“نبارك لأردوغان عداوة مسيحيي العالم كله”.. انتقاداتٌ واسعة لقرار تركيا بشأن “آيا صوفيا”
وكتب أناستاسياديس على صفحته في “فيسبوك”: “قرار مجلس الدولة التركي بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد يمثل مشكلة أخرى للعالم المتحضر بأكمله ومنظماته الدولية”.
ووصف الرئيس القبرصي هذه الخطوة بـ”انحراف عن التاريخ وتدنيس لموقع تراث عالمي له قيمة عاطفية خاصة لجميع المسيحيين على وجه الأرض”.
فرنسا تأسف
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، أنّ بلاده “تأسف” لقرار السلطات التركية تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول من متحف إلى مسجد.
وقال لودريان في بيان إنّ “فرنسا تأسف لقرار مجلس الدولة التركي تعديل وضع متحف آيا صوفيا، ولمرسوم الرئيس أردوغان بوضعه تحت سلطة مديرية الشؤون الدينية. هذان القراران يشكّكان في أحد أكثر الإجراءات رمزية لتركيا العصرية والعلمانية”.
وشدّد الوزير الفرنسي على “وجوب الحفاظ على سلامة هذه الجوهرة الدينية والمعمارية والتاريخية، رمز الحرية الدينية والتسامح والتنوّع، والمدرجة على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي”.
اليونسكو “قلقة”
بدورها، أعربت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أودري أزولاي عن أسفها الشديد، للقرار الذي اتخذته السلطات التركية من دون إجراء حوار مسبق، بتغيير وضع “آيا صوفيا”.
وقد أعلمت أزولاي السفير التركي لدى اليونسكو، مساء الجمعة، بقلقها البالغ حيال هذا الموضوع.
ويمثل متحف “آيا صوفيا” -الذي قررت السلطات التركية تحويله إلى مسجد- جزءاً من مدينة “إسطنبول التاريخية”، وهي مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي كمتحف.
وقالت أزولاي بهذا الشأن “إنّ “آيا صوفيا” تحفة معمارية وشاهد فريد على التفاعل ما بين أوروبا وآسيا على مر القرون، ويعكس وضعها كمتحف الطبيعة العالمية لتراثها، ويجعلها رمزاً هاماً للحوار”.
وقالت المنظمة في بيان لها: “يثير القرار الذي أُعلن عنه، الجمعة، مسألة تأثير تغيير الوضع في القيمة العالمية لهذا التراث الثقافي، وبناءً على ذلك، يجب أن تحرص الدولة التي توجد ممتلكات التراث الثقافي على أراضيها، على عدم إدخال أي تعديل عليها من شأنه الإضرار بقيمتها العالمية الاستثنائية”.
وأضافت: “يقتضي إدخال أي تعديل من هذا النوع، قيام الدولة المعنية بإخطار اليونسكو مسبقاً بالموضوع، وبعدها تقوم لجنة للتراث العالمي بالنظر فيه عند الاقتضاء”.
وشددت (يونسكو) على أنّ مشاركة المجتمعات المحلية وغيرها من الأطراف المعنية بالممتلكات الثقافية، مشاركة فعلية ومنصفة وشاملة للجميع، هي شرط أساسي للحفاظ على هذه الممتلكات، ولإبراز فرادتها وقيمتها.
وتابعت أن هذا الشرط يفيد في حماية القيمة العالمية الاستثنائية للتراث الثقافي ونقلها، وهو جزء أصيل من روح اتفاقية التراث العالمي. ويفيد هذا الشرط في حماية القيمة العالمية الاستثنائية للتراث الثقافي ونقلها، وهو جزء أصيل من روح اتفاقية التراث العالمي.
وأوضحت في بيانها: “أُبلغت تركيا بهذه الشواغل عبر عدة رسائل، كما أُبلغ بها ممثل الوفد التركي لدى يونسكو؛ ومن المؤسف اتخاذ هذا القرار من دون إجراء أي حوار أو إخطار مسبق”.
ودعت (يونسكو) السلطات التركية إلى استهلال هذا الحوار دونما تأخير، بغية تجنب أي تراجع للقيمة العالمية لهذا التراث الاستثنائي، الذي ستقيّم لجنة التراث العالمي حالة صونه في أثناء انعقاد دورتها المقبلة.
وأشار مساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة إرنستو أوتوني راميريز إلى أنّه “من الضروري تجنب اتخاذ أي تدبير تنفيذي لم يناقَش مسبقاً مع اليونسكو، وقد يؤثر في عملية الدخول إلى المبنى وفي هيكليته وفي أثاثه وأسلوب إدارته”، فقد يشكّل اتخاذ مثل هذه التدابير انتهاكاً للقواعد التي وضعتها اتفاقية التراث العالمي لعام 1972.
القرار استفزازي ومناف للتاريخ
فيما وصف رئيس حزب يوناني قرار تركيا تحويل كاتدرائية “آيا صوفيا” في اسطنبول إلى مسجد بأنه استفزازي ومناف للتاريخ وغير قانوني، وطالب أثينا والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات قاسية على أنقرة.
وقال رئيس حزب “اليونان – الطريق البديل”، العضو في البرلمان الأوروبي، نوتيس مارياس، في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية:” قرار الرئيس التركي رجب طيب أدوغان بشأن “آيا صوفيا” ينتهك قرار اليونيسكو الذي أعلن الكاتدرائية موقعا للتراث العالمي”، وأضاف: “آيا صوفيا ليست غنيمة أردوغان، إنها ملك للبشرية جمعاء”.
وتابع: “هي رمز للمسيحية، وبتحويلها إلى مسجد، يستفز أردوغان ويهين ليس المسيحيين فحسب، بل البشرية كلها”.
وطالب مارياس المجتمع الدولي واليونيسكو والاتحاد الأوروبي والعالم المتحضر بأكمله أن “يعلن نضالاً مستمراً لضمان بقاء آيا صوفيا متحفاً وموقعاً تراثياً عالمياً”، معتبراً أنه يتوجب على الشعوب الأرثوذكسية، اليونانيين والروس، الوقوف معاً في طليعة النضال ضد “سقوط آيا صوفيا الحديث هذا، ضد تدنيس أكبر كنيسة أرثوذكسية، ضد إهانة إيماننا المسيحي”.
ودعا السياسي اليوناني لرد قوي على الخطوة التركية، وقال: “يجب على اليونان أن تفرض على الفور عقوبات ضد تركيا، منها إغلاق القنصلية التركية في كوموتيني (شمال شرقي البلاد حيث تعيش الأقلية المسلمة)، وإغلاق متحف أتاتورك في مدينة سلونيك، وإغلاق الحدود مع تركيا، وحظر حركة الأشخاص والبضائع، والتراجع عن فتح مسجد في فوتانيكوس، إضافة إلى إغلاق مئات المساجد غير القانونية، التي يديرها مهاجرون غير شرعيين”.
وأضاف: “على اليونان أن تحث الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، بما في ذلك حظر تمويل تركيا من الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي، وتجميد أصول المسؤولين الأتراك، وحظر دخول المسؤولين الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي، وحظر استيراد المنتجات التركية إلى الاتحاد الأوروبي”.
لم نعد علمانيين
بدوره، قال أورهان باموك، الأديب التركي الحائز جائزة نوبل للآداب، إن تحويل معلم آيا صوفيا التاريخي مرة أخرى إلى مسجد “يعني القول لباقي العالم للأسف أننا لم نعد علمانيين”.
وفي وقت تحظى فيه هذه الخطوة بشعبية بين المحافظين المؤيدين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال الكاتب باموك الأكثر شهرة في تركيا، إن القرار “سيزيل الفخر الذي كان لدى بعض الأتراك في كونهم أمة علمانية مسلمة”.
وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أن “هناك ملايين الأتراك العلمانيين مثلي يبكون ضد هذا القرار، لكن أصواتهم غير مسموعة”.
نبارك لأردوغان عداوة مسيحي العالم
في حين علق رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، على قرار تحويل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متحف آيا صوفيا إلى مسجد قائلاً “نبارك لك عداوة مسيحيي العالم كله”.
المصدر: آدار برس.