ماذا تعني الانتخابات الرئاسية الأمريكية للشرق الأوسط ؟
قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ في تحليل إخباري بعنوان ”ماذا تعني الانتخابات الرئاسية الأمريكية للشرق الأوسط“: إن المواطن العادي في تلك المنطقة ربما لا يكترث بالانتخابات المقبلة ومن سيفوز بها، سواءً الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب، أم منافسه الديمقراطي جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وأشار التحليل، الذي نشرته الصحيفة اليوم الثلاثاء، إلى أن ”البقاع الساخنة في الشرق الأوسط، والتي يأتي على رأسها مناطق الحرب في سوريا واليمن وليبيا، والدول الهشة مثل العراق ولبنان، لن تهتم كثيراً بالفائز؛ لأن كلا المرشحين، ترامب أو بايدن، شاهدا الصراعات المتشابكة في المنطقة، وهربا منها، ولم ينجح أحدهما في تحقيق شيء يُذكر“.
ورأت الصحيفة أن ”ترامب وبايدن يمثلان مستقبلين مختلفين بالنسبة لبعض النخب السياسية في المنطقة، خاصة القيادة في إسرائيل ومنطقة الخليج، فقد احتفلوا بوصول ترامب إلى البيت الأبيض، خاصة بعد أن تخلّص من إرث الرئيس السابق أوباما فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات على طهران، ومارس سياسة الضغط الأقصى على الملالي“.
وقالت ”واشنطن بوست“: إنه ”بالنسبة لإسرائيل، فإن النهج الجديد الذي استعان به ترامب في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين كان في صالح اليمين الإسرائيلي، ورغم أنها أثارت غضبًا شديدًا لدى الفلسطينيين، إلا أن الاحتجاج كان مكتوماً من جانب العديد من القادة العرب الآخرين“.
اختراقات ترامب
وأشارت الصحيفة إلى ما يقوله ترامب وحلفاؤه حول نجاح الرئيس خلال 4 سنوات في تحقيق ما لم تستطع الإدارات الأمريكية الأخرى تحقيقه في عقود، ويتضمن ذلك ”اتفاقات إبراهيم“ بين دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وبين إسرائيل.
وتابعت: ”ليس واضحاً ما إذا كانت هناك دول عربية أخرى ستتبع النهج الذي سارت عليه الإمارات والبحرين، ولكن تلك الطفرة الدبلوماسية تؤكد تغيير الواقع في الشرق الأوسط، حيث ترى العديد من القوى العربية أن هناك مصلحة لها في التوافق مع إسرائيل في ظل عناد إيران ولامبالاة الولايات المتحدة“.
وفي أحدث استطلاعات الرأي، وفقا للصحيفة، فإن ”غالبية الإسرائيليين يؤيدون استمرار ترامب في رئاسة الولايات المتحدة على حساب بايدن، وهذه ليست مفاجأة؛ لأن ترامب قدّم سلسلة من الهدايا إلى نتنياهو، من بينها الاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس ومرتفعات الجولان، إضافة إلى (صفقة القرن)“.
لكن الصحيفة نقلت في المقابل عن نمرود نوفيك المستشار السابق لرئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز قوله: ”فيما يتعلق بوجود السفارة الأمريكية في القدس واتفاق السلام مع الفلسطينيين فإن إسرائيل في وضع أفضل، أما فيما يتعلق باثنتين من أهم التحديات الخارجية: الحاجة لحل الصراع مع الفلسطينيين وتقويض الطموحات الإيرانية النووية والإقليمية، فإن إسرائيل في وضع أسوأ“.
ورأت ”واشنطن بوست“ أن ”إدارة ترامب ألحقت أضراراً كبيرة بالاقتصاد الإيراني نتيجة العقوبات المفروضة عليه، لكن الضغط الأقصى فشل في كبح جماح المغامرة الإيرانية في دول الجوار، كما زعم ترامب، وأدى إلى تلاشي ضمانات عدم امتلاك طهران للقنبلة النووية. سخر المسؤولون الإيرانيون حتى الآن من احتمال إجراء مفاوضات مع إدارة ترامب، وتؤكد جميع المؤشرات أن الانتخابات الإيرانية المقبلة في عام 2021 ستعزز المتشددين في البلاد“.
آمال إيرانية
وذكرت الصحيفة أنه ”في التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين، فإنهم يؤكدون مراراً أنهم لا يهتمون بالرئيس المقبل في البيت الأبيض، سواءً كان ترامب أو بايدن، ولكن هذا يخفي في نفس الوقت اعترافاً في طهران بأن إدارة بايدن ستسعى لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، ورفع بعض العقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيراني، ويتوقع محللو النفط أن تستطيع إيران تصدير مليوني برميل يومياً إذا نجح بايدن أمام ترامب“.
المصدر: إرم نيوز.