ما الذي تخفيه سلطة حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة عقب الزلزال؟
انشغل العالم أجمع بما فيه كردستان بالتعامل مع المعاناة التي تسبّبت بها كارثة الزلزال، لكنّ سلطة حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة تثير بممارساتها العديد من الأسئلة من مثل “ما الذي تخفيه؟ لماذا تعرقل وصول المساعدات؟ ولماذا تعزّز التفرقة والعنصريّة أكثر؟”.
لا يزال الزلزالان اللذان ضربا مدينة مرعش في باكور كردستان في الـ 6 من شباط الجاري وبشدّة 7.7 و7.6 والهزّات الارتداديّة التي تلتها موجودةً على رأس الأجندة في كردستان وتركيا والعالم بأسره. ويُقال إنّه لا يزال هناك آلاف الأشخاص تحت الأنقاض في اليوم الـ 13 للكارثة، فيما هناك الآلاف غيرهم يواجهون البرد القارس بلا مأوى في انتظار المساعدة. لكنّ ممارسات سلطة حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة في تركيا المتعلّقة بالزلزال تقدّمت على أعمال الإنقاذ والإغاثة ومدّ يد العون للمنكوبين، وهذا ما يزيد الغضب الشعبي حيال هذه السلطة يوماً بعد يوم، وقد أثارت هذه المسألة الجدل خارج تركيا أيضاً. وسلّطت بعد الممارسات التي ظهرت في أعقاب الزلزال الضوء على هذه الحقيقة بشكلٍ أكبر.
لماذا تُدفن الجثامين بشكلٍ جماعي وفوري؟
تُدفن جثامين الضحايا التي تُنتشل من تحت الأنقاض بشكلٍ سرّي وجماعي وفوري بدون إقامة أي طقوس أو واجباتٍ دينيّة، وقد فقد العديد من ضحايا الزلزال الذين اُنتشلوا من تحت الأنقاض حياتهم بسبب البرد، فيما لا يتلقَّ مصابو الزلزال الرعاية الطبيّة اللازمة كما يجب، بالإضافة إلى ذلك لا يزال آلاف المنكوبين متروكين لمصيرهم في الشوارع تحت البرد القارس دون أن يتمّ منحهم خياماً على الأقل، وقد لجأ العديد من المنكوبين إلى مدن باكور كردستان حيث يتمّ استقبالهم ومساعدتهم قدر الإمكان.
فقدان الأطفال
إنّ وضع الأطفال الذين جرى إنقاذهم من تحت الركام غير معروف، فلا أحد يكشف ما الذي حصل لهؤلاء الأطفال، وهناك شائعات عديدة تفيد بأنّ هؤلاء الأطفال يتعرّضون للاختطاف من قبل أعضاء الطوائف الدينيّة، فيما تستخدم دولة الاحتلال التركي هؤلاء الأطفال في سياسات الصهر كما هناك مزاعم تفيد بأنّه يتمّ بيع هؤلاء الأطفال إلى المافيا للاتجار بأعضائهم، وقد تقدّمت بعض المؤسسات بشكاوٍ بخصوص هذه الشائعات والمزاعم.
الاستيلاء على المساعدات
يتعاون الأهالي في باكور كردستان بالتحديد على جمع المساعدات لإغاثة منكوبي الزلزال، ويلعب حزب الشعوب الديمقراطي دوراً مهمّاً في جمع هذه المساعدات. لكنّ جنود حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة يعرقلون إيصال هذه المساعدات التي يجمعها أهالي باكور وحزب الشعوب الديمقراطي وهذا ما حصل في مدينة شرنَخ في باكور كردستان.
كان حزب الشعوب الديمقراطي يقوم بجمع المساعدات في قرية “حتما” التابعة لناحية باسا في شرنَخ؛ في سياق حملة مساعدة منكوبي الزلزال، لكنّ الجنود منعوا هذه المساعدات واستولوا عليها بزعم “جمع المساعدات بشكل غير قانوني”.
قام القائم مقام في بازارجق ومدير الناحية والعديد من الجنود بتوكيل المحافظ للإشراف على أعمال للمنسقيّة التي أُنشأها حزب الشعوب الديمقراطي بالتعاون مع الغرف المهنيّة، المؤسسات المدنيّة، الجمعيات القرويّة والأحياء والمناطق في مجلس قرية “حسن كوجا” لجمع المساعدات؛ لمنع التعاون والتضامن الشعبي. ولم يوزّع المحافظ أي مساعدات على الأهالي منذ عدّة أيام.
لا يريدون أن تُكشف حقيقتهم
منعت حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة وسائل إعلام أجنبيّة من تغطية أحداث الزلزال وآخر تطورات هذه الكارثة. إذ تعترض المجموعات المسلّحة التابعة للحكومة الصحفيين وتعتدي عليهم، فحكومة حزبي العدالة والتنميّة والحركة القوميّة لم تسمح سوى لأجهزة الإعلام التابعة لها بتغطية الأحداث. وتواجه وسائل الإعلام هذه ردود فعل الأهالي لأنّها لا تنقل الحقيقة وبل خلافها. هذا ويتعرّض الصحفيون الساعين إلى نقل الحقيقة وكشفها للاعتقال من قبل الجنود والشرطة.
رحيل فرق الإنقاذ وترحيل المتطوعين
أرسلت العديد من الدول في أعقاب الزلزال، فرق إنقاذٍ إلى تركيا، لكنّ معظم هذه الفرق عادت إلى بلدانها بسبب عرقلة أعمالهم. حتّى الآن عادت فرق الإنقاذ التي كانت قد أرسلتها كلّ من ألمانيا، النمسا، إسرائيل وإسبانيا إلى بلدانها. وكشفت فرق الإنقاذ الإسبانيّة أنّ “قرّرت الحكومة رفع الأنقاض بالآليات وهذا يعني قتل العديد من الأشخاص، ونحن لن نصبح جزءاً من هذا” لذا غادروا تركيا.
هذا وتقوم الحكومة التركية بترحيل العديد من المتطوّعين الذي أتوا إلى تركيا بغية المساهمة في عمليات البحث والإنقاذ، وقد تمّ إلقاء القبض على 3 متطوعين يونان في هاتاي وجرى إحالتهم إلى مؤسسة الهجرة في أضنة بغية ترحيلهم.
عائلة أردوغان مجدّداً
يتمّ إلقاء القبض على متعهّدي البناء الذين تسبّبوا بمقتل آلاف الأشخاص، لكن تقرّر التعامل مع ملفات المتعهّدين الذين تربطهم صلة مباشرة بعائلة أردوغان بسريّة، وقد بُنيت معظم الأبنية المدمّرة من قبل متعهّدي البناء التابعين لنجل أردوغان بلال أردوغان.
قمّة انعدام الضمير
خلال اجتماع غرفة الصناعة في كوجالي لشهر شباط؛ قال رئيس غرفة الصناعة، آيهان زيتين أوغلو بخصوص منكوبي الزلزال: “لا تمنحوا عملاً للقادمين من مناطق الزلزال. دعونا لا نضع أنفسنا في حالة تؤدّي إلى إحداث تغيير ديمغرافي. ليس لدينا شيء لنقوله لمنكوبي الزلزال”.
زارت النائبة عن حزب العدالة والتنمية في جاناكالي، جوليدة إسكندر أوغلو، ملاطية وقالت لشخص من منكوبي الزلزال كان يشرح لها وضعهم: “إنه عمل الله، لا يمكننا القيام بشيء”.
تصريحات أردوغان المتناقضة
ألغى زعيم حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان في الـ 4 من شباط عام 2022 قرار “منطقة مهدّدة بالزلازل” عن 6 أحياء في هاتاي (الإسكندرون).
وصرّح أردوغان بعد الزلزال بأن هذا “قضاء وقدر” لكن في عام 1999 وعندما كان حزبه في المعارضة، قال عن الزلزال الذي ضرب منطقة مرمرة: “بقيت الحكومة تحت الزلزال، لقد سقطت ورسمت نهايتها”.
المصدر: ANHA.