أخبار

هل يستغل أردوغان حركة حماس لتحسين علاقته بإسرائيل؟

رأى خبراء ومختصون في الشأن الفلسطيني والدولي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستغل حركة حماس من أجل تحسين علاقته بإسرائيل، مشيرين إلى أنه بات من الواضح أن تركيا لن تدخر جهداً في الضغط على حماس من أجل تقديم تنازلات لإسرائيل بالملفات الرئيسية.

ولفت الخبراء إلى أن التحول في الموقف التركي من إسرائيل ليس بالأمر الجديد وأن الخلاف الذي كان بين أنقرة وتل أبيب لم يكن سوى إعلامياً، مستشهدين بالعلاقات التجارية والدبلوماسية الجيدة بين البلدين منذ سنوات طويلة التي لم تؤثر فيها حادثة اعتداء الجيش الإسرائيلي على سفينة ”مافي مرمرة“ التركية عام 2010.

وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، أحمد عوض، إن ”الرئيس التركي يستخدم ورقة حركة حماس لتحسين علاقته بإسرائيل، وأن الرسائل التي بعث بها أردوغان إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة تؤكد استعداده لعقد اتفاقيات جديدة مع تل أبيب عبر الضغط على حركة حماس وإتمام صفقة تبادل“.

وقال عوض لـ“إرم نيوز“، إن ”أردوغان بإمكانه الضغط على حماس وإجبارها على خفض سقف مطالبها بشأن صفقة تبادل أسرى خاصة، وأن معظم قيادات الحركة في تركيا تعتبر إسطنبول مركزاً لها ولتواجدها بالخارج إلى جانب العاصمة القطرية الدوحة“، مضيفا أنه ”من الواضح أن أردوغان يسعى لتحسين علاقته بدول الشرق الأوسط من خلال تطبيق نظرية صفر مشاكل مع الخارج، الأمر الذي دفعه للقبول بالشروط المصرية للمصالحة والسعي نحو إنهاء الخلاف مع السعودية ومن بعدها الإمارات، وأن كل هذه التحركات كانت على حساب الشعارات التي نادى بها أردوغان على مدار السنوات الماضية“.

وتابع أن ”الأهم بالنسبة لتركيا في الوقت الراهن تحسين علاقتها مع إسرائيل الأمر الذي سينعكس إيجابًا على العلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة وأن الرئيس التركي يسعى في الوقت الراهن لاستغلال التغيرات في الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض لصالح ذلك“، مشيرا إلى أن ”حماس قد تكون كبش الفداء الذي يقدمه أردوغان من أجل تحسين العلاقات مع أمريكا وإسرائيل، وذلك على غرار القرارات التي اتخذها بحق أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المتواجدين في تركيا منذ سنوات، وأن هذه المرة ستكون من خلال إجبار حماس على القبول بالتسويات التي يتم التوصل لها بين أنقرة وتل أبيب“.

وأوضح عوض أن ”دخول تركيا على خط الوساطة بين إسرائيل وحماس قد يساهم بشكل كبير في تحريك المياه الراكدة بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بمفاوضات صفقة التبادل، وأن حماس لا يمكن لها الاستغناء عن أنقرة أو الدوحة كحليفين استراتيجيين ومركزين مهمين لقيادة الحركة بالخارج“.

التخلي عن الشعارات

أما المحلل السياسي، أحمد رأفت، فقد أشار إلى ”تخلي الرئيس التركي عن الشعارات والمبادئ التي أعلن عن تبنيها طوال السنوات الماضية، وأن ذلك بسبب المشاكل التي وقعت بها تركيا بسبب سياسات أردوغان في الشرق الأوسط والعالم“.

وقال رأفت لـ“إرم نيوز“، إن ”أردوغان والنظام التركي يدركان جيداً مدى حاجة حماس للوجود على الأراضي التركية والاستفادة من التسهيلات المقدمة للحركة فيما يتعلق بحرية التنقل بالداخل والخارج وحرية نقل الأموال وغيرها من القضايا الأمنية التي تثير حفيظة إسرائيل والولايات المتحدة“.

وتابع أن ”أردوغان ونظامه يسعيان في الوقت الراهن لاستغلال هذه الحاجة من قبل حماس للتقارب مع إسرائيل، الأمر الذي يرجح تكرار سيناريو ما حدث مع الإخوان المسلمين بعد التفاهمات الأخيرة مع مصر في حال لم تنصع حماس لمطالب أنقرة فيما يتعلق بصفقة تبادل أسرى والتهدئة في قطاع غزة“.

قوة إقليمية

ولفت إلى أن ”أردوغان يعرض نفسه من خلال هذه الوساطة أمام أمريكا كقوة إقليمية في الشرق الأوسط، والحليف الأهم لواشنطن وتل أبيب، وأن أي موقف من حماس معارض لتركيا سيؤدي بالمحصلة إلى طرد جملة من عناصر الحركة الذين اتخذوا من إسطنبول مقراً للإقامة، وأنشأوا فيها أعمالهم التجارية الخاصة على مدار السنوات الماضية“، منوها إلى أن ”حماس معنية بإنجاز صفقة تبادل أسرى، كما أنها مهتمة بعد خسارة تركيا في الوقت الراهن، الأمر الذي قد يجبرها بقبول الحلول الوسط مع إسرائيل في حال تولت أنقرة الوساطة بين الجانبين“.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ الإسرائيلية، تفاصيل رسائل تلقتها إسرائيل من تركيا، ضمن مساعي الأخيرة لتحسين علاقتها مع إسرائيل، موضحة أن ”الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عرض الوساطة بين تل أبيب وحماس في ملفات مهمة، مثل قضية صفقة تبادل أسرى بين الجانبين“.

وأضافت الصحيفة، أن ”أردوغان أرسل رسائل إلى إسرائيل مفادها أن تركيا مهتمة بإعادة العلاقات معها، وعرض عليها العمل كوسيط بينها وحماس لدفع قضايا مهمة، مثل قضية الأسرى والمفقودين“، مبينة أن ”هذه الرسائل نقلها السفير التركي لدى الولايات المتحدة مراد ماركان، الذي يعدّ من أقرب الأشخاص إلى أردوغان“.

يشار إلى أن هيئة البث الإسرائيلية ”كان“ نقلت عن مسؤول في الحكومة التركية قوله إن ”الوقت قد حان لإعادة العلاقات بين بلاده وإسرائيل، وإن الرئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هرتسوغ يمكن أن يلعب دورا رئيسا في هذا الإطار“.

جاء ذلك، عقب اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي بنظيره الإسرائيلي، وهو الأول منذ سنوات طويلة، حيث شهدت العلاقات التركية الإسرائيلية توتراً على مدار السنوات الماضية وخاصة بعد حادثة سفينة ”مافي مرمرة“ في 2010.

المصدر: العين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى