لماذا يستهدف الاحتلال التركي عين عيسى والطريق الدولي بشكل مستمر؟
تحاول الدولة التركية، منذ سنتين، السيطرة على الطريق الدولي M4، بعد أن احتلت مدينة سري كانيه وكري سبي عام 2019، من خلال تصعيد هجماتها على الطريق الدولي الذي يبعد عن الحدود التركية مسافة 33 كيلو متراً في ناحية عين عيسى، لذلك تستهدف القرى الواقعة عليه بشكل مباشر، مستخدمة المدافع والصواريخ والدبابات والطائرات المسيّرة.
أهمية الطريق الدولي جغرافياً وتجارياً
ويبدأ الطريق الدولي السريع M4 من أقصى الشمال الشرقي لسوريا، حيث النقطة الحدودية مع العراق من ناحية تل كوجر مروراً بقامشلو ثم ناحية تل تمر في إقليم الجزيرة وناحية عين عيسى في إقليم الفرات ومنبج والباب إلى أن يصل حلب.
ويستكمل الطريق M4 مسيرته من بلدة سراقب باتجاه الغرب إلى أن يصل إلى مدينة اللاذقية، وعند مدينة سراقب في منطقة إدلب يتقاطع طريق M4 في جهة الجنوب مع الطريق الدولي M5 باتجاه حماة وحمص، ومن ثم العاصمة دمشق ويتابع إلى لبنان والأردن.
وللطريق الدولي السريع أهمية في بُعده الحيوي الذي يربط المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية لسوريا بالمناطق الغربية والغربية الجنوبية، لهذا يعدّ حلقة وصل استراتيجية بين أهم المناطق في سوريا، ويعتبر الشريان الرئيس لشعوب سوريا من حيث استخدامه في التجارة والتنقل.
واستغلت دولة الاحتلال التركي أهمية هذا الطريق بعد احتلالها لمناطق سري كانيه وكري سبي في أعقاب هجمات ٩ تشرين الأول ٢٠١٩، لتحاول التقدم واحتلاله بغية قطعه بشكل كامل، لذلك استهدفت السيارات والشاحنات من قواعدها المنتشرة على مقربة منه.
وتحاول تركيا من خلال هجماتها العسكرية واستهدافها الطريق M4 بشكل مباشر بالأسلحة الثقيلة، قطع صلة الوصل بين الأقاليم الثلاث لمناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
القرى الأكثر استهدافاً على الطريق الدولي
المالكية (معلق): تقع في الجهة الشمالية الغربية مسافة 2 كم عن مركز ناحية عين عيسى، وتبعد عن الطريق الدولي الذي يمر من شمالها مسافة 500 متر.
الخالدية: تقع غرب مركز ناحية عين عيسى مسافة 6 كم بشكل مباشر على الجانب الجنوبي للطريق الدولي.
هوشان: تقع غرب مركز الناحية أيضاً مسافة 8 كم بشكل مباشر على الجانب الجنوبي للطريق الدولي.
الدبس: تقع غرب مركز الناحية مسافة 12 كم على الجانب الشمالي للطريق الدولي بمسافة 300 متر.
صيدا: تبعد عن مركز الناحية 2 كم في الجهة الشمالية، وتتميز بارتفاعها مقارنة ببقية القرى ومطلة على مركز الناحية.
المشيرفة وجهبل:تقعان في الجهة الشرقية من الناحية، مسافة 4كم، شمال الطريق الدولي ويمر منها الطريق المؤدي إلى تل تمر، وإذا تم احتلالها من قبل تركيا ستحاصر ناحية عين عيسى من الجهة الشرقية.
الفاطسة: تقع شرق الناحية مسافة 10 كم، جنوب الطريق الدولي مسافة 2 كم.
الصفاوية: تقع شرق ناحية عين عيسى مسافة 15 كم، وتبعد عن الطريق الدولي في الجهة الجنوبية له مسافة 800 متر.
التروازية الشرقي والتروازية الجنوبي: تقعان أيضاً في الريف الشرقي مسافة 60 كم، وعلى الطريق الدولي مباشرة.
ونتيجة استمرار الهجمات التركية على القرى المذكورة بشكل شبه يومي، وصلت نسبة الدمار في تلك القرى إلى نحو 95 بالمائة.
ويعود سبب استهداف تلك القرى إلى أنها تقع بمحاذاة الطريق الدولي، وفي مسعى الاحتلال الوصول إلى الطريق والتحكم به، وقطع الطريق الواصل بين مدينة كوباني ومنبج وناحية صرين وعين عيسى في الطرف الغربي، وقطع الطريق بين إقليم الجزيرة وناحية عين عيسى في الطرف الشرقي، وبذلك تسعى الدولة التركية لاحتلال مركز الناحية وفرض سيطرتها على الطريق الدولي.
وتهدف دولة الاحتلال التركي لاحتلال الريف الغربي لمدينة كري سبي واحتلال ناحية عين عيسى والطريق الدولي لتحاصر مدينة كوباني من ثلاث جهات.
لماذا ناحية عين عيسى؟
تقع ناحية عين عيسى على الطريق الدولي بشكل مباشر وجنوب شرق مدينة كوباني مسافة 72 كيلو متر، وشمال مدينة الرقة مسافة 50 كيلو متراً، جنوب مدينة كري سبي المحتلة مسافة 35 كيلو متراً.
ولناحية عين عيسى أهمية كبيرة في المنطقة فهي تمثل عقدة مواصلات مهمة، تربط إقليمي عفرين والفرات بإقليم الجزيرة من خلال الطريق الدولي “M4” الذي يمر منها، وأيضاً تتميز بطرق محلية تربطها بمدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا ومدينة الرقة.
إلى جانب ذلك، تم تأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في عين عيسى وإلى جانبها عدد كبير من المؤسسات المدنية والمجالس التابعة لها فيها.
كما تعتبر ناحية عين عيسى خط الدفاع الأول عن مدينة كوباني ومنبج ومدينة الرقة، كونها تقع على امتداد شبكة الطرق المهمة بالنسبة للمدن المذكورة.
المصدر: ANHA.