهابي الشيشاني، عبد الحكيم الشيشاني، والذي سبق وقاتل ضد روسيا في الشيشان وسوريا، والآن يقتال مع الأوكرانيين في بيلغورود.
- ضمن الاستعانة بإرهابيين، فإنه منذ أشهر بدأ نقل تنظيم “أجناد القوقاز” من سوريا إلى أوكرانيا، وتشكيل فريق يُسمى “إشكيريا” وهو الاسم الذي أطلقه الانفصاليون الشيشانيون على الشيشان، يعمل مع الجيش الأوكراني.
- أعلنت وزارة العدل الأوكرانية قبل أيام اعتزام السلطات تجنيد آلاف السجناء للمشاركة في الحرب، وقال وزير العدل، دينيش ماليوسكا، إن بالفعل تم العفو عن 300 سجين لإرسالهم للجبهة.
- نظام كييف يعمل ضمن فكر “عولمة الإرهاب”؛ حيث يستعين بتنظيمات إرهابيين للقتال داخل أوكرانيا، ولاستهداف مصالح موسكو في الخارج، ورأينا أنه يرسل قوات أوكرانية إلى السودان، بالإضافة لما تم تداوله حول تورط كييف في التنسيق للهجوم الذي شنه تنظيم “داعش خرسان” على مجمع كروكس سيتي (قرب موسكو) في 22 مارس الماضي.
وسبق أن نفت أوكرانيا اتهام مسؤولين روس لها بالضلوع في الهجوم على مجمع “كروكس سيتي” التجاري، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 143 شخصا.
اتهامات عشوائية
يعلق الدكتور جولي ميتروخين، المتخصص في السياسة الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، لـ”سكاي نيوز عربية” على الاتهامات الروسية لكييف بأنها “غير منطقية”، مستندا في ذلك على هذه الحجج:
- أوكرانيا تقاتل ضد الجيش الروسي منذ 2022، ولم يتم تنفيذ أو تخطيط لمثل هذه الأعمال الإرهابية.
- أوكرانيا لن تجلب مزيدا من الغضب الروسي عليها في توقيت كفة روسيا باتت الأرجح في الحرب.
- كييف تعلم أن المفاوضات ستكون طريقا قريبا لإنهاء الحرب، وهذا ما صرح به الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
- النظام الروسي اتهم كييف بعد دقائق من حادث كروكس سيتي دون تحقيقات أو حتى معرفة تفاصيل وملابسات الحادث، وهذا دليل على أن موسكو تريد الانتقام في ساحة المعركة وتحفيز جنودها على ذلك.
- كييف لم تعقد أي صفقات مع التنظيمات الإرهابية في حربها الآن، وما يحدث هو وجود أجانب بالفعل، ولكنهم جماعات لها معارك بالفعل مع روسيا.
وتعاني كييف نقصا حادا في عدد الجنود والمتطوعين يصل لحوالي 500 ألف شخص، والخميس أقر البرلمان قانونا للتعبئة العسكرية أثار استياء كبيرا؛ حيث لم يحدد موعدا لتسريح الجنود.
أولويات أوكرانيا
حول التطورات في الميدان الآن، يقول ميتروخين، إن القوات الأوكرانية “تجري عمليات نوعية قرب الحدود لتشتيت القوات الروسية وإطالة أمد الحرب؛ وذلك لتمنع موسكو من السيطرة على الجبهة الجنوبية، ومن ثم إقليم دونباس بالكامل، لحين وصول مزيد من الدعم الغربي وبالأخص الصواريخ والقذائف”.
واستبعد المتخصص في السياسة الدولية أن تبدأ أوكرانيا هجوما مضادا جديدا مع فصل الصيف، مؤكدا ان التركيز حاليا يعتمد على توطين الصناعات العسكرية في الداخل، وخاصة المسيرات، وتسريع وتيرة استلام الأسلحة الغربية وضمان استمرار دعم واشنطن.
ويعاني الجيش الأوكراني من الضغط الروسي في الأيام الأخيرة، وهو ما كشفه، السبت، قائد هيئة الأركان، أولكسندر سيرسكي، قائلا عبر منصة “تلغرام”: “الوضع على الجبهة الشرقية تدهور بشكل كبير في الأيام الأخيرة”.
وأضاف أن الجيش الروسي يهاجم المواقع الأوكرانية في قطاعي ليمان وباخموت “بمجموعات هجومية مدعومة بمركبات مدرعة”، وكذلك في قطاع بوكروفسك، وفقا لفرانس برس.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيانات متتالية الأيام الأخيرة أنها دمرت مسيرات أوكرانية وأسقطت قذائف لراجمات “فامبير” الصاروخية في أجواء مقاطعتي بيلغورود وبريانسك الحدوديتين، قبل أن تقصف المناطق السكنية.
كما نشر موقع قناة “روسيا اليوم” في 9 أبريل الجاري مقطع فيديو قال إنه لـ”مرتزقة أميركيين” يشاركون في “عمليات إرهابية” ضد منطقة بيلغورود قرب الحدود.
المصدر: سكاي نيوز.