ملف اللاجئين السوريين يتصدّر مباحثات لبنان وقبرص والمفوضية الأوروبية
زار الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية لبنان، وركزت المباحثات حول ملف اللاجئين السوريين هناك.
وأكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس خلال الزيارة، أن بلاده تتفهم بشكلٍ عميق المشكلات والتحديات التي يواجهها لبنان، فتداعيات هذه التحديات والمشكلات تؤثر على قبرص مباشرة وكذلك على الاتحاد الأوروبي.
ولفت خريستودوليدس إلى أنّ النزاع الطويل في سوريا له آثار سلبية متزايدة على لبنان وشعبه، وقال: “في حين نشيد بالحكومة اللبنانية لاستضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين منذ أكثر من 12 عاماً، فإننا أيضاً وفي الوقت نفسه، ندرك تماماً التحديات الكبيرة والضخمة التي يرتبها هذا الوجود على الاقتصاد والمجتمع”.
كلام خريستودوليدس جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد أمس، في السرايا الحكومي مع رئيس الحكومة.
مليار يورو دعماً “لاستقرار لبنان”
بدورها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عن مساعدات بقيمة مليار يورو دعماً “لاستقرار” لبنان، معوّلةً على “التعاون الجيد” من أجل مكافحة عمليات تهريب اللاجئين انطلاقاً من السواحل اللبنانية.
وقالت فون دير لاين، خلال مؤتمر صحفي، إثر لقائها والرئيس القبرصي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: “أستطيع الإعلان عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان، ستكون متاحة بدءاً من هذا العام حتى 2027” من أجل المساهمة في “الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي”.
وحضّت السلطات اللبنانية على “التعاون الجيد” لمنع “الهجرة غير النظامية ومكافحة تهريب المهاجرين” انطلاقاً من لبنان.
رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، جدد دعوته للاتحاد الأوروبي والعالم إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، والعمل على إرساء حل نهائي شامل وعادل للقضية الفلسطينية”.
وكرّر ميقاتي: “دعوته “المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتمادي على جنوب لبنان”.
وقال ميقاتي: “خصّصنا القسم الأكبر من الاجتماع لبحث ملف النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية والتعاون بين لبنان وقبرص ودول الاتحاد الأوروبي لمعالجة هذا الملف وتداعياته المباشرة وغير المباشرة”.
وأضاف ميقاتي أنّ: “لبنان تحمل، منذ اندلاع المعارك في سوريا عام 2011، العبء الأكبر بين دول المنطقة والعالم في موضوع استضافة النازحين، مع ما شكّله هذا الملف من ضغط كبير على الشعب اللبناني برمته وعلى كل القطاعات اللبنانية”.
لبنان ملتزم بقواعد الاشتباك
كما بحث الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية ملف اللاجئين السوريين مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين، ورئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس والوفد المرافق لهما.
نبيه بري وخلال اللقاء، شكر أوروبا لمساهمتها ومشاركتها في إطار قوات اليونيفل في البر والبحر، مقدراً لرئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فاندر لاين ولرئيس جمهورية قبرص زيارتهما العملية التي تتسم بأهمية كبرى في هذه المرحلة الراهنة التي يمر بها لبنان والمنطقة.
وشدد أمام ضيفيه على أن “لبنان لا يريد الحرب، وهو منذ لحظة بدء الهجمات عليه لا يزال ملتزماً بقواعد الاشتباك التي تعمل إسرائيل على خرقها مستهدفة عمق لبنان وقراه وبلداته الحدودية الجنوبية، وهي (أي إسرائيل) لم توفر في هجماتها المدنيين والإعلاميين والمساحات الزراعية وسيارات الإسعاف مستخدمة أسلحة محرمة دولياً”.
وأكد الرئيس بري أن: “لبنان بانتظار نجاح المساعي الدولية لوقف العدوان على قطاع غزة، والذي حتماً سينعكس على لبنان والمنطقة، وسيكون عندها جاهزاً لمتابعة المباحثات حول تطبيق القرار الأممي رقم 1701، الذي كان لبنان ولا يزال ملتزماً ومتمسكاً به”.
رئيس المجلس أثار أيضاً أهمية دور الأونروا، وطالب الدول التي أوقفت تمويلها للمنظمة بإعادة النظر بقرارها نظراً لأهمية الدور الذي تؤديه تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
وحول اللاجئين السوريين، عدّ الرئيس بري أن اللقاء كان عملياً بامتياز، واقترح تشكيل لجنة بين لبنان والاتحاد الأوروبي لمتابعة الزيارة والاجتماعات التي واكبتها، وقد لاقى الاقتراح ترحيباً من رئيسة المفوضية الاوروبية.
بري جدد التأكيد على أهمية التواصل من سائر الأطراف المعنية بمقاربة ملف النازحين مع حكومة دمشق التي بات حضورها على معظم أراضيها.
المصدر: ANHA.