الإدارة الذاتية: تصريحاتُ الأسد بخصوص القضية الكردية تناغمٌ مع سياسات تركيا
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد ادّعى في تصريحاتٍ له مؤخراً بأنه لا توجد قضية كردية في سوريا، وأن القضية الكردية هي عبارة عن عنوان غير صحيح ووهمي وكاذب، زاعماً أن الجزء الكبير من الكرد هم من المجموعات أو العشائر الذين وقفوا مع الدولة فيما هناك مجموعات صغيرة تعمل مع الأميركان، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية، مرددّاً شعار نظامه المعتاد ألا وهو «الانفصال» كتهمة موجهة إلى الكرد في شمال شرق سوريا، مدّعياً أن الكرد لم يطلقوا رصاصة ضدَّ المحتل التركي، وأن نظامه هو الذي يقاتل الاحتلال التركي.
وقالت الإدارة الذاتية في بيانها: «مع دخول الأزمة في سوريا عامها العاشر، وغياب فرص الحل وتحول سوريا لساحة صراع إقليمية ودولية وتهرب النظام بشكل خاص عن مسؤولياته كونه يتحمل الجزء الأكبر فيما آلت إليه الأمور نتيجة تعنته وإصراره على معالجة الأمور من وجهة نظره الضيقة وإصراره على النظر إلى سوريا وكأنها لم تشهد أي تغيير؛ يخرج رئيس النظام السوري ويتحدث بمنطق هو ذاته أحد أهم مسببات الأزمة ألا وهو منطق التعالي على الواقع والحقيقة».
وأضافت: «تقربه بهذه اللغة وتناوله لموضوع القضية الكردية التاريخية في سوريا هو جزء من التناغم مع سياسات تركيا ومغازلة لها في ظل ما تقوم به الأخيرة من ممارسات وانتهاكات وخرق للسيادة السورية التي لطالما يتحدث النظام عن أنه لن يسمح لأحد بخرقها؛ كذلك هذا التناول يقوض جهود الحل ويدل على أن النظام غير جاد بموضوع الحوار والانفتاح على الحلول الديمقراطية في سوريا كون القضية الكردية هي جزء مهم من الحل السوري العام وحلها ضمن الحل والإطار السوري يحقق تقدماً حقيقاً في مسار التغيير في سوريا».
وتابعت: «أما فيما يتعلق بتهم الانفصال وما شابه فلابد للنظام أن يراجع الماضي القريب ويتذكر بأن مناطق شمال وشرق سوريا هي الأكثر دفاعاً حتى الآن عن سوريا وتنوعها ووحدتها؛ وأن المقاومة التي ظهرت في عفرين لمدة 58 يوماً ضد عدوان الطورانية التركية وكذلك في رأس العين/ سري كانية وتل أبيض/ كري سبي وسنوات من المقاومة ضد داعش لم تكن إلا لمنع تحول سوريا لولاية تركية ولا مركزاً للخلافة البائدة في ذات الوقت الذي كان النظام السوري يلزم الصمت وكأن ما يجري في عموم هذه المناطق هو خارج الإطار السوري».
وأردفت: «لا نحتاج لإبراز الدلائل على المقاومة والنضال الذي تقوم به مكونات شمال وشرق سوريا لكن نتساءل عن إنجازات النظام السوري كنظام منذ بداية الأزمة حتى اليوم؟!».
وقالت: «نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بأن منطق النظام لم يجلب معه أية حلول على مدى السنوات التي مضت؛ وأن الإصرار على هذا التناول لا يخدم فرص الحل. كذلك هو تجاهل تام لما يجري في المناطق التي تتواجد فيها المجموعات الإرهابية والدولة التركية التي تتعامل مع مناطق تواجدها وكأنها تركية؛ من الأفضل أن يعي النظام بأن التغيير مهم وأن الحل الديمقراطي هو الحل الأنجح ولابد من أن يكون هناك انفتاح على التغيير السائد في سوريا؛ كذلك اعتبار القضية الكردية جزءاً مهماً من الحل الوطني السوري العام، كما أن مشروع الإدارة الذاتية مشروع وطني سوري لا يمس بقيم سوريا كوطن ولا وحدتها على عكس عقلية النظام وسياساته وتجاهله للخطر التركي على وجه الخصوص؛ كما أن مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب قد أثبتا نجاحهما الباهر في الحفاظ على التعددية والتنوع في شمال وشرق سوريا وأن استهداف هذه المناطق بأي شكل من الأشكال هو محاولة للنيل من هذه المكاسب الوطنية السورية ولا تصب إلا في مصلحة من يريد الفوضى لسوريا والتناحر بين مكوناتها والتقسيم لوحدتها».
المصدر: آدار برس.