ليلى تعمل على تحقيق حلم والدها لتصبح طبيبة تعالج المقاتلين
بعد أعوام من استشهاد والدها، تقف اليوم، قرب ضريحه لتخبره بأنها ما زالت على العهد، وتمضي نحو تحقيق حلمه لتصبح طبيبة وتعالج أبناء الشهداء والمقاتلين.استشهد والدها فيصل سعدون الذي عُرف بأبي ليلى، القيادي في كتائب شمس الشمال، في 5 حزيران عام 2016 أثناء حملة تحرير مدينة منبج من مرتزقة داعش، وقتها كانت ليلى في 6 من عمرها، تاركاً خلفه إرثاً ثقيلاً لها، حيث كان حلمه أن تصبح طبيبة عندما تكبر.
لم تتردد ليلى في تنفيذ وصية والدها الشهيد، واليوم بعد مضي أعوام من شهادة أبو ليلى، تمضي واثقة الخطى نحو تحقيق حلمه ووصيته، فتزور ضريحه بعد استلامها لجلاء الصف السابع، وتخبره بأنها ماضية على الدرب الذي رسمه لها لتصبح طبيبة في المستقبل وتعالج أبناء الشهداء والمقاتلين المدافعين عن شمال وشرق سوريا.
تقول ليلى: “كان والدي شجاعاً جداً لدرجة أنه ضحى بروحه في سبيل أن يحيا أبناء وطني بسلام، واليوم هاماتنا عالية باستشهاد أبي، وكيف لا وهو الذي كان موجوداً في كل بقعة تجري فيها الحرب”.
وأضافت: “كان والدي دائماً صريحاً معنا، ويقول أنا لا أحارب من أجلكم وحدكم بل من أجل جميع أبناء بلدي، وكانت جملته الشهيرة لنا؛ ادرسوا كي أرفع رأسي بكم، وأنت يا ليلى أريد منك أن تصبحي طبيبة وتداوي أبناء الشهداء والمقاتلين في خنادق البطولة، وهذا ما يدفعني كي أدرس وها أنا أتعلم اللغة الكردية كما كان يتمنى والدي”.
وأشارت ليلى: “كان والدي قليل الزيارة لنا، كانت المعارك تأخذ كل وقته، لم يرض أن تُدنّس هذه الأرض من قبل المرتزقة، لذلك كان يكرس كل وقته لها، ونحن لم نكن نغضب منه؛ لأننا كنا نعلم بأنه يفعل الصواب، وثقتنا به كانت كبيرة، ونال الشهادة وهو مرفوع الرأس”.
وفي معارك كوباني ترك أبو ليلى رسالة لابنته ليلى، يخبرها فيها عن الدرب الذي يمضي فيه، وقال في رسالته: “هكذا هو طريقنا وواجبنا أن ندافع ونعمل ونقاتل من أجل مستقبلك ومستقبل الأطفال أمثالك، كي لا تكبروا وتقولوا لم تفعلوا شيئاً من أجلنا، أنا أقاتل من أجلك ومن أجل أمثالك كل ما نعانيه وكل ما نخاطر به هو من أجل مستقبلك ومستقبل كل طفل يحيا هنا لتعيشوا في هذا الوطن أحراراً وآمنين، وبحرية الثورة، كل هذا من أجلك ومن أجل الوطن سوريا، كم اشتقت إليك حبيبتي ليلى ستكونين فخورة بوالدك إن كان حياً أو شهيداً، مع قبلاتي لك، والدك أبو ليلى كوباني”.
وعُرف الشهيد فيصل سعدون والد ليلى، بتواضعه وإقدامه في المعارك، حيث خاض معارك ضدّ قوات حكومة دمشق في أحياء حلب كالأشرفية والشيخ مقصود وحلب القديمة وجبهة اللاذقية، وشارك في المقاومة التاريخية في كوباني، وعملية تحرير ناحية صرين، ومدينة تل أبيض، وحملة الهول، والشدادي، ومنها إلى حملة سد تشرين والمشاركة في حملة تحرير مدينته منبج من مرتزقة داعش، ليستشهد في بداية الحملة، ولتستمر الحملة تحت اسمه “حملة الشهيد القيادي فيصل أبو ليلى لتحرير مدينة منبج”.
المصدر: ANHA.