مسلم عباس: المرحلة تتطلب ترتيب البيت الكردي وتوحيد خطابه

شدّد عضو المكتب السياسي في حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، مسلم عباس، على ضرورة عقد مؤتمر وطني شامل يشارك فيه جميع السوريين دون إقصاء لرسم مستقبل سوريا الجديدة، لافتاً أيضاً إلى ضرورة ترتيب البيت الكردي وتوحيد صفه وخطابه السياسي من خلال عقد مؤتمر تجتمع تحت سقفه جميع الأحزاب والقوى السياسية فضلاً عن الشخصيات المستقلة، والخروج بوثيقة وتوجيهها إلى القيادة الجديدة في دمشق.
جاءَ ذلك في تصريحٍ أدلى به “مسلم عباس” لصحيفة “السلام” ردّاً على سؤالٍ حول مستقبل سوريا وشمال شرق سوريا بعد سقوط النظام السوري وتولي “هيئة تحرير الشام” القيادة في دمشق، وسط التدخلات الإقليمية والدولية.
وقالَ “عباس” في معرض إجابته إنه “لا ينبغي أن نتسرّع في الحكم على مستقبل سوريا”، مشيراً إلى أن “هذا المستقبل معلّق بين تطلعات الشعب السوري نحو التغيير ورغبته في نظام ديمقراطي تشارك فيه جميع المكونات السورية وبين معضلات وتدخلات القوى الإقليمية والدولية”.
وأعربَ “عباس” عن اعتقاده بأن “مستقبل سوريا مرتبط بقرار مجلس الأمن 2254 ومشاركة جميع المكونات السورية في العملية السياسية دون إقصاء”، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن هناك معطيات لا تصب في هذا الإطار، مستشهداً بما دار من حديث بين قائد هيئة تحرير الشام (أحمد الشرع) والمبعوث الأممي إلى سوريا (غير بيدرسون) خلال لقائهما في دمشق.
وقال: “قائد هيئة تحرير الشام (أحمد الشرع) شدّد خلال لقاءه مع المبعوث الأممي إلى سوريا (غير بيدرسون) في دمشق على ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 من منطلق أن الواقع تغير بعد سقوط نظام الأسد، لكن بيدرسون أكد على ضرورة الالتزام بالقرار الأممي، وهو ما تم التأكيد عليه أيضاً في بيان العقبة كإطار لعملية الانتقال السياسي السلمي في سوريا”.
واكدَ عضو المكتب السياسي في حزب السلام على ضرورة عقد مؤتمر وطني شامل، يشارك فيه جميع السوريين، دون إقصاء أي مكون، لرسم مستقبل سوريا الجديدة، معتبراً أن سوريا لن تكون بالصورة المأمولة ما لم تشارك في رسم مستقبلها جميع المكونات السورية.
وقالَ “مسلم عباس” إن: “الشعب الكردي كغيره من المكونات السورية ذاق من النظام البعثي السابق الويلات من تهجير وتهميش وقتل واعتقال وتجويع وتغيير ديمغرافي وكم للأفواه” وأنه “بعد سقوط النظام وفرار الأسد إلى الخارج، تنفس الشعب الكردي الصعداء، لكن سرعان ما هرولت الحكومة التركية إلى دمشق للقاء قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع بهدف التأثير على القيادة الجديدة بما يدفع باتجاه تهميش مناطق شمال وشرق سوريا وحرمانها من المشاركة في رسم مستقبل سوريا”.
وأضاف: “مؤخراً، زادت تركيا من وتيرة تهديداتها وهجماتها وخرقها للاتفاقيات وتحريضها للمرتزقة على محاربة مناطق شمال وشرق سوريا، تحت حجج وذرائع واهية، دون أن يصدر أي تعليق أو بيان إدانة من قبل القيادة الجديدة في دمشق، وكأن مناطق شمال وشرق سوريا ليست أراضٍ سورية”، مؤكداً أن هذا الصمت يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل سوريا واستقلالية قراراتها.
وشدّدَ “مسلم عباس” في ختام حديثه على ضرورة ترتيب البيت الكردي وتوحيد صفه وخطابه السياسي، قائلاً: “المرحلة تتطلب عقد مؤتمر تجتمع تحت سقفه جميع الأحزاب والقوى السياسية فضلاً عن الشخصيات المستقلة، بهدف ترتيب البيت الكردي وتوحيد صفه وخطابه السياسي، والخروج بوثيقة، وتوجيهها إلى القيادة الجديدة في دمشق، ففي الوحدة خلاصنا، وفي التشتت دمارنا”.