بعد 104 أعوام هل هناك سايكس بيكو جديد؟
مضت 104 سنة على اتفاقية سايكس بيكو، حيث كان الهدف الأساسي منها هو تحويل الشرق الأوسط إلى مستنقع من الدماء، ومع استمرار الحرب العالمية الثالثة التي كان مركزها سوريا، فقدت هذه الاتفاقية مضمونها، وصارت تشير إلى بدء مرحلة جديدة، حيث عقدت القوى الإمبريالية “أمريكا، إسرائيل، وروسيا” اجتماعاً في القدس، لم يتضح مضمونه إلى الآن ، والسؤال هنا هل هناك سايكس بيكو جديد؟.
مضت على اتفاقية سايكس بيكو التي وُقعت عام 1916 بشكل سري، 104 عاماً، هذه الاتفاقية التي وُقعت أثناء الحرب العالمية الأولى، في الـ 16 من أيار عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا، أي بعد 17 يوم من محاصرة الجيش الـ 6 للعثمانيين للقوات الإنكليزية في منطقة كوت العمارة العراقية، وتم قبولها من قبل روسيا أيضاً في تشرين الأول من العام ذاته، وقد تمت بشكل سري، وكان أساسها تقسيم الشرق الأوسط.
كان من بين الذين شاركوا في هذه الاتفاقية الإنكليزي مارك سايكس، والدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو، ولو لم يتم الكشف عن كل الاتفاقات التي أبرمها القيصر الروسي، من قبل حكومة الاتحاد السوفييتي عام 1917، كان من الممكن عدم كشف اتفاقية سايكس بيكو إلى الآن.
لقد تسببت هذه الاتفاقية منذ اليوم الأول من توقيعها في تحويل الشرق الأوسط إلى مستنقع من الدماء، لأنها لم تكن سوى تقاسم للمناطق المحتلة في غرف الفنادق، كما كانت نواة وبذرة كافة المشاكل والأزمات في الشرق الأوسط من صراع بين السنة والشيعة، الكرد والعرب والتركمان، الإسلام والمسيحية، كل هذه كانت من نتائج تلك الاتفاقية، كما أنه لم يتم خلالها الاعتراف بالعشائر، وبشرائح المجتمع، التي عاشت مع بعضها البعض في مزوبوتاميا.
الأجواء السياسية التي تم فيها توقيع هذه الاتفاقية
إنكلترا التي سيطرت على شبه الجزيرة العربية، دعمت انتفاضة مكة التي قادها الشريف حسين بن علي، وذلك بهدف بناء دولة عربية تابعة لها في فلسطين والعراق، حيث تم توقيع معاهدة بين الشريف حسين والقائد الأعلى في بريطانيا مكماهون في مصر، ولكن فرنسا رفضت هذا المخطط، وضغطت على بريطانيا لتوقيع اتفاقية جديدة.
بداية هذه اللقاءات كانت في تشرين الثاني من عام 1915، بين فرانسوا جورج بيكو، وهارولد نيكولسون، أي قبل الحرب العالمية الأولى حيث كان فرانسوا جورج بيكو المستشار السياسي في سفارة فرنسا في بيروت، وفي عام 1915 كان المستشار السياسي في السفارة الفرنسية بلندن، أما هارولد نيكولسون فقد كان مستشار العلاقات الخارجية في امبراطورية بريطانيا، وتوقفت اللقاءات بينهما بسبب عدم الاتفاق على مستقبل سوريا، وفي شهر كانون الأول، عيّن مستشار وزير الحرب البريطاني اللورد كيتشنر، البرلماني مارك سايكس.
بيكو وسايكس، توصلا سريعاً إلى نتيجة، ووضعا مخططهما في كانون الثاني من عام 1916، وتمت الموافقة عليه في شهر شباط بين فرنسا وبريطانيا بشكل سري، وفي شهر آذار من العام ذاته توجه بيكو وسايكس إلى روسيا، وقدما مقترح مخططهم لوزير الخارجية الروسي سريغي سازونوف، الذي أبدى موقفه الإيجابي من المخطط، وطلب بأن يضاف مطلب روسيا في السيطرة على شرق الأناضول ومنطقة البحر الأسود إلى المخطط، وبعد إضافة المطلب الروسي إلى المخطط، تم إكمال الاتفاق في تشرين الأول من العام ذاته.
السيناريوهات الخفية التي تمت كتابتها
عندما وضع كل من سايكس وبيكو بنود الاتفاق، لم يهتما لأديان، ولا لثقافة، ولا لاختلاف الجغرافية في الشرق الأوسط، فقط قسّما المنطقة فيما بينهما، وبسبب عدم وضوح الحدود التي تم الاتفاق عليها في غرف الفنادق، لم يصل الاتفاق إلى أهدافه بالشكل المطلوب، حيث لم تكن الحدود بين المناطق واضحة، والقوى الاستعمارية باتت أقوى من العثمانيين الذين كانوا يحتلون القسم الأكبر من الشرق الأوسط، وادعت هذه القوى بأنها ستقسم مناطق الشرق الأوسط فيما بينها، من أجل أن تصبح منطقة آمنة.
وكانت نتيجة التقسيمات التي تم الاتفاق عليها، أن تسيطر روسيا على شمال باكور كردستان “شمال كردستان”، فيما تسيطر فرنسا على شرق البحر المتوسط، جنوب باشور كردستان “جنوب كردستان”، الموصل، وسوريا، وما تبقّى من مناطق كحيفا، عكا، بغداد، وجنوب مزوبوتاميا، سُلّمت لإنكلترا، هذا الاتفاق تغافل عن 40 مليون كردي يعيشون في الشرق الأوسط.
وبحسب الاتفاق سيتم تشكيل دول للعرب في المناطق التي سيطرت عليها فرنسا وانكلترا، كما أنه سيتم تحويل اسكندرون إلى ميناء حر، بالإضافة إلى تشكيل إدارة دولية في فلسطين.
الصحفي والباحث التاريخي أردوغان آيدن أشار إلى أن الأكثر تضرراً من اتفاقية سايكس بيكو هم الكرد، ونوه أنه كان هناك معارضون لهذا الاتفاق، حتى أنه قد كتب في تاريخ العثمانيين أيضاً، وقال في هذا السياق “في كتابة تاريخ العثمانيين، كانت هناك معارضة لهذا الاتفاق، بذريعة أنها قسمت الأراضي العثمانية، وبدلاً من معارضة العثمانيين السيطرة على الأراضي العثمانية، كان عليهم أن يعارضوا سلب حقوق الشعوب التي كنت تقطن في المنطقة، ولم تؤخذ إرادة الشعب الكردي بعين الاعتبار، أي أن المرض الذي خطط له ونشره الإمبرياليون هو موضوع حديث.
أوضاع الكرد
إن قدر الكرد أن يكونوا مقسّمين بين 4 دول (تركيا، سوريا، العراق وإيران) وأن يُنظر إليهم كأقلية في هذه الدول، وقد سُطّر هذا بالخط العريض خلال هذه الاتفاقية، وعلى الرغم من أنه لم ترسم الحدود السياسية بشكلها النهائي في اتفاقية سايكس بيكو، إلا أن هذه الحدود تم الاتفاق عليها ضمن اتفاقيات لاحقة وبموجبها تم تقسيم كردستان ووُضع قدرها تحت نير 4 دول مستعمرة.
إن الشعب الكردي الذي تُمارس بحقه استراتيجية الفصل والتباعد عن بعضه البعض وتشتيته وصهره من قبل الدول المستعمرة منذ عقود، ظل شعباً محافظاً على وجوده ضمن تلك الأنظمة السلطوية في الأجزاء الأربعة كأقليات قومية، رغم تعرضه لكافة أنواع الإبادة والصهر والإنكار.
تركيا
الشعب الكردي كانوا الأكثرية الساحقة في شمال كردستان، والتي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي، وذلك أثناء قيام الجمهورية في البلاد، ولكن الأخيرة اتبعت سياسة عنصرية بحق الكرد، قائمة على أساس العنصرية التركية والإسلام السني، وعليه أُجبر كل مواطن يعيش في ظل هذه الجمهورية أن يصبح “مسلماً تركياً”، فيما تم تهجير وإبادة غير المسلمين في فترة زمنية قصيرة، وتمكنت تركيا بعدة أساليب من القضاء على غير المسلمين وغير الأتراك، ولكن وجود الكرد كانت العقبة الأكبر أمام نجاح سياسات هذه الدولة الرسمية، ومن 1920 إلى 1938 أدت الانتفاضات التي شهدتها شمال كردستان إلى ارتكاب العديد من المجازر بحق الكرد ونهب الممتلكات والتهجير والنفي وإنكار الحقوق الأخرى، ومنذ الستينيات فصاعداً، بدأ فصل جديد من النضال، من أجل الاعتراف بالكرد والبحث عن حقوقهم مرة أخرى بطرق حديثة تحت قيادة أجيال من المثقفين، ولازال النضال الكردي من أجل الاستقلال مستمراً إلى يومنا هذا.
سوريا
في سوريا كانت مجموعات عرقية كالعرب والكرد والتركمان والفلسطينيين والأرمن والرومان والآشوريين وغيرهم، وكأديان كالمسيحيين والمسلمين والآشوريين وغيرهم، وكمذاهب مثل المارونية، الدروز، الروم الأرثوذكس، الروم الكاثوليك، بالإضافة إلى الطوائف الرسولية الأرمينية، والبروتستانت تتعايش مع بعضها البعض.
لكن تم تجاهل وجود الكرد فيها أيضاً، ولم يتم الاعتراف حتى بوجودهم كشعب وبهويتهم في هذا البلد، وحُكم عليهم بالعيش دون جنسية على أرضهم.
وبعد انطلاق ما عرف باسم الربيع العربي، بدأت إلى ثورة في روج آفا أيضاً، وبنتيجتها تمكن الكرد من تأسيس إدارة ذاتية في مناطقهم، وتمكنوا من إعادة إحياء وتعليم اللغة الكردية الأم، وتطوير الأنشطة الثقافية والفنية والحصول على العديد من الحقوق الأخرى، لذا فإنه وبعد باشور كردستان، حصل الكرد في روج آفا على نوع من الحرية والحقوق، ولكن الفرق أنه في نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا التي أعلن عنها الكرد، اتخذت كافة المكونات والشعوب المتعايشة معهم مكانها فيها وضمن إدارتها، ولكن حتى الآن لم يتم الاعتراف الرسمي بهذه الإدارة لا من قبل دمشق ولا الدول الإقليمية ولا العالم.
إيران
تضم إيران التي تعدّ دولة قوية في الشرق الأوسط عدداً كبيراً من الكرد. وبموجب اتفاقية قصر شيرين، التي تم توقيعها عام 1639 بين الإمبراطورية العثمانية والدولة الصفوية في إيران، فقد ضمت جزءاً من كردستان إلى إيران.
واليوم، يعيش عدد كبير من الكرد في ما بات يعرف باسم شرق كردستان. وخلال المرحلتين الصفوية والإمبراطورية، كانت السلطة ظالمة واستبدادية بحق الكرد.
حيث ناضل الكرد باستمرار من أجل نيل حقوقهم الإنسانية والوطنية، وخلال الحرب العالمية الثانية، تمكنت روسيا السوفيتية وبريطانيا من احتلال إيران لفترة وجيزة، وفي هذه الحقبة تم تأسيس جمهورية مهاباد التي كان قاضي محمد رئيساً لها، والتي حظيت بدعم من السوفييت، وبعد حوالي عام من تأسيس هذه الجمهورية انسحب السوفييت من إيران، لتهاجم بعدها الجيوش الإيرانية هذه الجمهورية الفتية وتجبر كافة رؤساء العشائر الكردية المشاركين في إنشائها إلى الرضوخ لشاه إيران، فيما بقي قاضي محمد بدون أي دعم ليتم اعتقاله وإعدامه فيما بعد، وبهذا الشكل أُنهيت أول جمهورية كردية تأسست عبر التاريخ، وعليه لازال الشعب الكردي في روجهلات (شرق كردستان) حاله كحال أخوته في باقي أجزاء كردستان يتعرض للظلم والإنكار ويواصل النضال بكافة الطرق لنيل حقوقه.
العراق
إن غالبية سكان العراق من العرب، وستون% من العرب هم من الشيعة، كما انتشرت أيضاً مئات القبائل مثل جيليبي وموسيفي وتميم وحسن وحسين وحفاسي وزفانيل وساند وسلمان ونعيمي وكاراجول والموالي في منطقة البصرة.
وفي غربي البلاد يقطن عدد قليل من العرب السنة، وينقسمون إلى ثلاث قبائل، وهي “قبيلة ديلم التي انتشرت في الأردن وسوريا، فيما انتشرت قبيلة شمر في جميع أنحاء العالم العربي وانتشرت بكثرة على طول خط الحجاز والأردن وسوريا، والقبيلة الثالثة هي قبيلة عبيد التي كانت في عداء تاريخي وحالة حرب مع كل من قبائل الجبور والتركمان.
وأقل الجماعات القومية الكردية هم من يعيشون في سوران، ومعظمهم من الكرد الشافعيين، والبهدينان، والنقشبنديين، فيما يعيش الكرد الإيزيديون في منطقة سنجار.
وقد ناضل الكرد في العراق بعد الحرب العالمية الأولى من أجل الاعتراف بوجودهم وحقوقهم الإنسانية، ولكن لأن البريطانيين عارضوا هذا المطلب، لم ينجح الكرد، وعلى الرغم من بعض الوعود في تثبيت حقوقهم في دستور العراق، إلا أنه لم يتم الوفاء بها، واستمرت معاناتهم حتى إنشاء إقليم كردستان بشكل رسمي.
وكانت المرة الأولى التي يحصل فيها الكرد في باشور كردستان على حكم ذاتي، وقد أجرت حكومة إقليم كردستان مؤخراً استفتاءً على الاستقلال، لكنها فشلت.
عدم إشراك الكرد في الحل
في الوقت الذي تسير فيه كل الأمور ببطء في سوريا وتتخذ كافة الأطراف أماكنها، تستمر معها جهود القوى الإمبريالية في عدم إشراك الكرد في الحل. فالقوى الإمبريالية والدول الإقليمية القومية تريد الحفاظ على الوضع الراهن والإبقاء على اتفاقية سايكس بيكو، لكن الكرد لم يعد أوضاعهم هي نفسها كما قبل 100 عام.
المؤرخ أردوغان آيدن يقول في هذا الصدد:” هناك اختلافات كبيرة بين أوضاع الكرد في الأمس واليوم، فبالأمس كانت القبائل الكردية متناحرة ولم تكن تعترف ببعضها البعض وتتعاون مع القوى المختلفة ضد بعض، لكن اليوم، وعلى الرغم من تقسيمهم إلى أجزاء وفئات، فإن اليوم يتم النقاش على القضية الكردية في مراكز القرار العالمية، وفيما أن القوى الإمبريالية رسمت خريطة تقسيم أرض الكرد دون أخذ رأيهم والنظر في مطالبهم، لن تتاح لهم مثل هذه الأفعال اليوم”.
يريدون حرمان الكرد من دولة
آيدن أوضح أنهم لا يريدون إشراك الكرد في مباحثات الحل في سوريا ” اليوم، القوى الإمبريالية وكذلك الدول الكبرى لا تريد إشراك الكرد في الحل السوري، وهذه العقلية مستمرة، هناك قوى تريد حرمان الكرد من أي دولة ومن أي كيان، وتلك القوى تسعى إلى تطبيق ذلك عبر التوافقات، لكي لا يحصل 40 مليون كردي في المنطقة على كيان، تتفق الدول المتناحرة فيما بينها”
وواصل آيدن” وجراء التأخر لقرن كامل على العراق وتركيا وإيران وسوريا، على تلك الدول أن تعترف بحق الكرد، هذا هو الطريق الأساسي لتحقيق العدالة والسلام في الشرق الأوسط”.
مشاركة الكرد شرط أساسي لتحقيق حل مستدام
وأوضح آيدن أن توافقات فعلية جرت بين الكرد وأمريكا في سوريا خلال مرحلة محاربة داعش، وتابع “على الأوساط المستاءة من تلك التوافقات، إزالة الأسباب التي تجعل الكرد بحاجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إذا أُعطي الكرد حقوقهم لن يضطر الكرد إلى عقد توافقات مع أمريكا، يجب توضيح ذلك، الاتفاق بين الكردي وأمريكا ليس اتفاقاً قذراً، الكرد في سوريا والعراق وتركيا وإيران طرحوا نموذج حل اتحادي
إعادة إطلاق المرحلة
منطقة الشرق الأوسط التي مرت قبل قرن من الزمن بحروب على السلطة وتنافس على النفوذ تعيش في الوقت الراهن مرحلة تعمق الأزمات، بعد الكشف عن اتفاقية سايكس بيكو، انطلقت هجمات من كل صوب وحدب، ومنطقة الشرق الأوسط تمر في الوقت الراهن بنهاية تلك المرحلة، اليوم، تدور الحرب العالمية الثالثة ومركزها سوريا، الحرب والحملات التي أطلقتها القوى المستعمرة، تتجه بالمنطقة إلى شكل جديد.
الاتفاق الأمريكي- الروسي
في الـ 24 من حزيران عام 2019 عُقد اجتماع أمني بين أمريكا وروسيا وإسرائيل في مدينة القدس، وإذا ما جرى تقييم للمستجدات الحاصلة، سيتضح أن الولايات المتحدة وروسيا اجتمعتا من أجل إيجاد حل للأزمة السورية وخلق توازنات جديدة.
قبل أيام، تحدث المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري إلى صحيفة الشرق الأوسط، وأكد على ضرورة مغادرة جميع القوات الأجنبية التي دخلت الأراضي السورية عقب 2011، باستثناء القوات الروسية، مهما قيل أن جيفري قصد من ذلك الإشارة إلى القوات الإيرانية، ولكن يبدو أن هناك اتفاقاً بين روسيا وأمريكا جرى في القدس، والأيام ستكشف عن البنود الأخرى المتفق عليها، عدا عن الاتفاق على إخراج إيران من سوريا، ولكن هذا الاتفاق يطبق على مراحل ومن المهم جداً أن يُعرف موقع الكردي من ذلك الاتفاق.
ومهما كانت هناك احتمالات إقصاء الكرد من الحسابات الكبيرة، يظهر أن نتائج ذلك ستكون أشدّ وطأة على القوى الامبريالية بالمقارنة مع القرن السابق.
النتيجة
بغض النظر عن الوضع الخاص للكرد، والذي يستمر عبر معاداة سوريا، في هذه الشروط التي لا تستطيع الشعوب فيها تقرير مصيرها، سيكون إعادة رسم الخرائط بمثابة إعادة تقاسم النفوذ، في عملية إعادة تقاسم النفوذ ستكون هناك فوائد وأضرار للكرد، عندما تجري عملية إعادة رسم الشرق الأوسط، سيكون تشتت الصف الكردي أكبر عائق أمام الكرد.
الباحث في التاريخ، أردوغان آيدن، أوضح أن أكبر ثورة للكرد هو تحقيق وحدة وطنية، وأضاف “
تحقيق وحدة الكرد له أهمية مصيرية بالنسبة لحل مشاكل المنطقة ومشاكل الكرد أنفسهم، وأكبر ثورة للكرد هي وحدتهم، وتشتت الكرد يفرز وقائع سلبية للكرد وللمنطقة، إن ما يجب فعله واضح، وعلى الجميع أن يضع المصالح الحزبية جانباً من أجل المصلحة الوطنية.
واضح جداً، أن سياسات الكرد في جنوب كردستان والتي تتقاسم منابع البترول مع القوى المهيمنة في المنطقة، لا تدعم وحدة الكرد، ويعرض استقرار المنطقة للخطر، الذين يضعون البترول في خدمة أحزابهم لن يضروا فقط بداعميهم بل بجميع الكرد، يجب حل هذه المشكلة فوراً”.
المصدر: وكالة أنباء هوار.