مسد: المنطقة مقبِلة على مرحلة مصيرية.. وعلينا أن نكون جزءاً فاعلاً في صياغة مستقبلها
عقد المجلس العام لمجلس سوريا الديمقراطية؛ اجتماعه الدوري، يوم أمس الأحد، في مقرّه بمدينة الحسكة، بحضور الرئاسة المشتركة السيدة ليلى قره مان والدكتور محمود المسلط، ونواب الرئاسة المشتركة، وأعضاء المجلس العام من ممثلي الأحزاب والقوى والتنظيمات والفعاليات المجتمعية والمدنية، من بينهم رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، طلال محمد.
افتُتح الاجتماع بتحليلٍ شامل للمشهد الإقليمي والدولي وتأثيراته على الوضع السوري، وقدّمت الرئاسة المشتركة إحاطة مفصّلة حول التطورات الراهنة.
وفي هذا السياق، قالت الرئيسة المشتركة السيدة ليلى قره مان، إن المنطقة مقبِلة على مرحلة جديدة مصيرية، لأن ما يجري هو مخطط استراتيجي بدأ عام 1990 مع طرح مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولذلك هناك خرائط سوف تُرسم وتحالفات وتوازنات جديدة ستظهر، ولذلك ستستمر هذه المرحلة بكافة أعبائها وضغوطها لانعدام الحلول السياسية.
وفي ظل هذا الوضع قالت: “إن مسد يمتلك وثيقة سياسية وخارطة طريق، واستناداً إلى هذه الخارطة يمكننا الوصول إلى جميع السوريين، وخلق مساحات آمنة معهم وتوحيد صفوفهم حول مسد من خلال المبادرات التي يطرحها والحوار الوطني الذي بدأ به من أجل الوصول إلى الحل السياسي، وبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية”.
فيما قال الرئيس المشترك الدكتور محمود المسلط: “موقعنا الاستراتيجي يفرض علينا أن نكون جزءاً فاعلاً في صياغة مستقبل المنطقة. المرحلة الراهنة تتطلب سياسة متّزنة وعقلانية، مع الحفاظ على الاستقرار في مناطقنا والعمل على توسيع مساحات الأمان لجميع السوريين. من الضروري أن نركز على بناء الهوية الوطنية الجامعة وخلق بيئة سورية ناضجة.”
وأكد المجتمعون على أن المنطقة بحاجة ماسّة للاستقرار، وأن سوريا على وجه الخصوص بحاجة لحلٍّ سياسي شامل، وشدّد الاجتماع على دور مسد كقوة حلٍّ وطنية قادرة على جمع الأطراف السورية المختلفة حول طاولة الحوار.
وناقش المجلس التصعيد في لبنان والتوترات الإقليمية، داعياً إلى تجنّب التصعيد وإيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة. كما أشاد بجهود الإدارة الذاتية في استقبال اللاجئين السوريين، معتبراً ذلك خطوة إيجابية لتخفيف معاناة السوريين.
وجدد المجلس دعوته لتفعيل الحوار السوري-السوري كسبيل وحيد لحل الأزمة، مؤكداً على أهمية بناء جسور التواصل بين مختلف المكونات السورية. وشدّد المجتمعون على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ مفهوم المواطنة الشاملة.
وفي الشأن التنظيمي، ناقش المجلس سُبل تطوير أدائه وتعزيز فعاليته على الساحة السياسية السورية. تم التأكيد على أهمية التقييم المستمر لعمل المجلس وتحديد نقاط القوة والضعف لتحسين الأداء. كما تم الاتفاق على تنظيم ورش عملٍ لدراسة الأوضاع في مختلف المناطق السورية، مع التركيز على منطقة دير الزور.
واختُتم الاجتماع بالتأكيد على دور مجلس سوريا الديمقراطية كمنصة جامعة للقوى الديمقراطية السورية، والتزامه بالعمل من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية.