لماذا أثار اتهام بايدن لروسيا بارتكاب “إبادة جماعية” في أوكرانيا قلق مساعديه؟
اعتبر تقرير إخباري أمريكي أن اتهام الرئيس جو بايدن، لروسيا بارتكاب ”إبادة جماعية“ في أوكرانيا أثار مخاوف وقلقًا بين بعض المسؤولين في حكومته.
وقال التقرير إن هذه المخاوف جاءت لأن اتهامات بايدن ”لم يتم تأكيدها من خلال المعلومات التي جمعتها وكالات الاستخبارات بالولايات المتحدة“ عن الوضع في أوكرانيا.
وذكرت شبكة ”أن بي سي“ الأمريكية في تقريرها، أمس الجمعة، أن ”إعلان بايدن الذي بدا مرتجلًا على ما يبدو خلال خطاب السياسة المحلية في ولاية ”أيوا“، الثلاثاء الماضي، جعل من الصعب على وكالة المخابرات القيام بعملها بمقصداقية“.
وهذا التصريح نقلته الشبكة عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، المكلفة باتخاذ قرارات رسمية بشأن ”الإبادة الجماعية وجرائم الحرب“ من خلال عملية قانونية مستقلة.
إبادة جماعية
وقالت إن ”وكالات الاستخبارات الأمريكية تقوم عادة بجمع المعلومات عندما يتم تقديم مزاعم عن أفعال يمكن أن ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، لكن صانعي السياسة هم الذين يقررون في الواقع ما إذا كانوا سيعلنونها أم لا“.
وتابعت في تقريرها: ”قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن التقارير الاستخباراتية حول أوكرانيا لا تدعم في الوقت الحالي تصنيف الإبادة الجماعية“.
ونقلت عن مسؤول استخباراتي أمريكي قوله: ”تتضمن الإبادة الجماعية هدفًا يتمثل في تدمير مجموعة عرقية أو أمة، وحتى الآن، ليس هذا ما نراه“.
قلق استخباراتي
ومع ذلك، فإن ”هنالك قلقًا داخل مجتمع الاستخبارات من أن تصرفات روسيا في المرحلة التالية من الحرب يمكن أن ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية“، وفق ”أن بي سي“، التي نقلت عن مسؤول قوله إن ”هذا التقييم قد يكون دفع بايدن إلى اتخاذ موقف علني قبل حكومته“.
ونقلت الشبكة أيضًا عن ”أشخاص مطلعين“ على المناقشات قولهم إن ”مسألة تحديد موعد وصف أفعال روسيا في أوكرانيا بأنها ”إبادة جماعية“ نوقشت داخل البيت الأبيض منذ ظهور صور المقابر الجماعية وتعذيب المدنيين والاغتيالات في مدينة بوتشا الأوكرانية“.
وذكرت أن ”بايدن بدأ أخيرًا في توضيح آرائه على انفراد، لذلك لم يتفاجأ مسؤولو البيت الأبيض من أنه وصف ما يحدث في أوكرانيا بأنه إبادة جماعية، لكنهم فوجئوا بفعل ذلك بشكل مرتجل في خطاب ألقاه في ولاية أيوا حول التضخم“.
من جهته، بين متحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، قائلًا: ”إننا نعمل بنشاط لمساعدة الجهود الوطنية والدولية لتوثيق والتحقيق في تقارير موثوقة عن الفظائع، وتحليل الأدلة، وتحديد المسؤولين عن الفظائع وجرائم الحرب التي ارتكبت في أوكرانيا حتى يمكن محاسبتهم“.
آراء شخصية
وقال التقرير الإخباري الأمريكي، إن ”إعلان بايدن عن الإبادة الجماعية في أوكرانيا كان هو المرة الثالثة في الأسابيع الأخيرة التي يحاول فيها الرئيس فصل ما يقول إنها آراؤه الشخصية عن السياسة الرسمية للولايات المتحدة لاتخاذ موقف يعتقد أنه صحيح على الرغم من أنه لا يتماشى مع موقف حكومته“.
وأعلن بايدن أن ”روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا، وهي لحظة أخرى مهمة من الناحيتين الرمزية والقانونية باستباقه أي تصريح من إدارته وقبل أسبوع من استكمال الحكومة الأمريكية إجراءاتها القانونية وإصدار هذا الإعلان رسميًا“.
كما قال بايدن إن ”الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يجب ألا يبقى في السلطة ما دفع مساعديه إلى المسارعة بالقول إن هذا ليس ما قصده والتأكيد على أن سياسة الولايات المتحدة ليست تغيير النظام في موسكو“.
وأوضحت الشبكة أن بايدن أكد في وقت لاحق أنه ”كان يقصد ما قاله، وأنها فقط وجهة نظره الشخصية وليس سياسة الولايات المتحدة“.
المصدر: إرم نيوز.