أخبار

​​​​​​​ما هي خلفية الاقتتال بين المجموعات المرتزقة في المناطق المحتلة تركياً

شهدت المناطق السورية التي تحتلها تركيا وخاصة عفرين اقتتال بين المجموعات المرتزقة انتهى بسيطرة مرتزقة “تحرير الشام” على عفرين. فما هي أهداف ذلك؟ ولماذا عفرين تحديداً؟

اندلعت خلال الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين مرتزقة الجبهة الشامية ومرتزقة فرقة الحمزات في عفرين.

وفي سيناريو أعتبره مراقبون بأنه مدبر من قبل استخبارات الاحتلال التركي، استنجد مرتزقة فرقة الحمزات بمرتزقة “تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) اللذين سرعان ما أرسلوا الأرتال العسكرية من إدلب تحت أنظار قوات الاحتلال التركي وسيطروا على مدينة عفرين ومحيطها بالكامل.

مراقبون للتطورات الأخيرة يرون بأن الاحتلال التركي يقف وراء هذه الهجمات بغاية إدخال مرتزقة تحرير الشام إلى عفرين ووضعوا عدة أهداف وسيناريوهات، منها بأن الاحتلال التركي يريد تأديب بعض المجموعات التي تماطل في تنفيذ بعض الأوامر التركية عبر “تحرير الشام” الذي أثبتوا بأنهم الأقرب للاستخبارات التركية.

فيما وضع أخرون هذه التطورات في إطار التمهيد للمفاوضات المزمعة بين حكومة دمشق والاحتلال التركي والتي من المتوقع أن تنتج عن تسليم إدلب لحكومة دمشق وروسيا ويلزم ذلك نقل مرتزقة تحرير الشام إلى عفرين ومناطق جرابلس واعزاز المحتلتين، وخصوصاً بأن مرتزقة تحرير الشام قامت منذ فترة بفتح الطرق باتجاه المعابر التجارية مع قوات حكومة دمشق.

وبعد أن سيطر مرتزقة “تحرير الشام” على عفرين ومحيطها بدأ الحديث عن اتفاقية بين الجماعات المرتزقة وانسحاب جزء من “تحرير الشام” من عفرين إلا أن هذا حدث سابقاً ولم تنسحب.

وفي الـ 18 من حزيران العام الجاري، دخلت “هيئة تحرير الشام” بأرتال عسكرية تحمل رايات “حركة أحرار الشام” ووصلت إلى حدود مدينة عفرين، بعد الاستيلاء على معبر الغزاوية وناحية جندريسه وقرى عدة وبلدات بمحيط مدينة عفرين، وذلك إثر اشتباكات اندلعت بين مرتزقة “الفيلق الثالث” و”القطاع الشرقي لحركة أحرار الشام” على أطراف مدينة الباب شرقي محافظة حلب.

قسد تكشف ذلك مبكراً وحذرت منه مسبقاً

المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، قد نشر في 25 أيار من العام الجاري بياناً حذر من حدوث هذه التطورات.

وقال المركز في وقتها: “تقارير عديدة وردت من مصادر متعاونة تؤكد تمركز مرتزقة تنظيم (حرّاس الدين) الإرهابي في قريتي كباشين وباسوطة بريف عفرين الجنوبي إضافة إلى نقاط عديدة في خطوط التماس الجنوبية وذلك بالتوازي مع إخراج مرتزقة (فيلق الشام) من تلك القرى من قبل استخبارات الاحتلال التركي”.

وأضاف “المصادر ذاتها أكدت تمركز أكثر من 300 من مرتزقة (هيئة تحرير الشام) في قريتي (فافرتين وبازيرة) إضافة إلى تمركز سابق لعناصر الهيئة في قرية باصوفان ومنطقة الشيخ عقيل بريف عفرين الجنوبي، وذلك بعد اجتماع مع متزعمي فصائل الاحتلال التركي في مدينة سرمدا بإدلب برعاية تركية، حيث اتفق الطرفان على إعادة تموضع لمرتزقة (هيئة تحرير الشام) في جبهات ريف حلب الشمالي والشرقي وتسهيل تحركاتهم في مناطق عفرين، الباب، وجرابلس المحتلة”.

وحول أهداف ذلك، قال المركز الإعلامي لقسد حينها: “التوزع الجديد للفصائل الإرهابية وفي مقدمتها (حرّاس الدين – هيئة تحرير الشام)، يأتي في إطار الخطط التركية لإنشاء حزام أسود من العناصر الإرهابية في خطوط التماس انطلاقاً من ريف عفرين الجنوبي وصولاً إلى محاور منبج وريف كوباني الغربي، واستخدام هؤلاء الإرهابيين في أي عدوان محتمل”.

وأضاف “إن الأحداث السابقة بما فيها أحداث قتل متزعمي داعش أبو بكر البغدادي وأبو إبراهيم القريشي في المناطق التي تحتلها تركيا، وكذلك التحركات العلنية للفصائل التي ارتكبت جرائم علنية بما فيها ارهابيو (أحرار الشرقية) وغيرهم تؤكد تحويل تركيا للمناطق المحتلة إلى بيئة آمنة للتنظيمات الإجرامية، وتستلزم تحركاً دولياً سريعاً لمنع تلك التنظيمات من تلقي المزيد من التدريب والأموال واستقطاب العناصر التي تساعدها على الانتشار خارج مناطق تمركزها بما فيها مناطق خارج سوريا”.

وفي 27 أيار، قال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية: “نشرت وسائل إعلام تابعة لمرتزقة الاحتلال التركي مشاهد مصوّرة لتحشيدات عسكرية ادعت بأنها للفصائل التركية في ناحية جنديرس بمواجهة هجوم وتوغل محتمل لهيئة تحرير الشام في منطقة عفرين، وحاولت تلك الوسائل صناعة مشاهد غير نقية عن الأوضاع الأمنية في تلك المنطقة المحتلة”.

وأوضح “المعلومات المسربة من مصادر متعاونة تؤكد تمركز عناصر هيئة تحرير الشام وتنظيم حرّاس الدين في مناطق بجنوب عفرين منذ فترة طويلة حيث تمّ تعزيز تواجدهم بالمئات من العناصر خلال الأيام الماضية إثر اتفاقية قامت برعايتها الاستخبارات في مدينة سرمدا بإدلب. وتلك التحشيدات التي يروّج لها المرتزقة ليست سوى لمعارك وهمية ومزايدات باهتة لا يمكن تصديقها خاصة مع انعدام الاختلاف في الممارسات الإرهابية للفصائل المرتزقة التابعة لتركيا”.

وفي 31 أيار، قال المركز الإعلامي لقسد: “هيئة تحرير الشام تسيطر بصمت على جنوب وغرب منطقة عفرين المحتلة، المزيد من عناصر الهيئة تم ادخالهم إلى المنطقة بعد اتفاق مع مرتزقة (الجيش الوطني) برعاية تركية”.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى