72 ساعة بين هجوم وقصف قوات حكومة دمشق لدير الزور.. ما الذي جرى؟
شنت قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني” منتصف ليلة (الثلاثاء- الأربعاء) من نقاطها في ريفي الميادين والبو كمال ومنطقة العشارة هجوماً بالمدفعية والأسلحة الثقيلة على بلدات ريف دير الزور الشرقي في إقليم شمال وشرق سوريا.
واستهدف القصف تحديداً محيط بلدة ذيبان وبلدات أخرى “الشحيل والطيانة ودرنج وأبو حردوب وأبو حمام واللطوة وغرانيج بريف دير الزور الشرقي بمقاطعة دير الزور، وسط اتخاذ قوات سوريا الديمقراطية التدابير اللازمة.
بالتزامن مع القصف، تسللت مجموعات من قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني” بتعليمات من رئيس ما يسمى “جهاز المخابرات العامة” المدعو “حسام لوقا”، من نقاط تابعة لها في بلدات (بقرص فوقاني وبقرص تحتاني والقورية، وصبيخان) عبر قوارب إلى مناطق الإدارة الذاتية في ريف دير الزور الشرقي، على ما أفادته مصادر أهلية من مناطق حكومة دمشق.
وأسفر القصف العشوائي لقوات حكومة دمشق، خلال ليلة (الثلاثاء- الأربعاء) على مناطق مأهولة بالسكان في الريف الشرقي لدير الزور، عن استشهاد مدنيَّين وإصابة 7 آخرين بينهم طفلين، بحسب المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية.
في المقابل، تصدت قوات مجلس دير الزور العسكري، لعملية التسلل، وكذلك للخلايا التابعة لقوات حكومة دمشق التي تحركت بالتزامن مع الهجوم، الأمر الذي أدى إلى نشوب اشتباكات بين الطرفين تركزت في بلدات أبريهة ومحيط مدينة البصيرة وذيبان، والشحيل والطيانة ودرنج وأبو حردوب وأبو حمام واللطوة وغرانيج.
وبعد اشتباكات دامت لما يقارب 4 ساعات، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من القضاء على المتسللين من قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني”، حيث أسفرت عن مقتل 8 مهاجمين، وقعت جثث ثلاثة منهم بيد قوات سوريا الديمقراطية، وإصابة 16 آخرين، فيما فرّ بعضهم الآخر نحو المناطق التي تسللوا منها، حسبما أفاد قادة ميدانيون من المنطقة.
وفي ساعات ما بعد الظهر من اليوم ذاته، استهدفت قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني” محطة حقل العمر للمياه، والتي تقع إلى الشرق من حي اللطوة في بلدة ذيبان، وكذلك محطة مياه بلدة أبو حمام التي تروي 4 آلاف عائلة، بالقذائف، أدّت لاحتراقها وخروجها عن الخدمة.
وبعد هدوء جزئي في المنطقة، وبدء قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، بتمشيط المناطق التي شهدت الاشتباكات، والبحث عن مهاجمين، جددت ما تسمى بقوات “الدفاع الوطني”، قصفها خلال منتصف ليلة (الخميس- الجمعة).
حيث تم استهداف بلدات “أبريهة والصبحة” وقرية الدحلة في ريف دير الزور الشرقي، نجم عنها أضرار مادية دون خسائر أخرى تذكر.
وقابلها ردّ قوات سوريا الديمقراطية على مصادر النيران الجديدة التي أطلقتها قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني”.
وفي صباح يوم الجمعة، جددت قوات حكومة دمشق وما يُسمّى بـ “الدفاع الوطني” قصفهم على قرية البو ليل في الجانب الغربي من نهر الفرات، في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، باستخدام القذائف المدفعية والصاروخية، وبالتحديد على “بلدة جديدة البكارة، وقرية الدحلة”.
وارتكبت في قصفها ذاك، مجزرتين في الدحلة وجديدة البكارة أدى لاستشهاد 11 مدنياً وإصابة 5 جرحى.
وأثناء محاولة مشيّعي الضحايا لدفن جثامين الشهداء، قصفت قوات حكومة دمشق مقبرة قرية الدحلة، مما اضطرهم إلى الدفن العاجل للشهداء في انتظار هدوء الأوضاع.
ولا يزال حظر التجوال الكلي الذي فرضته قوى الأمن الداخلي على محافظة دير الزور قائماً ومستمراً، إلى جانب عمليات التمشيط والبحث والتحري التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، مع استمرار تشديد التدابير الأمنية في المنطقة.
وكحصيلة لهجمات وقصف قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ “الدفاع الوطني”، على ريف مقاطعة دير الزور الشرقي، خلال الـ 72 ساعة الماضية، وثقت وكالتنا استشهاد 13 مدنياً بينهم أطفال، وإصابة 12 آخرين، وخروج محطتين للمياه عن الخدمة، وإلحاق أضرار مادية كبيرة بممتلكات المواطنين.
ونقلاً عن سجلات المشافي، وفقاً للتسلسل الزمني لاستشهادهم، الشهداء هم: “عماد جلال الحطاب، هيثم يوسف عيد، رهف إسماعيل العبود 12 عاماً، نادية خضر المحمد 18 عاماً، هند فرحان العبود 30 عاماً، آية إسماعيل العبود 8 أعوام، نادين ثليج العبيد 22 عاماً، ياس ياسين الزعر 37 عاماً، ماريا ياسين الزعر 12 عاماً، سلوى ياسر الزعر 5 أعوام، رغد محمد الزغير 22 عاماً، شام بشار الزغير 4 أشهر، إيلاف بشار الزغير عاماً ونصف”.
والمصابون أيضاً حسب تسلسل إصابتهم، وثقت وكالتنا أسماء 7 منهم، وهم: “عمار الياسر 17عاماً، والطفل أحمد الخليل المحمد 9 أعوام، علي حسن الضامن 12 عاماً، ملك عبود الحسين 25 عاماً، سورية العبود 50 عاماً، فهد إسماعيل العبود 15 عاماً، ملك إسماعيل العبود 6 أعوام”.
وعلى الصعيد الاجتماعي، لقي الهجوم والقصف ردود فعل شعبية وعشائرية، وسياسية أيضاً، تندد وترفض هذه الأعمال، وكان في مقدمتها ردود الفعل من العشائر العربية في ريف دير الزور.
المصدر: ANHA.