أخبار

ميراث الإبادة الذي ورثته الدولة التركية من أجدادها العثمانيين

تستمر المجازر التي ورثتها الدولة التركية عن أجدادها العثمانيين، اليوم، من خلال التهديدات الجديدة ضد شعوب المنطقة.

لجأ الزعيم الفاشي أردوغان مرة أخرى إلى الأقاويل الداعية للحرب لأنه أدرك أن الأزمة الاقتصادية والسياسية التركية ستسلبه العرش. يهدد أردوغان وبيروقراطيوه باحتلال شمال وشرق سوريا ويحاولون إطالة حكمهم عن طريق إبادة شعوب المنطقة وبخاصة الكرد.

تبدأ الدولة التركية بحملات الإبادة والمجازر التي ورثتها من أجدادها العثمانيين كلما شعرت السلطة الحاكمة بالعجر. فالمجازر التي ارتكبوها ضد شعوب الشرق الأوسط في القرن السادس عشر، وبعد أن بدأت الدولة العثمانية بالانهيار في القرن التاسع عشر، قتلت أكثر من مليون ونصف المليون  من الشعب الأرمني بدايةً.

سنحاول في هذا الملف تسليط الضوء مرةً أخرى على المجازر التي ورثتها الدولة التركية من العثمانيين والتي اُرتكبت بحق الشعوب العربية والسريانية والآشورية والأرمنية التي تعيش الآن في شمال وشرق سوريا.

المجازر التي ارتكبت بحق العرب

حلب – تلل 1516- 1517:بعد أن هزم السلطان العثماني الذي كان آنذاك ياووز سليم المماليك بمعركة مرج دابق حاصر حلب في البداية ثم بعد ذلك قام باحتلالها. مع احتلال حلب قُتل 40 ألف علوياً عربياً (نصيرياً)لأنهم دعموا المماليك. وبحسب بعض المصادر التاريخية فإن حوالي 24 ألفاً ممن قتلوا كانوا نساءً وأطفالاً.

دمشق 1559:عندما انتفضت العشائر العربية ضد ظلم الوالي العثماني، سحبوا سيوفهم بوجه العائلات الدمشقية الكبيرة بأمر من الوالي وصادروا منازلهم وممتلكاتهم. وتحتوي الوثائق المؤرشفة للتاريخ السوري فتاوي شيخ الإسلام بإبادة هذه العوائل.

حماة 1565: قُتل حوالي ألفي شخص من عشيرتي العشارنة وبني زياد اللذين لم يرغبا بدفع الضرائب والأتاوات للعثمانيين بمجزرة ارتكبت بأمر من ولاية حلب وأمراؤها.

1607 كويونجو باشا ومجزرة الجنبلاطيين: كان أصل مراد باشا الذي عرف باسم ’كويوجو‘ (حافر البئر) بسبب مجازره في الأناضول وميزوبوتاميا العُلوية وإغراق الأشخاص في الآبار من البوسنة. بعد أن بدأ الجلاليون بالانتفاضات في الأناضول عينه العثمانيون للقضاء عليها.

في عام 1607 نشر الجنبلاطيون وهم قسم من الجلاليين الموجودين في حلب وإدلب فرماناً يوضح أنهم لن يعترفوا بالسلطة العثمانية وأعلنوا سيادتهم بمساندة شعوب المنطقة وانضمت شعوب حلب ودمشق وإدلب والاسكندرون للجيش الجنبلاطي. والتقى جيش كويوجو مراد باشا وجيش الجنبلاطيين عند مفترق بلن في جبل نور على حدود إدلب – الأسكندرون.

بعد المعركة اعتقل مراد باشا جنبلاط وتوجه إلى إدلب وحلب وقتل آلاف الأشخاص. وبحسب المؤرخين فإن الجيش العثماني لم يترك أحداً سليماً في القواعد التي مرً بها.

مجزرة جزّار باشا 1775 -76 : جزّار (لحّام) أحمد هو باشا عثماني آخر ارتكب المجازر بحق العرب. يتحدث المؤرخ فائق بولوت عن مجزرة جزّار باشا بهذا الشكل “تولّى جزّار باشا الذي كان نائباً لوالي دمشق عثمان باشا عام 1775 -76 مهمة قمع الانتفاضة التي بدأتها العوائل الكبيرة في المنطقة مثل عوائل ظاهر العمر، زيدان وشهاب ضد الظلم العثماني. وفي عام 1775 قتلَ قائد الانتفاضة ظاهر العمر وبعد ذلك وتم ترقيته لرتبة الوزير وعينوه والياً لصيدا. شكّل جزّار جيشاً من العبيد البوشناق والألبان والشمال أفريقيين وهاجم العشائر العربية الموجودة بالمنطقة بأساليب وحشيّة”.

حلب – الشهباء 1829: في العام 1829 بدأت بين حلب والشهباء انتفاضة قادها المقاتلون العرب والكرد بطّال وعمر حيث لم يرغبوا بتسليم المقاتلين إلى العثمانيين. وأرسلوا الجنود من ولاية ديار بكر (آمد)على تلك المجموعة وقتلوا قرابة ألف شخص.

دمشق 1831:ارتكبت مجزرة كبيرة بحق العشائر العربية بين دمشق وبيروت. انتفض الشعب على الضرائب الكبيرة والتجنيد وقُتل والي دمشق سليم باشا. بعد ذلك أطلقوا الجنود الذين استقدموهم من قواعد حلب وديار بكر ودمشق على الشعب بأساليب وحشية. وبحسب المصادر الفرنسية والعربية قُتل آلاف الأشخاص على يد العثمانيين. توجه الأشخاص الذين هربوا من المجازر إلى خان شيخون في إدلب ولكن العثمانينن حاصروا هذه البلدة أيضاً وقتلوا هؤلاء الأشخاص مع عوائلهم.

1916 جمال باشا و33 مثقفاً عربياً:ارتكب أنور وطلعت باشا مجزرة ضد الشعوب المسيحية في باكور كردستان. وواصل جمال باشا المجازر ضد العرب في الحرب العالمية الأولى. في عام 1916 طُلب من الشعب الانتفاضة ضد الظلم العثماني وقادتهم الجمعية التي أسسها المثقفون العرب عام 1912 باسم الجمعية السورية العربية. (تجمع العرب السوريين). بعد أن جرى هذا الإعلان اعتقل 33 مثقفاً عربياً من قبل جمال باشا وفي السادس من أيار عام 1916 أعدموا شنقاً في ساحة المرجة بدمشق والبرج ببيروت. ونفي عوائل هؤلاء المثقفين من سوريا. توضح المصادر العربية أن جمال باشا لُقب بالسفاح بسبب مجازره بحق الشعب العربي في سوريا ولبنان بين عامي 1915 -1916.

المجازر التي ارتكبت بحق السريان والأرمن

باب النيرب 1850 :قتل آلاف الأشخاص بينهم القس الآشوري بيتر جاروه في المجزرة التي ارتكبت ضد المسيحيين في حي باب النيرب في حلب والتي استمرت ليومين.

1914 مجزرة الآشور والكلدان(سيفو):ارتكبت جمعية الاتحاد والترقي العديد من المجازر قبل تأسيس الدولة التركية وبارتكاب مجزرة ضد الآشور، السريان والكلدان ارتكبت أول مجزرة كبيرة ومروعة لها. لأنهم قتلوا مئات الآلاف من الأشخاص بالسيوف والتي يشار إليها ب’سيفو‘ التي تعني سيفاً بالسريانية. بدأت هذه المجزرة عام 1914 واستمرت حتى عام 1920. قُتل أكثر من 500 ألف شخص في الهجمات التي شنت على الآشور، السريان والكلدانيين في مدن باكور كردستان.

الإبادة الجماعية للأرمن -1915

ارتكب العثمانيون هجمات الإبادة الجماعية المنظمة ضد الشعب الأرمني بين عامي 1894 و1915. قُتل ثمانون ألف أرمنياً على الأقل وصُودرت منازلهم وأملاكهم بين عامي 1894 -1896 في أضنة. ولكن المجزرة الكبرى التي ارتكبت بحق الأرمن بدأت في نيسان 1915. قُتل مليون ونصف مليون أرمني من قبل أنور وطلعت باشا اللذين كانا يتزعمان جمعية الاتحاد والترقي في حملة الإبادة هذه من أجل تتريك الأناضول وباكور كردستان.

يريدون استكمال المجازر التي بقيت في منتصفها

منذ 24 أب 2016 تستمر المجازر التي ارتكبتها الدولة التركية على يد مجموعات مرتزقة داعش والنصرة منذ بداية الأزمة السورية بشكل مباشر على يد الجيش التركي اليوم. استهدفوا شعوب المنطقة وخاصة الكرد في كري سبي وسري كانيه في تشرين الأول عام 2019 وفي عفرين في أذار عام 2018. كما استهدفوا السكان المدنيين في تل تمر وأهالي عين عيسى السريان، الكرد والعرب على الرغم من اتفاقيات وقف إطلاق النار. وتواجه شعوب شمال وشرق سوريا اليوم أيضاً تهديداً آخراً للدولة التركية المحتلة بالاجتياح والساعية للإبادة.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى