أخبار

هآرتس: مشروع قناة أردوغان “المجنون” يتحدى روسيا ويهدد بزعزعة المنطقة

قالت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية: إن مشروع قناة إسطنبول ”المجنون“، الذي أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتحدى روسيا، ويهدد بإثارة الاضطرابات في المنطقة.

وأضافت في تحليل إخباري نشرته اليوم الإثنين: ”يمضي أردوغان قدُما في بناء قناة تصل إلى البحر الأسود، وهو ما تخشاه روسيا، لأن تلك القناة ستوفّر ممرا جديدا للسفن الحربية الغربية خلال الصراع“.

وكتبت الصحيفة الإسرائيلية: ”لم يكن أردوغان يجرؤ على لعب الكراسي الموسيقية مع روسيا، ولكن بعد لقائه الأسبوع الماضي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد قال: إن تركيا تقف إلى جوار الشعب الأوكراني، وتعارض ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتسعى للسلام في المنطقة“، لافتة إلى أن هناك تقارير تشير إلى أن أنقرة يمكن أن تبيع طائرات مسيرة تركية لأوكرانيا.

وتابعت ”هآرتس“: ”روسيا التي قامت بنشر قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، ترى تلك البيانات على أنها تهديد، وردّت سريعا، وأمرت بتقليص الرحلات الجوية التجارية بين روسيا وتركيا إلى اثنتين أسبوعيا حتى منتصف يونيو، إذ من المعتقد أن هذا القرار جاء نتيجة تفشي فيروس كورونا، إذ سيضطر أكثر من نصف مليون سائح، يمثلون مصدرا رئيسا لصناعة السياحة التركية، إلى إلغاء رحلاتهم“.

وقالت الصحيفة: ”أوضحت روسيا من قبل أن تركيا ليست حليفا إستراتيجيا، ولكنها مجرد صديق مقرّب، كما أن الخطوات الأخيرة كانت بمثابة تذكرة للأتراك بالعقوبات الصارمة التي فرضتها موسكو على الاقتصاد التركي في عام 2015، بعد قيام تركيا بإسقاط طائرة روسية مقاتلة بالقرب من الحدود السورية“.

ورأت ”هآرتس“ أن التقارب بين تركيا وأوكرانيا ليس السبب الرئيس الذي أثار قلق روسيا، إذ يمثل حلم أردوغان، ببناء قناة تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، الذي تطل عليه إسطنبول، ”لغما أرضيا عملاقا“، وإذا تحقق فإنه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عنيفة في المنطقة.

ووفقا للصحيفة، ”كان مشروع قناة إسطنبول حلما منذ التسعينيات، في ظل حجم الحركة البحرية الكبير في مضيق البوسفور، والآن فإن أردوغان يروّج للمشروع من خلال أسباب اقتصادية، إذ يقول الخبراء التابعون له: إن زيادة الملاحة عبر القناة ستمنح الدولة عشرات المليارات من الدولارات سنويا، وسوف توفّر -أيضا- فرص عمل واسعة للشعب التركي، الذي يعاني من نسبة بطالة تصل إلى 13%“.

وذكرت ”هآرتس“: ”هناك تقارير تشير إلى أن رجال أعمال كبارا، وأقارب لأردوغان اشتروا أراضي بالقرب من مسار قناة إسطنبول، ولكن الفرص الاقتصادية ليست هي التي تثير قلق روسيا وبروكسل، والدول المطلّة على البحر الأسود، إذ ستكون تركيا هي المسيطرة على حركة الملاحة، والقادرة على السماح بمرور السفن الحربية من البحر المتوسط إلى البحر الأسود“.

وتابعت الصحيفة: ”على الصعيد الظاهري، يمكن أن يكون هذا التطور أنباء إيجابية بالنسبة للولايات المتحدة، التي ستكون قادرة على إرسال سفنها الحربية إلى البحر الأسود حال اندلاع حرب مع روسيا“.

وقالت ”هآرتس“: ”لكن دون شك فإن واشنطن ستكون مضطرة لتقديم تنازلات إلى تركيا، مثل التخلي عن حملتها المضادة لحصول أنقرة على نظام الدفاع الصاروخي الروسي ”إس 400″، ويتعين على الرئيس الأمريكي جو بايدن -أيضا- تجاهل الانتهاكات التركية لحقوق الإنسان، وأن يترك أردوغان يفعل ما يحلو له ضد الأكراد“.

كما قالت الصحيفة: ”حتى في الوقت الذي يمكن أن يرى فيه بايدن القناة بوصفها ”أصلا إستراتيجيا“ بالنسبة للغرب، فإنه سوف يكتشف أن الصين تقتحم المشروع، الذي أعربت عن اهتمامها به في عام 2011، عندما كانت الخطة على الورق فقط، ووفقا لوسائل الإعلام التركية، فإن شركات صينية تخطط لتقديم 4 عروض لبناء القناة، ومن المتوقع أن يكون بنك الصين ضامنا للكثير من أعمال البناء، وكثيرا ما يلتقي أردوغان مع مسؤولين صينيين لتقديم عروض مغرية“.

المصدر: آدار برس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى