أخبار

ما المصالح المشتركة بين روسيا والصين في ظل الأزمة الأوكرانية؟

رأت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية أن الأزمة الأوكرانية تدفع روسيا والصين إلى التقارب الوثيق، في ظل مصالح الدولتين، والرغبة المشتركة في التصدي للنفوذ الأمريكي.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الاثنين، على موقعها الإلكتروني ”في الوقت الذي تجنّب فيه الكثير من القادة الغربيين مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، بكين 2022، فإن الرئيس الصيني شي جين بينغ لا يزال قادرا على جذب نجم بارز، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين“.

وأضافت ”بعد مباحثات وتناول العشاء، صدر بيان مكون من أكثر من 5 آلاف كلمة من الزعيمين، استنكرا خلاله التدخل الأمريكي في شؤون دولتيهما، وعارضا توسع حلف شمال الأطلسي، الناتو، والذي يمثل مصدر القلق الأكبر لروسيا مع الغرب“.

ومضت تقول ”أظهر هذا اللقاء إلى أي مدى يؤدي التهديد المتصاعد بالحرب في أوكرانيا إلى الإسراع في دفع روسيا والصين نحو المزيد من التقارب“.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الأوكرانية سوف تدفع روسيا إلى الحصول على مساعدة الصين في التخفيف من تأثير العقوبات الغربية التي سيتم فرضها على موسكو في حال مهاجمة أوكرانيا، وفي الوقت ذاته، فإن بكين سوف تطالب روسيا بدعم طموحاتها الإقليمية في تايوان ومناطق أخرى.

وتابعت ”عنصر الربط المحوري في تلك العلاقة يتمثل في الهيدروكربون، إذ تملك روسيا كميات هائلة من النفط والغاز والفحم، وحتى الآن على الأقل، بعض التقنيات العسكرية التي تفتقدها الصين، وفي الوقت ذاته فإن بكين تملك رأس المال والآلات ومصادر تقنية أخرى يمكن أن تكون روسيا في حاجة إليها“.

وأردفت ”لا تزال الصين تشتري جزءا ضئيلا من الغاز الروسي، مقارنة بأوروبا، ولكن حقيقة وجود أنابيب حاليا على الأرض، بعد حالة الشك المشتركة من الطرفين والتي أعاقت التقدّم في هذا الصدد، تمثل رمزا للعلاقات الأوسع نطاقا التي أصبحت أكثر قوة“.

واستطردت ”بالتأكيد، فإنها ليست مصادفة أن اتفاقا بقيمة 400 مليار دولار، ولمدة 30 عاما، بين الدولتين، والذي يمهد الطريق أمام مشروع أنبوب غاز سيبيريا بين روسيا والصين، جاء قبل أسابيع قليلة فقط على قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا؛ ما أشعل الخلاف مع الغرب“.

وقالت الصحيفة البريطانية ”تعكس الشراكة العميقة منذ ذلك الحين تقارب المصالح بين بكين وموسكو، كلتاهما غاضبتان من العالم ”أحادي القطب“، الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة والجهود الغربية لنشر الديمقراطية الليبرالية. ويعتقد كلتاهما أن أمريكا عازمة على تقويضهما: ترى موسكو يد واشنطن في الثورة الأوكرانية الموالية للغرب في 2014، وتتهم بكين القوى الأجنبية بتنظيم الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ عام 2019“.

ورغم ذلك، ترى الصحيفة أنه رغم الشراكة الجيوسياسية الواضحة حاليا بين روسيا والصين، فإن احتمالية أن تصبح الدولتان حليفين عسكريين كاملين، وإبرام اتفاق دفاع مشترك، لا تزال ضعيفة، في ظل التنافس بينهما على النفوذ في آسيا الوسطى السوفيتية السابقة، حيث تحافظ بكين على سرية مصالحها الأمنية، وتخشى موسكو أن تكون شريكا صغيرا بشكل واضح لدولة يبلغ عدد سكانها واقتصادها 10 أضعاف حجمها.

وختمت ”فاينانشال تايمز“ قائلة ”التقارب الصيني الروسي بعيد المدى، ويجب أن يكون موضع انتباه شديد من العالم، لكنه ليس تقاربا بلا حدود“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى