أخبار

من سيفوز في الانتخابات الأمريكية 2024؟ توقعات تكشف مفاجأة

مع إدانة الرئيس الأمريكي السابق «التاريخية» بتهم جنائية في نيويورك، احتدم السباق إلى البيت الأبيض، بتصعيد من قبل منافسه، وبتغير في استطلاعات الرأي.

سباق وصف بأنه واحد من أكثر الانتخابات الأمريكية تنافسا في التاريخ الحديث، والذي يبدو أن الكفة فيه بدأت تميل لصالح الرئيس الأمريكي جو بايدن، لأول مرة، بحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية.

تطور جاء بعد إدانة دونالد ترامب في محاكمة جنائية في نيويورك بشأن دفع أموال سرية لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، رغم أن فريق الرئيس السابق يحاولون الترويج بأن الإدانة جاءت لصالح مرشحهم، مستدلين على ذلك بالمنح التي بدأت تتدفق على الحملة.

وفي مذكرة، جادل منظمو استطلاعات الرأي التابعين لترامب بأن الإدانة لن «تغير بشكل كبير» ميزة المرشح الجمهوري في الولايات المستهدفة.

كيف سيؤثر الحكم على ترامب؟

إلا أن صحيفة «التلغراف»، توقعت أن يؤثر الحكم على ترامب، بعد الإدانة، مشيرة إلى تقدم ترامب قد ينخفض بحوالي نقطتين مئويتين.

فـ«الناخبون يهتمون أكثر بالمرشح الذي سيعمل على تحسين ثروتهم الشخصية أكثر من اهتمامهم بقضية الأموال السرية المستمرة منذ ثماني سنوات»، بحسب الصحيفة البريطانية، التي قالت إنه رغم ذلك، فإن ترامب سيقاتل من أجل كل صوت يمكنه الحصول عليه، ولا يمكن اعتبار إدانته إلا بمثابة نكسة.

وعلى الصعيد الوطني، لا تزال استطلاعات الرأي متقاربة للغاية كما كانت الحال منذ أشهر. في انتخابات عادية، قد تساعد الإدانة الجنائية في كسر هذا الجمود، لكن استطلاعًا رئيسيًا نُشر في يوم صدور الحكم يشير إلى أن هذا غير مرجح.

ويقول واحد فقط من كل عشرة جمهوريين إن الحكم بالإدانة سيجعلهم يتخلون عن ترامب. ومن المرجح أن يدعمه واحد من كل أربعة، وهذه هي الطريقة التي تسير بها السياسة شديدة الاستقطاب.

والأهم من ذلك، فإن الناخبين غير المنحازين يقولون في الواقع إن الحكم سيجعلهم أكثر احتمالا لدعم ترامب؛ بحسب «التلغراف»، التي قالت إن الوضع بات غير مسبوق: فنحن عادة نحكم على الانتخابات بناء على الاقتصاد، وشغل المناصب، والحروب العرضية، لكن هذه المعركة الآن تدور بالكامل حول الشخصية.

وحتى الآن، فشلت محاكمات ترامب في إضعاف تقدمه في الولايات المتأرجحة ــ لكنّ الناخبين قالوا إن الإدانة الفعلية قد تغير رأيهم. واليوم، يصر ثلثا الأمريكيين على أن الحكم «بالذنب» يظل غير مهم بالنسبة لهم ــ لكن ضيق الأفق في هذه الانتخابات يعني أن نسبة 17% الذين يفكرون في التخلص من تذكرة الحزب الجمهوري تشكل أهمية إحصائية.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه أصبح من الصعب للغاية على ترامب أن يفوز، مشيرة إلى أنه مما يزيد الطين بلة، احتمال صدور حكم بالسجن، والذي قد يصدر في 11 يوليو/تموز، ما يتعين على الرئيس السابق أن يشرح كيف يمكنه أن يحكم من خلال السجن.

المناظرة الرئاسية

وفيما أكدت أن ترشيح ترامب لنائب رئيس له بات الآن أكثر أهمية، قالت إن المناظرة المرتقبة في السابع والعشرين من يونيو/حزيران مع منافسه جو بايدن، أصبحت أمراً لا يمكن تفويته .

وتقول «التلغراف»، إن حقيقة أن بايدن لا يستطيع ترجمة هذه الإدانة بين عشية وضحاها إلى إعادة انتخاب ساحقة مضمونة هي إدانة دامغة للحزب الديمقراطي، مما يمنح الحزب الجمهوري الأمل، مشيرة إلى أن الديمقراطيين لم يواجهوا هذه المشكلة مع ريتشارد نيكسون (الذي لم تتم إدانته حتى).

وجدت هيئة محلفين مكونة من عشرة مواطنين أمريكيين أن دونالد ترامب مذنب بجميع التهم الـ 34، مما يجعل المرشح الجمهوري المفترض مجرمًا مُدانًا. وكان الحكم سريعا ولا لبس فيه، بحسب الصحيفة البريطانية التي قالت إنه إذا صدقت استطلاعات الرأي السابقة، فإن الحكم سيكون ضارا للغاية بفرص إعادة انتخاب ترامب.

تساؤلات

لكن هناك بعض المحاذير؛ فالعديد من الأمريكيين (الجمهوريين والمستقلين المهمين والمترددين) يجدون أن توقيت ومضمون المحاكمة مريبان، ما يفسر التقارير التي تفيد بأن 40 مليون دولار من التبرعات تدفقت على حملة ترامب قبل أن يتعطل الموقع.

وسينتظر بايدن ومساعدوه بفارغ الصبر إجراء الاقتراع المبكر، مدركين جيدًا أن الحكم الحقيقي ضد الرئيس السابق سيأتي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتشير استطلاعات الرأي المبكرة إلى أن إدانات ترامب لن تخلف تأثيرا كبيرا يذكر على النتيجة، وقد شهدت تدفق الأموال من الجهات المانحة الكبرى وصغار المتبرعين، لكن الرئيس السابق يواجه بالفعل شكوكا تجاه حملته من بعض الجمهوريين الذين صوتوا لنيكي هيلي في الانتخابات التمهيدية في وقت سابق من هذا العام، وتشير بعض التحليلات إلى أن تلك الأصوات قد تكون حاسمة .

ومن المرجح أن يقول أنصار هيلي إنهم لن يصوتوا لصالح ترامب إذا أدين بارتكاب جريمة، ما قد يؤثر على نسبة الإقبال في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

أوجه القصور

ويعتقد منظم استطلاعات الرأي الجمهوري جريج ستريمبل أن الناخبين قد قرروا بالفعل من هي أوجه القصور التي تثير قلقهم أكثر، مشيرًا إلى أن استطلاعًا نظمه أظهر الاستطلاع تقدم ترامب في كل ولاية باستثناء ولاية ويسكونسن، حيث تعادل الرجلان.

وقال ستريمبل إن الأمر المهم هو سلسلة من الأسئلة التي سأل فيها القائمون على استطلاعات الرأي الناخبين عما إذا كانوا أكثر قلقًا بشأن الضعف المحتمل لترامب أو بايدن. وفي كل مرة، أشار ستريمبل، إلى أن عددًا أكبر قال إن مسؤولية بايدن المحتملة كانت تقلقهم أكثر من غيرهم – حيث قال عدد أكبر، على سبيل المثال، إنهم قلقون بشأن عمر بايدن وقدراته أكثر من قلقهم بشأن مزاج ترامب ومشاكله القانونية.

وبحسب ستريمبل: فإن «الشيء الأكثر روعة في الاستطلاع هو أنه حتى لو كان الناس يعتقدون شيئًا سيئًا عن ترامب، فإنهم ما زالوا يصوتون له (..) هذه نقطة قوة لدى ترامب، لكن ضعف بايدن هو الذي يدفع ترامب».

وأعرب ستريمبل عن ثقته في فوز ترامب أكثر من أي جمهوري خارج حملته تحدثت معه هذا العام، لكن ليس لأنه يعتقد أن الناخبين انفتحوا بشكل خاص على ترامب منذ عام 2020، لكن لأنه يعتقد أنهم أغلقوا الكتاب عن بايدن، تمامًا كما فعلوا في الأشهر الأخيرة من رئاستي كارتر في عام 1980 وإتش دبليو بوش في عام 1992.

إلا أن الاستراتيجي الديمقراطي سيمون روزنبرغ يرى السباق بعبارات معاكسة تمامًا تقريبًا، فيعتقد أن نقاط ضعف ترامب لا يمكن التغلب عليها لدرجة أنها ستطغى في النهاية على شكوك الناخبين بشأن بايدن.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن الجمهوريين حققوا انتصارات كبيرة في الولايات ذات الميول الحمراء، إلا أن الديمقراطيين تجاوزوا التوقعات بشكل كبير بفوزهم في سباقات حكام الولايات في أريزونا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وسباقات مجلس الشيوخ في أريزونا، جورجيا، ونيفادا وبنسلفانيا في 2022، مما خلق نموذجا للديمقراطيين لاستغلال المقاومة لأجندة ترامب في الولايات المتأرجحة بما يكفي للوصول إلى 270 صوتا في المجمع الانتخابي هذا العام.

ويفضل روزنبرغ أن يكون لدى المزيد من الناخبين آراء إيجابية حول بايدن، لكنه يصر على أنه ليس من الضروري أن يفوز الرئيس لأن «الديناميكية المستمرة» في سياستنا منذ عام 2018 أصبحت معارضة لترامب.

المصدر: العين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى